الزمن المر
طوني
حنا
حفل تاريخ
المسيحيين المشرقيين الحديث بعدد كبير من النكسات.
لم يكن باستطاعة احد
ان
يتوقع ان تطل الالفية الثالثة وصوت اجراس الكنائس تقرع على الاراضي اللبنانية.
فمن
محاولات تهجير المسيحيين و افتعال حرب اممية بقيادة المعسكر اليساري والعروبي
عليهم، مرورا باغتيال الشهداء الابطال و على راسهم القائد بشير الجميل ، ثم
محاولة
فرض الاتفاق الثلاثي،
و نهاية فرض اتفاق الطائف، لم يتوان العرب والعرب المستعربة عن
فرض بند في الدستور ينص ان لبنان هو عربي،
محاولين اذابة لبنان في صحرائهم القاحلة
التي لم تنتج سوى الفاسدين والمفسدين، نهاية باغتيال عقل هاشم البطل الجنوبي
الذي
حمى المسيحيين من
الشر
الفلسطيني
لابتلاع الجنوب العزيز.
لا لسنا عملاء
او متطرفون ولكننا لسنا بانهزاميين ولن نرض ان تفرض علينا
المعادلات.
لن نرض ان تمر
عملية تفجير كنيسة سيدة النجاة دون معاقبة من تجرأ ان يمس ببيت
القربان ، او ان نتغاض عن مجازر 13 تشرين،
او القبول بمرور اغتيالات الرؤساء بشير
الجميل ورينيه معوض دون معاقبة الجاني.
عرف العالم
المسيحي العديد من المسيحيين المستعربين الذين هابوا المد الاسلامي
و
العروبي فحاولوا تهذيبه ولكنهم تحولوا الى وقود للامتداد التعريبي.
فمن ميشال
عفلق صاحب فكرة البعث العربي،
الى انطون سعادة القومي السوري،
الى طارق
عزيز الصدّامي في العراق،
و اخيرا و ليس اخرا بطرس بطرس غالي،
الذي نسي انه ابن قبط
و
مثّل
مصر في المحافل.
لم يقدر احد منهم خدمة مسيحيته فخرج منها اما للعلمنة و اما
للذمية.
رفض مسيحيو
لبنان الانصياع للاحكام التركية فجابهوا المحتل ودفعوا الثمن.
لم يقبل مسيحي
يوما (ولا نقصد من سقطت عنهم احقية كونهم مسيحيون بسبب
انهزاميتهم) الهجرة الى كندا.
لا بل حملو سلاح الحق و الكلمة وواجهوا المد
العرب-فلسطيني يوم كانت طريق القدس تمر في جونية، لتتحول الى مقولة طريق
القديسين
تمر في جونية.
في النهاية
انصرنا الله وابعد عنا تهمة الذل ، اي ان يخطأ احدهم
ويسمينا "عربا"! |