هل يأتي العام 2010 بما لم يأته الاوائل؟
العراق وهل ادمى منه وجها؟..
مهد المسيحية المشرقية اضحى لحد المسيحية القادمة حيث لم تسمح له يد
الارهاب ليتنفس الصعداء الا وتهبط معول الهدم والقتل والموت.
واذا انتقلنا بلمحة من العراق الى ارض الكنانة نرى ذات الوجه المهشم بفعل
القضبان والهجمات العنجهية التي طبقت ليلة عيد الميلاد بمسرحية في نجع
حمادي اذ كشر الوحوش عن أنيابهم ليخطفوا فرحة العيد من أصحابها فينقلب
الفرح حزناً والبياض الى حداد، بمصرع ستة شباب في مقتبل العمر، كاد أن
يلد المسيح في قلوبهم في تلك الليلة.
واذا قلبنا الصفحة من همجية الانسان الى همجية الطبيعة لرأينا الفعل
ذاته. فلست أدري لماذا الطبيعة قد غضبت على سكانها؟ فراحت تقذف حممها
وربما جربت الرقص بهزاتها فانقلب الى مأساة. فلست ادري لماذا اتفقت
الطبيعة مع البشر في محاربة البشرية ذاتها؟ هل يصح هنا أن نقول ما قاله
نابليون بونابرت:" حتى الطبيعة تحاربني". هل نستطيع أن نشًبه أنفسنا
بالطير ينتقل من أيكة الى أخرى؟ فمن أيكة الاجرام والارهاب والتنكيل هل
يصح أن ننتقل الى أيكة الهزات المتزلزلة فنسقط في حديقة محرقة لا ندري
أين نستقر؟
فمن العراق الى مصر الى اندونيسيا وماليزيا والجزائر والقدس ولبنان
وغيرها لا تعدّ ولا تحصى عالم غريب، كأن الحضارة لم تمّر عليه وكأنه
يرفضها لم يعد ترغب " الارض" أن يعيش فوقها النفاق والكفر والالم والشقاء
واللاخلاقيات، وما الى ذلك من أسباب الفساد والرفض، فراحة الارض ترفضه من
أحشائها غاضبة هي الاخرى لا نها لم تعد تعيش في هدوئها ولا تهب خيراتها
لمن يستحقها وبات كل شيء يؤول الى المجهول.
ولا نرغب في الاطالة، لانه كفانا كلمات برّاقة وجمل تدغدغ الاحاسيس
وافكاراً لا تحقق واهدافاً لا نصيبها لاننا لم نعد نميز ولا أن نستخدمها
كما ترغب الحياة. كما هو اليوم حيث لم نعد نميز بين مختلف الصراعات
والحوارات، فهنا صراع الحضارات وهناك صراع الدول، اضافة الى صراع
القوميات وصراع المذاهب والتي بلغت أوجّها في الحوار المسيحي_ الاسلامي
او عن فكرة التعايش والعيش المشترك، وفي الحق لا معايشة ولا عيش مشترك
كلها كلمات جوفاء كل ما تكبر كلما أسرعت نحو الانفجار. كأننا فسرنا
الهواء بالهواء.
قد نسأل او نتساءل الى متى نبقى في هذه الحالة المضطربة التي لا قرار لها
؟
فلماذا لا نحاول العيش بسلام وطمأنينة ؟
لاننا لا نرغب في السلام ولا نعشق الطمأنينة.!
|