اقرأ المزيد...
سمير اسطيفو شبلا
ثورة
"الخبز والكرامة" العراقية في الافق
خلال متابعتنا للاحداث الجارية في العالم العربي /الافريقي وبشكل
خاص ما يحصل في تونس ومصر هذه الايام من ثورة شعبية سلمية حقيقية
كانت لها اثر بالغ على المستويين الدولي والشرق اوسطي، قلنا ان
تسونامي شعبي يضرب الحكام الظالمين – لاهوت السلام يصفع قادة
المنطقة هزت الاحداث الاخيرة في مصر ضمائر الحكام في العالم اجمع
قبل كراسيهم، وكل رئيس او زعيم او ملك في المنطقة بدأ يفكر مرة
وألف مرة قبل ان يقرر اي شيئ يخص بخبز وكرامة مواطنيه، وهذه كانت
من اهم نتائج ثورة تونس ومصر والباقي آت بالتتابع، جملة ومفرد،
يضاف اليها ايضاً ان ثورة تونس ومصر رفعت الخوف ورهبة الشعب من
الحكام! وخاصة عندما نرى المواجهات العنيفة بين الشرطة والحرس
الخاص وبين المتظاهرين عندما يقعون شهداء على ارضهم الطاهرة نجد ان
العزيمة تقوى اكثر والاندفاع يشتد فوق الدماء الطاهرة، اذن معظم لا
بل جميع رؤساء دول منطقتنا في اجتماع دائم مع حكوماتهم لدراسة هذه
الظاهرة الغريبة نوعاً ما التي دخلت في وجدان وضميرالشعوب المتعطشة
للحرية فجأة! نعم كان هناك نضال مريرخلال قرون ضد الاستبداد والظلم
ومصادرة الحريات باشكالها! ولكن اليوم يختلف عن البارحة كلياً وكأن
الشعوب تريد ان تقفز على كثير من نظريات الصراع الطبقي السابقة
وتستعجل في فك القيود مهما كان الثمن، ونحن نفتخربان جيلنا قد رأى
بعينيه ملايين البشر متراصين تحت شعار واحد الا وهو "حب الوطن" اي
"لا للدكتاتورية والشمولية- لا للفساد – نعم للأمن والكرامة
الانسانية
بطبيعة الحال ان العراق جزأ من المنطقة، وتأثره بالاحداث لا مفر
منه، ولكن الظروف الذاتية كشعب ووطن تختلف عن الظروف الذاتية
والموضوعية للبلدان الاخرى، وخاصة بوجود قوات اجنبية/امريكية داخل
العراق الذي يفقد جزء من استقلاليته دستورياً! وكان من اهم الاخطاء
التي وقعت فيها الادارة الامريكية السابقة في العراق هي تكريس
المذهبية والطائفية في الحكم، وكانت نتائجها كارثية على جميع
الاصعدة، واليوم من واجب كل محب للتوجه الديمقراطي في العراق ان
يعمل من اجل وضع الحلول لتلافي اخطاء التي وقعت فيها حكامنا
ومسؤولينا والامريكان قبل فوات الاوان، لان الوقت ضيق جداً لاننا
نرى في الافق بداية البداية لثورة عراقية ملامحها قادمة
بدأت تتجلى مظاهرات منظمات المجتمع المدني/تحركات شبابية هنا
وهناك/مظاهرات النجف والديوانية والبصرة/مظاهرات اتحاد الادباء
والكتاب/اليوم هناك طلبات لمظاهرات اخرى للمحامين في شارع المتنبي!
انه يوم الجمعة 25/شباط/2011 وما المانع ان ينضم اليهم كافة قطاعات
الشعب، ليطالبوا برحيل رموز الفساد الديني والمذهبي والطائفي قبل
الفساد المالي والاجتماعي، اذن امام قيادتنا في العراق مسؤولية
تاريخية لاتخاذ قرارات جريئة وشجاعة خلال الـ15 يوم القادمة لا
اكثر، نعم انا الانسان المتواضع اقول واحذر من كارثة وتسونامي
عراقي جارف قادم لا محالة، حينها لا يمكن ايقافه لا بالاصلاحات
والتركيعات ولا بالتوسلات السياسية والرجاء باسم الدين والمذهب، بل
بالقيام بخطوات اساسية وجذرية لصالح الشعب، لانكم تعرفون ان
الفقراء هم القادة الحقيقيين للتغيير، انظروا ثورة مصر نموذجأ، الا
تعرفون العراقيين انهم كانوا يختلفون عن باق الشعوب في النضال
السري، اما اليوم يختلفون ايضاً لان امامهم دماء مليون شهيد
وملايين الجرحى وخلفهم 8مليون فقير وتحت خط الفقر واصحاب بيوت
القمامة واطفال الشوارع والمهجرين والمهاجرين ايضاً بكل دعم لهم!
اذن لا وقت ولا مسافة ولا مسافة باقية وخاصة مرت سنة على
الانتخابات ولحد اليوم لم تكتمل حكومتنا العتيدة، فمتى نتخذ
الاجراءات ونحمي المواطن ونوفر له الخبز
مما سبق نضع امام ضميركم الاتي وقبل فوات الاوان
1-استقالة الحكومة الغير مكتملة فوراً وتبديلها بحكومة انتقالية او
مجلس حكم موقت لحين
آ-تشكيل لجنة حكماء العراق تشمل الاكاديميين والحقوقيين المشهود
لهم بالعفة والنزاهة
ب-تشكيل لجنة مماثلة لصياغة الدستور او اجراء تعديلات جوهرية عليه
وخاصة المواد والفقرات المتناقضة فيه منها كمثال لا الحصرالمادة 1
و 2 و 10
2-اجراء انتخابات مبكرة تحت عنوان (لاجل العراق) وتحت اشراف قضائي
ودولي
3-نعتقد ان الوقت حان أو سيحين قريباً لتشكيل هيئة نزاهة خاصة
لتسأل:من اين لك هذا؟
4-جميع الاجراءات ان لم يتم فصل الدين عن الدولة تذهب هباءاً،
عندها تتحملون مسؤولية دماء الابرياء التي ستسقط من اجل هذا
ربما سائل يسأل:مادور امريكا من كل هذا؟ نعتقد كرأي شخصي ان ذلك
يصحح كثيرا من الاخطاء التي وقعت فيها خلال الفترة الماضية، وبنسبة
كبيرة تؤيد طموح الشعب كونها ترغب ان تخرج من العراق وهي مطمئنة
لسمعتها في الداخل والخارج اكثر من اي وقت مضى، وهذا ما يحققه لها
هذا التغيير القادم اليوم وغداً، اجلسوا وفكروا في قرارات شجاعة
مضحين اليوم بجزأ أحسن من انتزاع الكل غداً
اللهم اشهد ان للتاريخ لسان |