غشيم وفهيم
20111219
من يرفضون فكرة ان تنتخب كل طائفة نوابها، صنفان، غشيم وفهيم:
الاول، مستفيد من استمرار الوضع الحالي ومصادرة اكثر من نصف التمثيل المسيحي.
الثاني يدرك ان الشعارات والاعلان عن العمل من اجل صهر اللبنانيين في افران الوحدة الوطنية لم ولن يصلح الامور مهما اطلقوا من شعارات، لكنه يمارس سياسة التقية والمناورة.
المهم، كلما تجرأ مسيحي على المطالبة بحقوق المسيحيين قامت القيامة عليه، وهذه المرة ليس اي مسيحي من يطلب تأمين صحة التمثيل، بل هم قادة الموارنة الاربعة كي لا نقول زعماء القوى المسيحية الاربعة الاكبر، مضافاً اليهم صوت "اللقاء الارثوذكسي"، هذا طبعاً دون ان ننسى الاقليات المسيحية وغير المسيحية التي تعاني من مصادرة تمثيلها وحقوقها دون اي اعتبار واحترام لمبدأ التنوع والتعدد اللبناني.
خلال احد الاجتماعات الاخيرة بين احد قادة 14 اذار من المسؤولين الحكوميين السابقين و اعضاء في "اللقاء الارثوذكسي"، بادر هذا الرئيس الى القول للحاضرين معه في المجلس: "ما بالكم ايها المسيحيون تطالبون بالمناصفة الا تعلمون انكم لا تتجاوزون نسبة 20 في المئة من عدد السكان". واضاف: "اشكروا ربكم لاننا لا نزال نتحدث عن المناصفة".
هكذا هي الامور اذاً، وهذه هي الحقيقة التي لا بد من الجهر بها.
اولاً، المسيحيون ليسوا 20 في المئة، هم على ادنى تقدير 43 في المئة، بدليل لوائح المقترعين في الانتخابات الاخيرة، وليس لوائح الشطب التي ادرج فيها الالاف من المجنسين "اللي مش معروف قرعة ابيهم منين" واللذين استوردوا من سوريا وفلسطين والعراق لضرب التوازن الوطني والعيش المشترك بتوجيه من نظام البعث السوري وتسهيل منه وتواطوء اركان نظام الوصاية في لبنان بهدف تحقيق ارجحية اسلامية على المسيحيين اولاً وارجحية سنية على الشيعة ثانياً، وتأمين فوز ازلام الاحتلال السوري ثالثاً بأصوات المجنسين.
ثانياً، ليس صحيحاً ان انتخاب كل طائفة لنوابها هو طائفية وتقسيم وتدمير للطائف، بل الاصح ان مصادرة التمثيل المسيحي في بيروت الثالثة وطرابلس وبعلبك والجنوب وبعبدا والشمال، سبب الفرقة والتوتر واستعار مشاعر الحقد الطائفي بين اللبنانيين، وكل كلام سوى ذلك لا يدخل الا في باب التهريج.
ثالثاً، ما الضير في ان تنتخب كل طائفة نوابها وبعدها ليصبح النضال مطلبياً واجتماعياً وصراعاً داخل الطوائف بدلاً من استعار النيران تحت الرماد، والنيران هي نيران الطائفية والشعور بالغبن والحرمان والقهر.
رابعاً، لا ادري لماذا يصر وليد بك جنبلاط على رفض مشروع "اللقاء الارثوذكسي"، وفي مطلق الاحوال ان دفن الرأس في الرمال لن يجدي نفعاً ولن يمر وقت طويل قبل ان يدرك وليد بك المثقف جداً ان لا مفر من اعتماد صيغة اللامركزية التي تحمي الدروز وكل التنوع اللبناني وتؤمن الديموقراطية والانماء.