لتكن
الجمعة القادمة "جمعة الحقوق"
منذ
ان قتل قابيل أخاه هابيل (حسد وكراهية = ظلم) تبدأ قصة الاضطهاد
والكرامة والخبز، ومرت حقوق الانسان خلال فترة الحياة على هذا
الكون بمراحل تطور الفكر وخاصة الحقوقي منها، فكان نشوء الاديان
لتنظيم امور الانسان دينياً ودنيوياً، وما يهمنا هنا هو التأكيد
على الجانب الانساني مستندين على مبدأ "اعطوا ما لقيصر لقيصر وما
لله لله" اي الفصل بين الدين والحكومة/الدولة، فصارت مصدراً
رئيسياً من مصادر حقوق الانسان عندما انتفض على الحكام الظالمين
الذين كانوا يجمعون بين السلطات كافة ! الدينية والمدنية،
باعتبارهم "أنصاف الالهة"/الاباطرة – الله اعطاهم السلطة والباقي
عبيد عليهم الطاعة، وهكذا جاءت الثورات الكبرى التي غيرت مجرى
التاريخ الانساني ووضعت الاسس لثقافة حقوق الانسان في عهد الفرس
والاغريق واليونانيين والهند والصين القديمة وكانت ثورة 1215نتيجة
للصراع الطبقي في انكلترا وكان ظهور (الميثاق الاعظم) وتطورت مع
تطور الزمن الى قانون الحقوق 1689! وتأثرت الولايات المتحدة
الامريكية وكان (اعلان الاستقلال 1776) ودستور الولايات الصادر1787
المتضمن "حقوق الانسان" والتعديلات الـ25 التي شملت حقوق الانسان
كافة، وفي نفس الوقت كانت الثورة الفرنسية ضد "انا الدولة والدولة
انا – لويس 14" ونتيجتها حقوق الانسان والمواطن 1789 والدستور
الفرنسي 1791 وكان الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 وملحقاته
والعهدين 1966 وملاحقهما، والاخيرة كان مصدرها الذي قبلها تتويج
لتاريخ الحياة البشرية وتنظيم العلاقات الانسانية بين الحاكم
وشعبه، والى يومنا هذا هناك قوانين واعلانات تصدر لترسيخ مبدأ حقوق
الانسان في كافة المجالات والاصعدة، ومعظم الدول موقعة عليها منها
العراق
الغاية الاساسية من هذه المقدمة المهمة هي لفت انظار الحكومة
العراقية (الغير كاملة لحد الان) وفي نفس الوقت لثوارنا في جُمَع
التحرير!!
الحكومة العراقية مطالبة اكثر من اي وقت مضى بدراسة الحالات التي
امامها وامامنا الا وهي
(ثورة تونس /قمع بالحديد والنار وشهداء بالمئات والالتفاف بكل
الطرق والسبل على مطاليب الثوار التي بدأت بطلب الاصلاحات ومحاربة
والفساد ولم تنتهي الا بالغاء الحزب الحاكم ودستور جديد وهلم جرا /
هروب الرئيس التونسي وترك جزء من ثروته في بيته ولم يتمكن من
الرجوع للاستمتاع بها)
(ثورة مصر/ نفس اسلوب مع الاخذ بنظر الاعتبار اخطاء ثورة تونس!! لم
يستمر الارهاب (البلطجية) الا اياماً معدودة مع انضمام الجيش الى
الثورة من اليوم الاول بحياديته! نعم حياد الجيش يعني الانضمام الى
الثورة/ والنتائج هي عدم الاكتفاء باطاحة الرئيس (ان كان قد سلمها
من الاسبوع الاول لكان اليوم افضل حالا) بل بتغيير النظام ورموزه
ومحاكمتهم مع وضع تعديلات دستورية والتي باعتقادي الشخصي سوف لا
تكفي لنجاح الثورة الا بوضع دستور جديد ونظام جديد، وهناك اشارات
وبوادرلحرب طائفية ومذهبية تغذيها اصحاب الثورة المضادة وهنا تكمن
الخطورة لان النجاح لا يكفي بل المحافظة عليه أصعب
(ثورة ليبيا/ القائد ضد شعبه – حرب اهلية عشائرية – شهداء بالالاف
والثورة مستمرة! وكما اكدنا في مقال سابق (ان كان حاكم تونس ومصر
وليبيا والآتي! قد وضع ثروتهما تحت تصرف الشعب لكانت شعوبهما تُلقب
(بالشعوب المليونية) ولكان الحساد كثيرون طبعاً الذين يطلبون جنسية
تلك الدول! فلا ادري اين المستشارون والحواشي (جمع حاشية) وعقولهم
وخاصة عندما يداهمهم الخطر)
(ثورة اليمن/ انظروا اخوتي الكرام وقادتنا الكرام: نفس الخطأ
القاتل!! باختصار شديد والعاقل يفتهم: لو كان الرئيس اليمني منذ
بداية الاحتجاجات قد طرح فكرة تنحيه واقامة نظام برلماني ديمقراطي
في اليمن ووضع دستور جديد او معدل وعدم ترشيحه لولاية اخرى، اكان
وضعه الحرج اليوم ان بادر قبل شهر او عدة شهور بذلك؟؟؟)
(ثورة السودان/ لنسأل ايضاً نفس السؤال لوجود نفس الخطأ: أكان
الجنوب انفصل من امه ان كان هناك تفهم وتنازل وحوار دون الالتفاف
على القرارات والقوانين؟؟ واليوم يطالبون احزاب المعارضة باسقاط
النظام! وسوف يسقط امام الارادة الشعبية! اذن خسر كل شيئ، الوطن
والسلطة ووو)
هذه نماذج مختلفة الظروف الذاتية والموضوعية، وجميعهم قالوا: نحن
لسنا تونس، وبعدها:نحن لسنا تونس ومصر، وغدا: نحن لسنا تونس ومصر
وليبيا، وبعد غد:نحن لسنا تونس ومصر وليبيا واليمن!!وهكذا الى ان
نصل الى قمة عربية/افريقية بوجوه جديدة شابة!
نضع هذه النماذج كما قلنا امام حكومتنا العتيدة مع الاخذ بنظر
الاعتبار:
وجود آلاف وملايين هم بدرجة قابيل وهابيل/حسد – ثأر – كراهية –
طائفية – مذهبية
باعتراف الحكومة وما يقوله ارض الواقع/ استشراء الفساد "الثقافي
والاجتماعي والتعليمي والمالي والاداري" مثل انتشار مرض السرطان في
الجسم
التفرقة العنصرية واللاعدالة/ تنخر السلطات الثلاثة (طبعاً ليس
جميعهم) ولكن التطبيق العملي يؤكد ذلك! منها كمثال لا الحصر:
المحاصصة الطائفية التي هي اساس البلاء، وبعد مرور اكثر من سنة
يحتفظ رئيس الوزراء بثلاث وزارات امنية بالوكالة لعدم تمكنه ترضية
خواطر القادة الدينيين والمدنيين، قتل وتهجير السكان الاصليين
المنظم (الصابئة المندائيين والمسيحيين واليزيديين، قتل بالجملة
والمفرد، اضطهاد، هضم الحقوق/الغاء المادة 50 نموذجاً،) ثم التفرقة
المقيتة بين السنة والشيعة وعلى ارض الواقع/انظروا الى المواقع
الالكترونية وغرف المحادثة تقشعرالابدان على ما نسمع،،،،الخ
المشكلة العراقية تكمن في : الدستور والفصل بين السلطات الثلاثة!
هذه نضعها امام ثوارنا في يوم (الجمعة العظيمة) التي تكون آخر جمعة
وبعدها يكون هناك فرح وبشرى، لليتامى والفقراء واطفال الشوارع
والقمامة والارامل والمهجرين والمهاجرين،،،، الدستور هو اساس
بلائنا بالدكتاتورية التي لم نرضى بدكتاتور واحد بل فُرِضَ عدة
دكتاتوريات في جسم واحد(هنا لا اقصد اشخاص مع الاحترام لكرامة
الشخص البشري) بل هناك دكتاتور في كل وزارة ودائرة ومرجعية وقادة
ميليشيات ودوائر الدولة، والفصل بين السلطات هو مفتاح الحل بعد وضع
دستور جديد، نعم دستور جديد، صحيح ان الدستور الحالي هو جديد ولا
تنطبق عليه المثل:لا يمكن ترقيع قميص رث بقطقة جديدة من القماش!
لانها تشوهه ويخرج الينا بنشاز مضحك! ولو بنسبة ولكن التعديلات
الاساسية مهمة جداً في هذه المرحلة قبل ان تتصاعد مطاليب الثوار
المسالمين في جمع التحرير الى الغاء الدستور والنظام معه! والتجارب
اعلاه خير دليل، وهكذا نتجنب دماء الابرياء والفوضى قبل فوات
الاوان، وحذاري من الالتفاف على المنجزات باسم الديمقراطية والوحدة
الوطنية، سيأتي يوم يرى فيه الامريكان انه لا محالة التغيير،
والزمن سيقول كلمته! ولا بأس ان نكرر بأن للتاريخ لسان اطول من
نهري دجلة والفرات، انكم الاصلاء فليكن عملكم سلمي كاصالتكم ولا
تعطوا فرصة للادران ان تتعلق بملابسكم!
لتكن الجمعة القادمة "جمعة الحقوق" والاخيرة "الجمعة العظيمة/جمعة
التحرير" |