الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

  بيار عطالله / صحفي لبناني

pierre.atallah@annahar.com.lb


ادعموا العائلة المسيحية الفقيرة

June 8, 2011

حسناً يفعل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بجمع الزعماء والنواب الموارنة في بكركي من اجل مناقشة قضيتي بيع الاراضي والحضور المسيحي في مؤسسات الدولة اللبنانية. والامر على ما يبدو عليه يحتاج الى مزيد من المتابعة من اجل التأسيس لفعل حقيقي في مواجهة هذه المعضلة الكبيرة، خصوصاً ان تشكيل اللجان لا يكفي خصوصاً انها مقبرة القرارات كما هو معروف وشائع في بلادنا.

ووجه الخطورة في التعامل مع ملفي الارض والقطاع العام ان اي خلل او تهاون في مقاربة هذه الملفات قد يؤدي الى نتائج مأساوية على الوجود المسيحي. وبالفعل احسن البطريرك الراعي في توصيف الارض بأنها الوعاء الذي يجمع المسيحيين في لبنان ومن دونه لا قيمة ولا معنى للكلام عن المسيحية خصوصاً ان نموذج انطاكية والقسطنطينية ماثل امام اعيننا.

تحتاج البطريركية والكنيسة المارونية في لبنان وهي العمود الفقري للكنيسة الكاثوليكية وتالياً الحاضنة للمدارس الكاثوليكية في لبنان ان تهتم بأمر تخفيف الاعباء عن كاهل الموارنة والمسيحيين الذين يكدحون ويشقون ويتعبون من اجل تسديد الاقساط والرسوم المدرسية التي تنهال عليهم مثل الكوابيس المرعبة لتقض مضجعهم وتؤرق لياليهم.

اعرف، ان المدارس الكاثوليكية او بعضها، لا تتردد في دعم طلابها المسيحيين ومساندتهم في ضعفهم او عند حاجتهم، واملك اختباراً شخصياً في هذا الامر من خلال راهبات القلبين الاقدسين في مرجعيون والذين ينكبون على مساعدة العائلات المحتاجة والطلاب الذين يشعر اهاليهم بظروف اقتصادية قاهرة، لكن هذه التجربة تحتاج الى تعميم وترسيخ على كل المدارس الكاثوليكية في لبنان.

ما الضير في الاعلان ان الطفل الثالث في كل عائلة يتمتع بحسم كبير على اقساطه المدرسية، وما الضير اذا تم الاعلان ان الطفل الرابع والخامس السادس يمكن تعليمه مجاناً وعلى نفقة الكنيسة، اليس ذلك ممكنناً وتالياً يمكن ان يشكل حلاً لمشكلة انجاب الاطفال لدى العائلات المسيحية.

ان المسيحيين ليسوا عواقر ولا “مقطوع نسلهم” بل ان ارباب العائلات المسيحية “انقطع ظهرهم” من كثرة الاقساط والفواتير التي يسددونها، وما على الكنيسة الكاثوليكية والبطريركية المارونية تحديداً سوى ان تبادر الى دعم انجاب الاطفال وتقديم التسهيلات لهم في المدارس والجامعات.

انظروا الى مدارس جمعية “العرفان” وجمعية “المقاصد” وجمعية المبرات الخيرية الاسلامية ومستواها العلمي الراقي والتسهيلات الضخمة التي توفرها للطلاب الذين يرتادونها والنتائج الباهرة التي يحققونها، ولماذا لا يتم اقتباس هذا النموذج في المدارس الكاثوليكية يا غبطة البطريرك ؟

ان مشكلة المسيحيين ليست ابداً في الهجرة فالشيعة والدروز والسنة يهاجرون ايضاً ولبنان بلاد هجرة في نهاية المطاف، لكن ما يقض مضاجع العائلات المسيحية هو هذه الاعباء التي تتراكم عليها، فلتبادر الكنيسة المارونية وسيدها الجديد الى دعم العائلات المسيحية وتشجيعها على انجاب الاولاد وبهذه الطريقة فقط يتوقف بيع الاراضي، لان المسيحيين يبيعون ارضهم ليأكلوا ويشربوا ويعلموا اولادهم، ولان احداً لا يهتم بمساعدتهم.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها