اقرأ المزيد...
سعيد علم الدين
كاتب
لبناني. برلين
إنها
لخطوة مباركةٌ على دربِ الحقيقة!
06.11.28
وانتصارٌ
مهمٌ لأرواح كل الشهداء الأبرياء الخالدون في ضمائرنا الذين حصدهم غيلة
وغدرا التمديد القسري للحود وسلسلة تداعياته البشارية الشريرة الباغية، وفي
مقدمتهم آخر لؤلؤة عنقودهم المضيء على صدر الوطن، شهيد إقرار المحكمة
الدولية الوزير الشاب بيار الجميل.
حيث قدمت
بسمته المحببة وصورته المجللة بالسواد والحزن بعدا تاريخيا لجلسة الحكومة
الناجحة.
وانتصر
البارحة يوم السبت 25 تشرين ثاني/ نوفمبر،
لبنان
الحقيقة: شعبا ودولة بعد طول تيه وعذاب على التقهقرِ والوهم، من خلال صمود
الحكومة ورئيسها الأستاذ فؤاد السنيورة، رجل المواقف والحزم، الصيدوني
الشجاع، الذي ينحني أمام العاصفة ليصلب اكثر في سبيل الحق، ويلين في وجه
المتعنترين ليتمسك أكثر بحقوق اللبنانيين.
أثبت أنه
مقارعٌ للرياحِ ومهما عتت، وللأمواجِ ومهما علت، هادئٌ هادرٌ حضاريٌّ
مسالم، ما خشي ولن يخشى في الحق لومة لائم.
وهكذا سار
بكل ثقة من أجل نجاح انتفاضة الاستقلال على درب رجال كبار من صيدا كان لهم
دور أساسي ورائد في استقلال الوطن الحبيب وهم الرؤساء الراحلون: الشهداء
رياض الصلح ورفيق الحريري.
وانتصر أيضا
البارحة القرار الوطني الحر: دستورا وشرعية بعد طول تفرقة وضعف على الوهن
من خلال صلابة الحكومة ورئيسها رجل الثبات والعزم، وصار يلبق لمعالي
الوزراء الكرام في هذه اللحظات التاريخة قول الشاعر العربي: وعلى قدر أهل
العزم تأتي العزائم!
وذعرَ أهلُ
الباطلِ من صمود الحكومةِ وشاهدنا الباطلُ ينكفئُ إلى جحوره مذعورا!
لقد تحمل
الأستاذ الراقي فؤاد السنيورة حماه الله للبنان الكثير من التحامل على شخصه
الكريم، والتطاول على مقامه العالي، من أصحاب الاتهامات الصبيانية الباطلة
والسباب والشتائم، وما بدل من أجل الكشف عن الحقيقة في اغتيال رفيقي دربه
الرئيس الشهيد رفيق الحريري والوزير الشهيد باسل فليحان تبديلا!
وعد في
بيانه الوزاري ووفى !
ونقول
للقتلة المجرمين اخجلوا من العالم الناظر إليكم باحتقارٍ واشمئزاز وكفى!
وكم أنتم
أغبياء، ألا تدرون أنه بكل شهيد يهوي نتعملق في وجوهكم أكثر، وترتد
رصاصاتكم لتنغرز في قلوبكم الحاقدة وتنفجر، حيث تموتون أنتم بحقدكم غيظاً،
ونزداد نحن بحزننا إصرارا على كشف الحقيقة ويزدادُ شعب لبنان وحدة ومنعة
وقوة في وجه شركم.
حزِنا حزْنا
شديدا لفقدان الشهيد العريس بيار وفي نفس الوقت ازددنا لفقدانه وحدة وطنية
صلبة لن تزعزعها الأيام ولا الحاقدون الصغار وسنتابع طريق الجلجلة بلا خوف
من الموت واقتراب الأجل، لأننا نحب الحياة والزهور وبسمة الأطفال على صدر
الأمل!
وكما يقال
الرجال معادن فلقد أثبتت الحكومة بكامل أفرادها وبالأخص الوزيرة الفاضلة
السيدة نائلة معوض زوجة الشهيد الرئيس رينيه معوض وأيضا صاحب الموقف المميز
والصارم وزير الدفاع الوطني الشهيد الحي الذي نجا من محاولة اغتيال خسيسة
إلياس المر، أنهم جميعا من معدن أصيل كلما حكَّيتَهُ ازداد بريقا، وكلما
بردتُهُ لمعَ أكثر.
فما تحقق
رغم التهديدات بقلب الطاولة على الحكومة هي خطوة مباركةٌ على دربِ الحقيقة
الطويل !
وستشرق شمس
الحقيقة على لبنان قريبا وأسرع مما يتصور القتلة الأشرار، الذين سينهارون
واحدا بعد الآخر كما تنهار حجارة الدومنو.
تابع السير
على درب الحقيقة يا سنيورة ولا تبالي، واسحق الإرهاب الدموي تحت قدميك!
انت تصنع مع
زملائك الوزراء الاستشهاديين قيم الحضارة والديمقراطية والعدالة والقانون
والحق في لبنان والشرق.
الحق الذي
يعلى ولا يعلى عليه. وإذا كان لباطلهم جولة باغتيال شهيد حبيب، فان لحقنا
جولات بانتصار الحقيقة ومهما طال الطريق.
الف مبروك
لشعب لبنان المنهك من الكوارث وحروب الآخرين ولحكومته الرائدة على هذا
الانجاز التاريخي.
وستنتصر
الحقيقة وسينكشف المجرمون وسيساقون مكبلي الأيدي إلى الاقفاص.
العالم لن
يترك لبنان بيد الشيطان.
العالم معكم
أيها الديمقراطيون يا احرار 14 اذار!
والعار كل
العار لمن يحمي المجرمين القتلة ويدافع عنهم بل خجلٍ في وضح النهار.
ولبنان
استعاد أخيرا القرار السيادي الحر المستقل بما أنجزته الحكومة. ولا خوف من
فتنة أو انقسام. ومن يعمل للفتنة فسيلعق سمها وحيدا، ومن يعمل للانقسام
فسيجد نفسه مشطورا إلى أقسام.
ومن انتصار
إلى انتصار يا أحرار 14 آذار !