الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

  بيار عطالله / صحفي لبناني

pierre.atallah@annahar.com.lb


اقتدوا بالمبرات يا غبطة البطريرك

20111020

دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المغتربين اللبنانيين الى العودة الى لبنان والاستثمار في اراضي الكنيسة.

الفكرة جيدة، لكن ثمة ملاحظة بسيطة يا سيدنا البطريرك وتختصر بأننا وقبل دعوة الانتشار اللبناني المسيحي الى العودة، علينا دعوة المسيحيين المقيمين في لبنان الى البقاء في هذه الارض، وهذه الدعوة لا تستقيم من دون فعل التضامن الاجتماعي والمحبة بين المسيحيين وكنيستهم، وان تمارس الكنيسة أمنا دورها في احتضان شعبها والتضامن مع الامه واوجاعه لا ان تبقى مجرد "شاهد" على كل ما يجري.

في لبنان حوالى 40 في المئة من الشعب اللبناني من المسيحيين موارنة وارثوذكس وكاثوليك وسريان وارمن يعيشون وينامون على هاجس واحد هو الخشية من الحاضر والمستقبل والقلق الدائم من مغبة البهدلة والفقر والتعتير والشرشحة والاهانة التربوية والصحية والاجتماعية. لا يخشى المسيحيون من الاخر المختلف عنهم دينياً بل يخشون من تجار العلم والمستشفى والمأكل والمشرب والمسكن والضمان الصحي، وكلها امور تضغط على رقابهم ومن داخل المجتمع المسيحي.

لا خوف لدى المسيحيين من تهديد سياسي لوجودهم وهم قادرون على التعامل معه على مستويات عدة بدليل مقاومتهم الضارية على مدى السنين منذ العام 1975. ولا خوف لدى المسيحيين من الاخر وهم وبفعل هذا التاريخ المتراكم من العيش المشترك والحياة الواحدة مع شركائهم السنة والشيعة والدروز، قادرون على ابتداع آليات العيش الواحد وحفظ خصوصيتهم الثقافية والحضارية كما فعلوا عبر مئات السنين، لكن الاخطر هو ما يتعرضون له من مهانة يومية في عيشهم وقوتهم.

المسيحيون يا غبطة البطريرك يريدون منكم التخفيف من معاناتهم مع المؤسسات الكنسية وان تكون اماً موجهة وحاضنة لهم وراعية لحاجاتهم، ولنبدأ من تحويل اراضي الاوقاف الى مشاريع تدر لبناً وعسلاً من خلال مشاريع انتاجية حيوانية وزراعية واسكانية للعائلات المسيحية، على تليها مشاريع الرعاية التربوية المدرسية والجامعية...

ولتبادر الكنائس المسيحية في لبنان الى مساندة العائلات المسيحية في تعليمها ومدارسها واستشفائها ومشاندة العجزة والمعوقين، اليس هؤلاء من توجه اليهم السيد المسيح بكلامه ؟ ما نفع كل هذه الاملاك اذا رحل المسيحيون الى غير رجعة وانحسر وجودهم وخربت كنائسهم، وعندما يصبح احبار الكنيسة مثل "مطران على مكة".

ساعدوا الشعب المسيحي يا غبطة البطريرك بخطة استراتيجية اجتماعية نهضوية، تماماً مثلما فعل الراحل السيد محمد حسين فضل الله في مؤسسات المبرات الخيرية، والتي تحتضن اولاد اخواننا الشيعة في ارقى مستوى تعليمي وبروح المحبة والتضامن ومد اليد الى الفقراء والمهمشين وعندها يعود المغتربون ويبقى المسيحيون وتزدهر احوالهم.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها