من يحمي المسيحيين ؟
Wed 29 May 2013
لا تسألوا من يحمي المسيحيين ؟
السماء والارض تجيبان انها المحبة والتواضع وليس انصاف الالهة،
وهذا أمر أكيد، أكيد، أكيد ولا يمكن المساومة عليه
عاش شعبنا المسيحي على هذه الارض بفعل المحبة والتواضع ونكران الذات
والتمسك بالارض والفداء والتضحية دفاعاً عن قيم الحرية ومحبة الاخر والعيش
بقيم الانجيل المقدس، ولم يخسر الا ساعة قرر أنصاف الالهة انهم حماة
المسيحيين وقدرهم وان لا حياة لهذا الشعب الصابر والصامد من دون "ألوهيتهم"
و "نرجسيتهم" و "حكمتهم"...
عاش شعبنا المسيحي على هذه الارض منذ مئات السنين، وعرف في تاريخه الويلات
والمصائب في بعض المحطات، وكانت له ايضاً محطات مضيئة وفترات بحبوحة وسلام
وعيش هنيء لم يعكرها سوى "انصاف الالهة" الموجودين دائماً وحتى في كتب
التاريخ والحاضر والمستقبل، فأحذروا منهم ان يتملكوا مستقبلكم وعندها على
الدنيا السلام...
يحمي المسيحيين ان يعترفوا ان هذه الارض ارضهم وأنهم ليسوا عابري سبيل
ومسافرين في محطة رحلات في انتظار الانتقال الى بلاد اخرى...
يحمي المسيحيين ان يعترفوا بالاختلاف في ما بينهم ويقبلوا به، لا ان
يتقاتلوا ويتذابحوا ويعملوا على الغاء الاخر، وهو في نهاية المطاف ليس الا
الشقيق وابن العم وابن البيئة...
يحمي المسيحيين ان يعترفوا بإخطائهم المميتة ويقبلوا اعلان هذه الحقيقة
وبأنهم يتحملون اولاً واخيراً مسؤولية ما وصلت اليه الاوضاع وليس الاخرين،
وان قادتهم الفاشلين هم من "جاب الدب الى كرمه" سواء في "اتفاق القاهرة" او
"الاتفاق الثلاثي" او "اتفاق الطائف" او "الاجتياح السوري في 13 تشرين
1990" وحالياً برفضهم الاتفاق على قانون انتخاب ينصفهم...
يحمي المسيحيين ان يعترفوا بأن تبعيتهم للقيادات الاسلامية السنية والشيعية
ليست الطريق الى بناء العيش المشترك ولبنان الواحد، المتعدد والمتنوع
والديموقراطي والتقدمي...
يحمي المسيحيين ان يعترفوا بأنهم فشلوا في ممارسة السياسة بمعناها الوطني
وانصرفوا الى ممارستها بمعناها العشائري الضيق جداً...
يحمي المسيحيين ان يعترفوا بأنه ما لم يحلوا مشكلاتهم في ما بينهم فعبثاً
يبحثون عن الحلول وسط هذا الشرق الذي لا يرحم ووسط هذا الصراع الدموي الذي
لا ينتهي...
تسألون من يحمي المسيحيين ؟ وانا أجيب تحميهم المحبة والتواضع وليس انصاف
الالهة...
|