الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

  بيار عطالله / صحفي لبناني

pierre.atallah@annahar.com.lb


 الجماعة الإسلامية أمام انتخابات إثبات الوجود

20081112

الأربعاء 12 تشرين ثاني 2008

تنشط "الجماعة الاسلامية" في عملها لتقديم نفسها حالة مستقلة ومتمايزة على الساحة السنية، ولكن عندما يحين زمن الخيارات الصعبة يكون قرار الجماعة محسوما وهي لا تستطيع الخروج عن شبه الاجماع لدى ابناء الطائفة السنية وتفضل الا تكون طرفاً ثالثاً في المعركة الانتخابية المصيرية المنتظرة بين قوى 14 اذار و 8 اذار، خصوصا ان الفئات المحايدة قد لا تجد لها مكاناً في الدوائر السنية والدرزية والشيعية حيث تسيطر او تكاد تيارات وقوى جارفة على توجهات الرأي العام وتتحكم فيه وتقوده الى صناديق الاقتراع.
وعلى قاعدة عدم الوقوف على الحياد في الانتخابات، تستعد "الجماعة الاسلامية" للانتخابات وتعد ماكيناتها الانتخابية الموزعة على امتداد مساحة الانتشار السني في لبنان بدءاً من عكار وطرابلس والضنية الى غرب بيروت واقليم الخروب وصيدا والبقاع الغربي وحاصبيا – مرجعيون وبعلبك – الهرمل، علماً انها بادرت الاسبوع الفائت الى اطلاق حملتها في بيروت ورشحت الدكتور عماد الحوت للمقعد السني في الدائرة الثالثة.
ويقول المسؤول السياسي عن "الجماعة" في بيروت عمر المصري الذي يتولى ادارة ملف الانتخابات، ان قيادتها قررت الا تكرر تجربة المقاطعة في دورة 2005 والتي املتها ظروف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بل ستخوض الانتخابات لإثبات حضورها وانتشارها. وفي رأيه ان "الساحة الاسلامية" والمقصود الحركة الاسلامية "موجودة لدى الطائفة السنية، وهي تشعر بالاضطهاد والغبن منذ ايام الوصاية السورية، ولا يمكن ابداً الاستمرار في هذا الوضع، لأنه سيؤدي الى تعزيز حالات التطرف والتشدد ما سيتسبب لاحقاً في تعزيز الارهاب.
مرشحون مفترضون
تعتبر "الجماعة" ان النظام النسبي هو الاقرب الى تأمين صحة التمثيل وهي تتماثل في ذلك احزاب عقيدية منتشرة على مساحة لبنان، وتود الابتعاد عن الحسابات العائلية المناطقية الضيقة املاً في الفوز بحصتها في التمثيل النيابي، لكن انتظار العمل بمبدأ النسبية قد يعني الانتظار الى ما لا نهاية، لذلك تتحدث اوساط قريبة من "الجماعة" عن رغبتها في تقديم مجموعة مرشحين، في مقدمهم رئيس المكتب السياسي علي الشيخ عمار في صيدا، ثم سامي الخطيب في البقاع الغربي (غير النائب والوزير السابق سامي الخطيب)، اسعد هرموش في الضنية، عبد الحكيم عطوي في حاصبيا – مرجعيون، وعضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى عماد الحوت في بيروت الثالثة، واخرون في طرابلس واقليم الخروب وعكار حيث يبدو ان الجماعة سترشح احدى شخصياتها فيها على رغم حضور النائب السابق خالد الضاهر الذي يوصف بأنه ترك الجماعة تنظيمياً، لكنه قريب منها ويعمل في اطار خاص.
لكن اعلان الترشيحات لا يعني السير بها الى نهاية المطاف وصندوق الانتخاب، فالقواعد الشعبية والحزبية لـ "لجماعة" لا تنفصل عن الجمهور السني المؤيد لـ"تيار المستقبل"، الذي يعتمد حسابات اخرى لتركيبة التمثيل النيابي لدى الطائفة السنية، وهذا يؤدي مثلا الى صعوبة ان يأخذ زعيم "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري اياً من مرشحي الجماعة معه في بيروت، نظراً الى خصوصية المقاعد النيابية السنية في العاصمة والتي تشكل مدخلاً الى طموحات على مستوى زعامة الطائفة وتمثيلها السياسي. وسيحل مرشحو الجماعة على الارجح على لوائح الحريري وقوى 14 اذار في مناطق اخرى اهمها صيدا وطرابلس والضنية والبقاع الغربي باستثناء بيروت.
المسؤول في "الجماعة" عمر المصري لا ينفي ولا يؤكد هذه الترشيحات ويتحفظ عن اعلان اي من الاسماء قبل صدور اعلان رسمي من القيادة على غرار ما جرى في بيروت. وفي رأيه انه يحق للجماعة التي تمثل فئة مهمة من الساحة الاسلامية والتي تزخر برجال مؤهلين ان تتمثل بكتلة نيابية تعبر عنها وتحقق مصالحها. التي لا يعتبرها المصري بعيدة عن المزاج العام للرأي العام السني في لبنان، مما يؤدي حكماً الى التحالف مع خط الاكثرية و"تيار المستقبل" تحديداً.
"ملتزمون مزاج شارعنا"
تقيم "الجماعة الاسلامية" على علاقة وثيقة وقديمة جداً بـ"حزب الله"، وكل منها يعلن انه "رمز للساحة الجهادية والمقاومة". ويفسر المصري الأمر بأن العلاقة بين الجانبين مرتبطة بملف المقاومة المشترك، لكن هذا لم يمنع التباين والاختلاف بينهما على كثير من الامور، مما ادى "الجماعة الاسلامية" الى التقاطع في المواقف مع "تيار المستقبل" الى حد ما وتقاسم الجمهور نفسه في انحاء مختلفة. ولكن على رغم هذا التحالف او التقاطع لا يستبعد المصري الانفتاح على كل التيارات. ويقول: "تأزمت العلاقة مع "حزب الله" بعد حوادث 7 ايار لكننا اعدنا ترتيب الاجواء وبدرت مواقف ايجابية عنا وعنهم، ونحن منسجمون مع المزاج العام للشارع الذي نمثل".
وفي معلومات المصري ان القاعدة المؤيدة لـ "الجماعة" تريد اثبات حضورها على مستوى لبنان وقد استجابت القيادة وستعلن مرشحين من بعلبك – الهرمل الى الجنوب وفي كل الدوائر السنية الـ 11 على ان تأتي التحالفات الانتخابية لاحقاً. وعلى رغم التزام "الجماعة" حيال قواعدها، تحتفظ لنفسها على ما يبدو بحق المناورة وتترك خياراتها مفتوحة، وهذا ما ستحتاج اليه على الارجح في معركة المقعد السني في البقاع الشمالي حيث لا بد من التفاهم مع "حزب الله". كما تحتاج اليه في صيدا حيث تتمتع بثقل كبير، وتتحدث اوساطها عن توزع المدينة مثالثة بين تيار "المستقبل" والنائب اسامة سعد وانصار "الجماعة”. والامر نفسه ينسحب في رأيهم على مدينة طرابلس التي يعدونها معقلهم وتفرض

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها