جُمَعْ
التغيير العراقي وثقافة الحقوق
من المعلوم ان الكثيرين يفتقدون الى ثقافة حقوق الانسان والكارثة
وجود قسم منهم يعملون داخل منظمات حقوقية لا يفقهون ألف باء من
ثقافة الحقوق لأسباب معروفة منها الخلفية الثقافية والسياسية
والتربية الوطنية الضعيفة نتيجة العيش تحت تأثير "القائد الذي يريد
الواجبات فقط" والذين ثقافة حقوقهم تتجلى في مكرمة الملك والزعيم
وولي الامر!!! ولا يعرفون غير – نعم –نعم – نعم مع انحناء في كثير
من الاحيان ، وسمعنا هذه الجملة كثيراً يرددها الحكام على مختلف
درجاتهم ويكتبها الاعلام التابع لذر الرماد في العيون لتبقى حبر
على ورق توضع تحت اليد وتستستعمل عند الحاجة فقط!
اليوم في جُمَعْ التغييرفي مركز ساحة التحرير/بغداد هناك عدة لجان
تشكلت لتنظيم أمور الثوار المسالمين الذين يلعبون في مساحة يحيطها
الدكتاتورية المزمنة من جهة والطائفية والمذهبية من جهة اخرى، اي
انتمائهم الحقيقي هو للمواطنة العملية، ولكي لا تعطي فرصة للثورة
المضادة بالالتفاف على انجازات الشباب ومصادرة انجازات الشعب عليه
وجوب ان يكون هناك "لجنة الحقوق" تسير مع المتظاهرين وتكون حكم
المباراة بين المتظاهرين والدولة لكي تكون المباراة نظيفة خالية من
البطاقات الحمراء والصفراء كما حدث في الماضي من اعتداء على
الاعلاميين كمثال لا الحصر، وكذلك ضحايا البصرة وبغداد والسليمانية
وبابل وباق المدن الثائرة على الفساد والمفسدين التي تؤكد ضرورة
وجود حكم عادل الا وهو لجنة حقوقية تحمل ثقافة مواطنة لان عملها
يكون بين العدالة من جهة والظلم والفساد والتمييز العنصري من جهة
اخرى، وبعدها مباراة ثانية مباشرة بين المساواة واللامساواة، وما
يخص المرأة ودورها في الحياة كونها الام والحبيبة والصديقة والزوجة
والعالمة والوزيرة والمهندسة والعاملة والطالبة،،، وجوب انصافها في
عيدها العالمي 8آذار! انها روح العالم!
وبين الشوطين هناك فترة استراحة نشهد فيها مباراة بالملاكمة بين
الخبز والامان والخدمات وبين ملايين عفواً مليارات الدولارات التي
لم يعرف مصيرها لحد الان، وهذا واجب حكمنا العادل
تجربة ثورات تونس ومصر وليبيا وغيرها امامكم، والاخوة الكرام من
المثقفين والكتاب والاكاديميين والحقوقيين تمكنوا من وضع كل ثورة
على مشرحة الحياة وتم تفكيك افكار القائمين عليها من مختلف الافكار
والاتجاهات، ولكننا نرى ان نضع امام ثوارنا والحكومة في نفس الوقت
هذه المخاوف "الاسئلة" لتكون العملية الجراحية مضمونة النجاح وباقل
خسائر ممكنة لاننا واثقون من نجاح التغيير والزمن يقول كلمته
تونس: تطور الثورة من مطاليب اجتماعية واقتصادية صعوداً الى مطاليب
سياسية وبعدها اسقاط النظام كحكومة وفكر وهذا ينطبق على ثورة مصر
ايضاً وباق الثورات الحالية والاتية على الطريق"والثورة الاخطر
الاتية هي من الصين" المهم نرى ان الثورات المشار اليها تشترك في
خطأ مركزي الا وهو: عدم وضع منهاج او ورقة عمل او نظام تطبيقي او
خارطة عمل تطبيقية او تشكيل قيادة موقتة او جبهة موحدة وبرنامج خاص
يضمن نجاح التغيير واستغلال الظرف الذاتي والموضوعي لايقاف الثورة
المضادة وفضحها لاستعمالها نفس الاساليب والشعارات التي يستخدمونها
الثوار ولكن بقلب وعقل وشهوة السلطة والقوة والمال
اما خطأ القادة او الزعماء التاريخيين (بمعنى الحكام الذين يبقون
في السلطة تاريخ كامل) ومستشاريهم بالمئات هو: عندما رأوا ان الشعب
الثائر قد تخطى "الرهبة المزمنة" من الحكام والنظام القمعي فلماذا
لم يتركوا السلطة او على الاقل حافظوا على كرامتهم وجزء من اموالهم
التي سرقوها من شعوبهم (الرئيس التونسي السابق وكانت الحالة امام
الرئيس المصري ولم يتعض! اليس من حقنا ان نضع علامة اكثر من تعجب؟
واليوم نرى حاكم وزعيم ليبيا وكيف يقود ثورة ضد شعبه، نعم هناك
جنون العظمة وجنون السلطة وجنون المال وجنون الجنس وجنون الجنون،
ولكن ماذا يريد الجنون وهو يملك مئات المليارات من الدولارات ان
وزع على كل عائلة من شعبه مليون دولار! اكرر مليون دولار! لكانت
دولته تسمى (دولة الملايين) وفي نفس الوقت يبقى يحتفظ بمئات
المليارات من الدولارات قبل الاعلان الرسمي عن قتل شعبه بالجملة
والمفرد؟ اليست هذه كلها دروس للآتي؟
اذن هناك خطأيين متوازيين من الحكام من جهة ومن الثوار من جهة اخرى
نضعها امام ثوار الخبز والكرامة التي تقودها تجمع التوجه
الديمقراطي وجبهته العريضة في العراق، وامام منضدة حكام العراق
الجديد الذين وجوب ان يدركوا ان لا الشرق ولا الغرب يفيدهم، بل
مياه الرافدين وسكانه الاصليين فقط هم البلسم الشافي لهم ولكم
كونهم الاصلاء وليسوا غرباء، انها ثقافة حقوق الانسان
|