الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

  بيار عطالله / صحفي لبناني

pierre.atallah@annahar.com.lb


حترموا التنوع المسيحي

20110722

كل الاحترام ل حزب “القوات اللبنانية” ورئيسه الصديق والرفيق الدكتور سمير جعجع، رجل القضية اللبنانية اسوة بكل من يحمل هم الوجود الحر والامن والكريم و “الوجود بكل معنى الكلمة” كما كان يحلو للدكتور جعجع ان يردد ولا اعتقده بدل في الامر، ولن يبدل.

كل الاحترام ل حزب “القوات اللبنانية” ولكن ثمة مسألة بسيطة جداً لا بد من لفت النظر اليها ولو استهجن البعض واستغرب وتتصل بالتاريخ والشهداء والقضية الكبرى التي خرج الرفاق والرفيقات في “القوات اللبنانية” للنضال من اجلها. هذه المسألة تختصر بمصادرة تاريخ حزب الكتائب وشهدائه وحتى قضيته ومحاولة مسح تاريخ الكتائب وسجلها من الوجود وكأن شيئاً لم يكن اسمه الكتائب اللبنانية، وفي هذا الامر “مسرة” لبعض ضعاف النفوس من الحرتقجيي والمقدحجيي في بعض مكاتب الاشرفية وانحاء جبيل لكنه لا ينسجم ابداً مع ما اعرفه في شخصية الدكتور سمير جعجع وولائه للاصدقاء والرفاق والتاريخ، نعم التاريخ الذي لا اخاله يريد التنكر له لا من قريب او بعيد.

لقد خرجت “القوات اللبنانية” من صلب الكتائب ونخاعها الشوكي وقل ان كان بين المسؤولين في حزب “القوات” حالياً من لا يحتفظ في منزله ببطاقة كتائبية وله سجل في حزب بيار الجميل، فلماذا محاولة ابتلاع تاريخ الكتائب ومصادرة تاريخها وشهدائها ؟

لم يدخل غالبية المقاتلين الى تنظيم “القوات اللبنانية” العسكري من العدم ومن لا شيء، بل كانت الغالبية الساحقة من عديد القوى النظامية الكتائبية او ميليشيا الكتائب التي اختار قائدها الرئيس بشير الجميل توحيد البندقية فكانت “القوات اللبنانية” وكان ذلك بعد احداث السابع من تموز 1980 ، وكل ما سبق ذلك من احداث وتاريخ وسجلات انما يخص الاحزاب التي كانت تناضل وتقاتل تحت راية “المقاومة اللبنانية” او “الجبهة اللبنانية” من الكتائب الى الوطنيين الاحرار والتنظيم وحراس الارز وحركة الشبيبة اللبنانية وغيرها.

وعندما دخلنا الى “القوات اللبنانية” ثم خرجنا منها لاحقاً لاسباب عدة وخصوصاً ما يتصل منها بالقتال بين المسيحيين والموقف من اتفاق الطائف السعيد الذكر والذي دمر الحضور المسيحي في لبنان واقام الاحتلال السوري على ارضه طيلة 15 عاماً، اختار الدكتور سمير جعجع ان يستمر في مسيرة “القوات” حزباً سياسياً يتناسب مع الحجم الذي بلغته “القوات” سياسياً ومعنوياً غداة البدء بتنفيذ اتفاق الطائف، ثم كان ما كان من سيطرة النظام السوري على حزب الكتائب طيلة فترة الوصاية والقمع. لكن ذلك لا يعني ان تاريخ الكتائب وسجلها وشهدائها قد انتفوا من الوجود واصبح ممكننا مصادرتهم والاستيلاء عليهم.

لا اعتقد ان الدكتور سمير جعجع يوافق على ما يقوم به البعض في حزب “القوات اللبنانية” من محاولة مصادرة تاريخ الكتائب، وهو انما اطلق حزب “القوات اللبنانية” لكي يطلق مساراً اخر ينسجم مع طروحاته ورؤيته ومقاربته السياسية للامور التي لا تشبه شيئاً الا طروحات سمير جعجع المبدئية والمستقبلية.

يمكن القول ان شهداء الكتائب والقوات والاحرار والتنظيم وحراس الارز وحتى “المردة” في مرحلة حرب السنتين، انهم شهداء “المقاومة اللبنانية” لكن احداً لا يستطيع مصادرة التاريخ ومحو الذاكرة، والقيمة المضافة لدى المسيحيين اللبنانيين هي في التنوع والتعددية السياسية ومن دون هذا التنوع الكبير لا معنى للوجود المسيحي فرجاءً احترموا بعضكم البعض واحترموا عقول شعبنا.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها