الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 يُقال.نت


 

وزير الدفاع الامريكي: جيشنا مستعد للقيام بعمليات ضد سوريا

قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا إن القوات المسلحة الامريكية على اهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات ضد سوريا عند الضرورة، ولكن المسؤولين الامريكيين ما زالوا يفضلون ممارسة ضغوط دولية قوية لاجبار الرئيس السوري على التنحي.

وقال بانيتا للصحفيين الذين يرافقونه في رحلة يقوم بها الى سنغافورة لحضور مؤتمر امني "الوضع لا يحتمل، ولا يمكننا ان نرضى عما يجري (في سوريا). على المجتمع الدولي اتخاذ الخطوات الكفيلة باجبار الاسد على ترك الحكم."

واجاب وزير الدفاع الامريكي عن سؤال عما اذا كانت واشنطن مستعدة للتدخل عسكريا في سوريا دون تفويض من الامم المتحدة بالقول "لا ستطيع تصور ذلك" مضيفا انه من المهم "ان نتمتع بالدعم الضروري للقيام بهذه المهمة."

وحذر بانيتا من ان اطالة امد الازمة السورية ستشجع الدول الاقليمية على التدخل مما سيعقد عملية التحول الى نظام جديد في سوريا.

وتأتي تعليقات بانيتا بعد يوم واحد من ادلاء سوزان رايس، المندوبة الامريكية لدى المنظمة الدولية، بتصريح المحت فيه الى انه قد يكون من الضروري التدخل عسكريا في سوريا دون تخويل اممي اذا ما اخفق مجلس الامن في الوصول اتفاق حول سبل التعامل مع الازمة السورية.

وكانت رايس قد ادانت الخميس قيام روسيا بتزويد الحكومة السورية بالاسلحة، في سياق دعوتها لممارسة المزيد من الضغط الدولي على نظام الرئيس بشار الاسد.

كما اتهمت حكومة دمشق "بالكذب بشكل مفضوح" عندما نفت مسؤوليتها عن مذبحة الحولة.

وكانت سفينة شحن روسية محملة بالاسلحة قد وصلت الى ميناء طرطوس السوري في السادس والعشرين من الشهر الجاري، حسبما اوردت منظمة (هيومان رايتس فيرست) لحقوق الانسان.

وقالت ناطقة باسم المنظمة إن السفينة، واسمها البروفيسور كاتسمان، كانت قد اطفأت اجهزة البث فيها قبل وصولها الى طرطوس.

وقالت رايس للصحفيين في مقر المنظمة الدولية "فيما يخص التقارير التي تتحدث عن رسو سفينة روسية محملة بالاسلحة في ميناء طرطوس السوري، فهذا موضوع يثير قلقا جديا نظرا لاصرار النظام السوري على استخدام العنف ضد المدنيين."

ولكنها اضافت "ولكن وصول الاسلحة الروسية الى سوريا لا يعد انتهاكا للقانون الدولي من وجهة النظر الفنية القانونية البحتة، لأن سوريا لا تخضع لحظر على توريد السلاح، ولكن مع ذلك فإنه من الممقوت ان يستمر بيع السلاح لنظام دأب على استخدام العنف ضد مواطنيه."

وكان فيتالي تشوركين المندوب الروسي لدى الامم المتحدة قد رفض الانتقادات الموجهة لبلاده لتزويدها دمشق بالاسلحة واصر على ان هذه المبيعات شرعية وانها لن تؤثر في مسار الازمة السورية.

وكان تشوركين قد قال للصحفيين يوم الاربعاء "إن الاسلحة التي نزود بها سوريا بموجب عقود مختلفة ابرمت منذ امد بعيد تتماشى كليا مع القانون الدولي ولا تسهم في مسار الازمة الراهنة في سوريا."

تحقيق حكومي

وكان العميد قاسم جمال سليمان، رئيس لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة السورية للتحقيق بمجزرة الحولة التي ارتُكبت في ريف حمص يوم الجمعة الماضي، قد قال الخميس إن من وصفهم بـ"مسلحين مناهضين للنظام" هم من ارتكبوا المذبحة التي راح ضحيتها 108 أشخاص بينهم 49 طفلا.

ففي مؤتمر صحفي مشترك عقده الخميس في دمشق مع جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية، قال العميد سليمان إن التحقيقات الأولية بالحادث أظهرت أن جماعات مسلحة مناهضة للحكومة ارتكبت المذبحة "بهدف تقويض وحدة الوطن واستجلاب التدخل العسكري الأجنبي في البلاد."

وقال إن الضحايا هم "أسر مسالمة" رفضت معارضة الحكومة ورفع السلاح في وجهها، بل كانت هذه الأسر على خلاف مع الجماعات المسلحة.

وأشار إلى أن كثيرا من القتلى الذين سقطوا في المجزرة هم من أقارب عضو مجلس الشعب السوري الجديد عبد المعطي مشلب، "انتقاما" منه لاشتراكه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وأضاف: "إن النتائج الأولية للتحقيق، الذي بُنى على إفادات شهود عيان ودلائل ووقائع لها علاقة بالهجوم، أثبتت أن قوات حفظ النظام لم تدخل البلدة أصلا، لا قبل المذبحة ولا بعدها."

وأشار إلى أن ما بين 600 إلى 800 مسلح هم من هاجموا البلدة وقتلوا عددا كبيرا من الأطفال والنساء والرجال عن قرب، إذ لم يظهر على جثث الضحايا آثار شظايا أو حروق أو هرس تثبت أنهم قضوا بسبب قصف مدفعي على البلدة.

وقال: "جميع الضحايا سقطوا نتيجة إطلاق الرصاص، أو استخدام آلات حادة، وليس نتيجة أي قصف."

من ناحية أخرى أعلنت منظمة مجهولة تطلق على نفسها إسم "الثوريين السوريين" أنها تحتجز مجموعة من الحجاج اللبنانيين الشيعة كانت قد فقدت آثارهم في سوريا قبل أسبوع.

وقالت المنظمة ان الحجاج الشيعة يحظون برعاية وهم بصحة جيدة، وانه يمكن التفاوض بشأن إطلاق سراحهم اذا اعتذر زعيم تنظيم "حزب الله" حسن نصرالله عن تصريحات أدلى بها مؤخرا، كما ورد في البيان الذي صدر عن المنظمة.

خطة عنان

من جانبه، قال مقدسي إن سوريا تريد أن تنجح خطة كوفي عنان، المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، لطالما وجدت فيها مصلحة لكافة السوريين.

ودعا مقدسي المعارضة السورية، وتحديدا تلك التي ترفض التدخل الأجنبي، لإجراء محادثات في دمشق، متعهدا بتوفير كافة الضمانات اللازمة لإنجاح مثل هكذا حوار.

وقال مقدسي: "هنالك طرف ليس من مصلحته أن تنجح خطة عنان، وأؤكد لكم أنه ليس هو الطرف السوري من لا يقبل بالحوار، لأن نجاح السيد عنان هو نجاح لسوريا."

وأضاف: "نود التهدئة لكي ننتقل إلى الحل السياسي، فمن يرفض الحل السياسي ليس الجانب السوري، وأنا أقول من هذا المنبر، وبضمانات، فلتأتوا إلى سوريا للحديث مع الدولة السورية، دولتكم، لكي نجلس حول طاولة واحدة ونعرف ماذا نود أن نفعل بسوريتنا."

من ناحية أخرى صرح وزير الخارجية الصيني أن خطة عنان تحرز تقدما في بعض جوانبها.

رفض أمريكي

في غضون ذلك، عرضت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، الخميس أسباب رفض بلادها التدخل العسكري في سوريا، وذلك بالرغم من مذبحة الحولة التي تسببت بدعوات غربية إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد نظام الأسد، الأمر الذي تعارضه بشدة كل من روسيا والصين.

ففي معرض ردها على أسئلة صعبة ومباشرة وجهها لها طلبة دنمركيون الخميس بشأن ما الذي يمكن أن يدفع الولايات المتحدة ودولا أخرى للتحرك عسكريا ضد سوريا، قالت كلينتون إن الوضع في سوريا يختلف عما كانت عليه الحال في ليبيا حيث ساعدت غارات جوية قادها الغرب العام الماضي على إنهاء حكم العقيد الليبي معمر القذافي وتصفيته.

وقالت كلينتون: "إن المجتمع السوري أكثر تنوعا، وفيه انقسامات عرقية أكبر، ولا توجد معارضة سورية موحدة، كما أن دفاعات سوريا الجوية أقوى، وقدرات جيشها تفوق كثيرا قدرات جيش القذافي."

وأضافت كلينتون: "علاوة على ذلك، لا يوجد تأييد دولي بسبب معارضة روسيا والصين في مجلس الأمن، حيث استخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) مرتين لمنع صدور قرار ضد سوريا."

لكن الوزيرة الأمريكية قالت في مؤتمر صحفي جمعها مع نظيرها الدنمركي في وقت لاحق إنها ستسعى لتغيير موقف روسيا حيال سوريا.

وأضافت: "يقول الروس لنا دائما إنهم يريدون فعل كل ما بوسعهم لتجنب نشوب حرب أهلية لأنهم يعتقدون أن العنف سيكون كارثيا. إنهم يشبهونه دائما بما يكافىء حربا أهلية لبنانية كبيرة للغاية، وهم يزعمون أنهم يوفرون تأثيرا داعما للاستقرار. إنني أرفض هذا."

وأردفت قائلة: "أعتقد أنهم في الحقيقة يدعمون النظام في وقت ينبغي أن نعمل فيه بشأن عملية انتقال سياسي."

ولفتت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية إلى أن الكثافة السكانية في سوريا تزيد من احتمالات وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين في حال أي عمل مسلح.

وقالت: "يحاول الكثيرون التفكير فيما يمكن أن يكون تدخلا فعالا لا يسبب مزيدا من القتل والمعاناة. نحن نفكر في كل هذا، ويجري التخطيط على المستويات المدنية والإنسانية والعسكرية كافة، لكن العوامل غير متوفرة."

"حرب أهلية"

وذكرت كلينتون أنها أبلغت موسكو أن فرص نشوب حرب أهلية شاملة في سوريا ستكون أكبر إذا لم يتحرك العالم.

ومضت إلى القول: "المخاطر التي نواجهها رهيبة، فالعنف بين القوات الحكومية والميليشيات التي تؤيد الأسد من جهة، وبين قوات المعارضة سيتحول إلى ما هو أسوأ بكثير."

وختمت بقولها: "يمكن أن يتحول هذا إلى حرب أهلية في بلد يموج بالانقسامات الطائفية، وهو ما يمكن أن يتحول عندئذ إلى حرب بالوكالة في المنطقة، لأن إيران متغلغلة بقوة في سوريا."

ولم تتحدث كلينتون عن أي بدائل لجهود السلام التي يقوم بها عنان في سوريا، مكتفية بالقول: "نحاول مواصلة الدفع بكل الوسائل لدعم عنان بصفته صوتا مستقلا، لأن السوريين لن يستمعوا إلينا. ربما يستمعون إلى الروس، لذلك كنا نضغط عليهم."

وجاءت تصريحات كلينتون بعد تجديد كل من روسيا والصين اعتراضهما على أي خطوات عملية لمجلس الأمن الدولي ضد سوريا التي حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أنها "تتجه نحو حرب أهلية كارثية".

انقسام المعارضة

في هذه الأثناء يسود جو من الانقسام أوساط قادة الثوار السوريين بشأن ما إذا كانوا سينهون وقفا شكليا لإطلاق النار كان عنان قد أعلن عنه في الثاني عشر من شهر أبريل/ نيسان الماضي.

ففي حديث مع بي بي سي، نفى العقيد مصطفي عبد الكريم، المتحدث باسم الجيش السوري الحر المعارض، أن يكون جيشه قد منح الحكومة السورية مهلة زمنية لسحب قواتها من بلدة الحولة.

وقال إن المهلة أصدرها بعض القادة الميدانيين دون الرجوع للقيادة. وأكد عبد الكريم إن الجيش السوري الحر ملتزم بخطة كوفي عنان.

وقال عبد الكريم: "نحن في قيادة الجيش السوري الحر ملتزمون بخطة عنان إلى أن يعلن المجلس الوطني السوري أن هذه الخطة فاشلة، بحكم أنه هو الغطاء السياسي للمعارضة والجيش السوري الحر هو الذراع العسكري لهذا المجلس".

بدوره، قال العقيد قاسم سعدالدين، المتحدث باسم الجيش السوري الحر في الداخل: "في حال لم يكن هناك رد رسمي سوري حتى ظهر الجمعة، فسنعتبر أنفسنا في حل من أمرنا من وقف إطلاق النار."

لكن قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، نفى لاحقا هذا الموقف، وحض عنان على إعلان فشل خطته.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها