الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

  بيار عطالله / صحفي لبناني

pierre.atallah@annahar.com.lb


المسيحيون شاركوا بكثافة عالية مئات الحافلات تقاطرت من كل لبنان

أعطت جريمة عين علق مفعولا عكسيا في كل المناطق المسيحية، بدءا من البقاع وصولا الى الشمال وجبل لبنان واحياء بيروت الشرقية، حيث تحرك عشرات الالاف استجابة لدعوة الاحزاب والتنظيمات المسيحية المنضوية في تحالف قوى 14 اذار، الى المشاركة في احياء الذكرى الثانية للرئيس رفيق الحريري، متجاوزين حاجز الخوف الذي ارتفع صباح اول من امس، بعد التفجيرين اللذين اصابا قلب المتن في بلدة عين علق وحملا اكثر من رسالة الى الجمهور اللبناني عموما والمسيحي خصوصا، ان الزموا منازلكم والا كان الموت لكم بالمرصاد وحيث لا تتوقعون.
من الكورة وبشري ودير الاحمر وكفرزبد وصغبين وسائر البلدات والقرى المسيحية خرجت مواكب كبيرة تضم حزبيين ومناصرين واناسا عاديين للاعراب عن تأييدهم للثلاثية السياسية الاكثر اهمية لدى المسيحيين في لبنان، وهي "الحرية والسيادة والاستقلال". فهل تغير المسيحيون وبدلوا اقتناعاتهم؟ ام ان زعماءهم تغيروا ؟ الاصح ان الرأي العام المسيحي لا يزال عند مواقفه السابقة، متمسكا بالحرية، كما انه لا يزال يناضل من اجل استعادة السيادة كاملة والاستقلال ناجزا غير منقوص. واذا كانت وسائل الاعلام المرئي اظهرت في شكل واضح حجم المشاركة المسيحية، فان المشاهدات على الارض كانت اكثر من معبرة وخصوصا في مناطق تحمل اكثر من علامة استفهام وتختلط الامور فيها ويصعب التكهن بالنتائج.
رئيس مجلس الاقاليم في حزب الكتائب ميشال مكتف، وصف المشاركة المسيحية بالمميزة والنوعية خصوصا بعد تفجيري عين علق، وشرح انه بعد وقوع المجزرة اول من امس قام "بجوجلة" واحصاء ميداني لنسبة المشاركة الكتائبية المتوقعة في ذكرى 14 شباط، فتبين له استنادا الى المعلومات المتجمعة لديه خسارة نحو 35 في المئة من الجمهور الكتائبي المفترض لأسباب عدة منها الخوف او اليأس او الحزن على ما جرى، مما استدعى نشاطا مضاعفا بذله مع رؤساء الاقاليم والاقسام في كل انحاء لبنان وحملة اعلامية واسعة للحض على المشاركة ورد التحدي وخصوصا في المتن. وبالفعل عادت الامور الى طبيعتها، وارتفعت نسبة مشاركة الكتائبيين وانصارهم الى حدود 85 في المئة وتجسدت في نزول آلاف من الكتائبيين وانصارهم الى ساحة الشهداء.
وقدم مكتف ارقاما اولية عن المشاركة الكتائبية التي كانت جيدة في رأيه، وبلغت 60 حافلة من مدينة زحلة وحدها دون احتساب البقاع الغربي، عدا السيارات الخاصة والصغيرة، و 250 حافلة من المتن الشمالي المنكوب والذي كانت مشاركته مميزة، اضافة الى مئات وسائل النقل التي قدمت من مناطق لبنان المختلفة.
واشار مكتف الى تعذر وصول اعداد كبيرة من المحازبين من الكورة وعكار وانحاء زغرتا بسبب الزحمة الخانقة التي سجلت عند نفق شكا واجتماع القوافل الآتية من الشمال هناك.
بدورها أحصت ماكينة "القوات اللبنانية" انها حركت 950 حافلة وبوسطة لنقل المشاركين من الشمال والبقاع والشوف وعاليه والجنوب، و 400 من المتنين الاعلى والجنوبي، اضافة الى عدد غير محدد من وسائل النقل الخاصة. واستنادا الى المسؤول عن "القوات" في منطقة المتن الشمالي ادي ابي اللمع، فقد تولت 160 حافلة اضافة الى مئات وسائل النقل الخاصة، نقل محازبي القوات ومناصريهم من الساحل والوسط والجرد. وتحدث عن مشاركة وسط المتن (منطقة عين علق وضواحيها) بأعداد كبيرة، وقال ان المنطقة مجروحة وقامت برد فعل قوي دفع الاناس العاديين من خارج دائرة الحزبيين والمناصرين التقليديين الى المشاركة في الذكرى.
الاشرفية، الجميزة، الرميل والصيفي، وجريا على عادتها في مناسبات مماثلة، اقفلت كل مؤسساتها ولم تفتح فيها الا الافران والصيدليات. ومن الصباح الباكر اخذت قوافل من السيارات تجوب شوارع المنطقة وتبث الاغاني الوطنية وترفع الاعلام الحزبية للكتائب و"القوات". وجريا على عادتهم في مناسبات مماثلة، اجتمع انصار "القوات" الآتون من احياء المنطقة قرب مدرسة الحكمة وانطلقوا منها في تظاهرة في اتجاه وسط بيروت وهم يحملون اعلامهم ولافتاتهم وصورهم، وفي مقدمهم سيارة تحمل مكبرات للصوت تبث اغاني وطنية وحماسية وعليها صور الشهداء جبران تويني وسمير قصير وبشير الجميل وجورج حاوي وغيرهم. ومن مركز حزب الوطنيين الاحرار في السوديكو خرجت مجموعات من المحازبين وهم يحملون اعلام حزبهم متجهين الى وسط بيروت.
المواطنون من خارج دائرة الاحزاب ساروا فرادى وجماعات حاملين الاعلام اللبنانية وما تيسر من صور وشعارات. اما كتائبيو الاشرفية وبيروت، فقد اجتمعوا منذ الصباح الباكر قرب بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث رفعت صور الوزير الشهيد بيار امين الجميل، وصور ضحية انفجار عين علق ميشال فؤاد عطار مذيلة بتوقيع مصلحة طلاب الكتائب. وكان أحد المسؤولين يتولى ارشاد المشاركين الى ساحة الاحتفال حاضا اياهم على رفع الاعلام عاليا.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها