لحود
المطعون بشرعيته لن يكمل ولايته
برلين
06.10.23
حقا
لقد قرف اللبنانيون من السياسة وخذعبلاتها وتفاهة بعض رجالها
المصلجيين وسذاجة البعض الآخر الانتهازيين ووقاحة بعض البعض .
وذلك بسبب تصرفات رئيس التمديد المعزول لبنانيا وعربيا ودوليا،
وتوجهناته السورية البعثية التي عبثت بالدستور وفرغت الديمقراطية
من قيمها، ومزايداته المقاوماتية الإلهية التي حولت لبنان إلى ساحة
صراع وحروب ومحاور وفتن، وتصريحاته العلنية المتكررة التي يعلن
فيها الغيرة على الجيش والولاء للوطن وأمن المواطن و"ابقاء
السياسة والمصالح الشخصية بعيدة عن عمل المؤسسات والادارات العامة".
وفي الوقت نفسه يغتصب أعلى مؤسسة في الدولة اغتصابا لمصلحته
الشخصية ويمدد لنفسه نصف ولاية ضاربا بذلك على الطريقة البعثية،
بالدستور ومصلحة الوطن وأمن المواطن عرض الحائط.
فهو
الذي كان يبشر دائما بأن الجيش اللبناني غير قادر على الحلول محل
السوري، وضعيف، وسينقسم، ويعارض ذهابه إلى الجنوب وذلك لكي يبقى
لبنان تحت الوصاية البعثية والجنوب أرضا مستباحة لحزب الله ولإطلاق
الصواريخ على إسرائيل لتشن بدورها الحروب على لبنان.
مواقف لحود الحقيقة والتي لم يعد يسترها حجاب ويمارسها في الخفاء
مكشوفا تحت أعين الرأي العام:
هي
حرب خفية على الديمقراطية اللبنانية المتعطشة بعد سنوات الوصاية
العجاف إلى إعادة ممارسة دورها الرائد في خدمة المجتمع من خلال
الأكثرية الشرعية المنتخبة،
وهي
أيضا حرب غرف سوداء مخابراتية على أمن المواطنين حيث تعرَّض
اللبنانيون في عهده إلى أبشع الاغتيالات والانفجارات والحروب وحيث
أن أركان نظامه الأمني المقربون منه يقبعون في السجون،
وهي
أيضا محاولات خبيثة لا تنقطع للضرر بسلامة الوطن، وعرقلة الدولة
على النهوض ووضع العصي في دواليبها. لكي تظل مكانك راوح تقطيعا
للوقت إلى أن يخلق الله مالا تعلمون خدمة لبشار المرتجف من تشكيل
المحكمة الدولية وربما هو أيضا. ولا عجب أن يقول بشار بأنه لا لزوم
لتشكيل محكمة دولية ويؤيده ميشال عون باعتبار أنها "طبخة بحص".
مكافأة لعون على طبخة الحصى يكرر لحود عرضه بالتخلي عن كرسي
الرئاسة ليجلس عليها فقط عون وإلا هو باق.
يعتقد بشار ولحود ومعهم آخرون بأن مركز الرئاسة سيحميهم من قبضة
العدالة وهم واهمون. ولهذا اصبحت الممانعة والعرقلة سياسة لحود.
وآخر ممانعاته في مضيعة الوقت وإرباك الدولة وإلهاء الحكومة
بالثانويات هو
عرقلته
للتشكيلات
القضائية
وعدم
توقيعه على مرسومها.
مما
حدا برئيس مجلس النواب السابق السيد حسين الحسيني المحايد والذي لا
يصرح إلا نادرا، الخروج عن صمته ليطالب
لحود
"بالمبادرة إلى إصدار مرسوم المناقلات القضائية وفقاً لأحكام
الدستور".
آسفا
لما
يقوم به لحود بإدخال
رئاسة الدولة بالمتاهات
وكل
ما هو
مخالف لأحكام الدستور والقوانين التطبيقية.
مؤكداً أن المناقلات القضائية "هي من صلاحية مجلس القضاء الأعلى
دون سواه، وسلطة الوزير المختص أو رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية
هي سلطة مقيّدة بقرار مجلس القضاء الذي هو صاحب الصلاحيّة في تحديد
معايير الكفاءة والخبرة والاختصاص".
لا
نحتاج بعد ذلك إلى دليل لنؤكد أن لحود هو شخص مغتصب لمركز الرئاسة
بالتمديد الغير شرعي وبشهادة الأمين العام كوفي أنان في تقريره
الأخير حول تطبيق القرار 1559.
لحود اليوم ليس فقط هو أكبر معرقل لانطلاقة الدولة، بل ويقف متفرجا
على مآسي اللبنانيين وخراب بيوتهم، وجراحهم وشهدائهم وكأنه ليس
منهم ولا يحس آلامهم، والتي تصب كلها في خانة أنني باق باق باقٍ
على قلوبكم أيها اللبنانيون حتى آخر دقيقة من ولايتي المحروسة
بخفافيش الظلام وفلول النظام الأمني، التي مددها لي البعثيون
السوريون غصبا عنكم وأنتم تنظرون. وإذا أردتم بديلا عني فلا يوجد
إلا الرفيق ميشال عون.
وربما في سره ومن قصره يقف مقهقها على حرائق مدنهم كقيصر روما
نيرون. الحرائق الكبيرة حدثت في نكبة تموز 2006 التي سببها سلاح
حزب الله المدعوم من لحود والذي فرض على لبنان الدخول في المحور
السوري الإيراني المشلول، إلا من الحروب والفتن والتخريب في لبنان
والعراق وفلسطين.
وبشهادة
نائب
الأمين العام لحزب
الله
الشيخ
نعيم قاسم في الاحتفال المركزي بـ"يوم القدس" في بيروت،
حيث ضم
لبنان دون أن يسأل أحدا من القادة اللبنانيين إلى ما سماه بالمحور
الإيراني
ـ
السوري
ـ
الفلسطيني
ـ
اللبناني
المقاوم.
بماذا؟ بلحم ودماء وآلام ومآسي البنانيين والعراقيين
والفلسطينيين. لأنه حتى الآن لم تقدم سوريا وإيران إلا الكلام
وإبعاد الشر عنهم ورميه على المغلوب على أمرهم ممن ذكرت.
حقا
قرف اللبنانيون من سياسة لحود والتي تخدم دولة حزب الله ومصلحة كل
الهدامين للوطن و المعرقلين لقيام الدولة الحرة المستقلة. مدعوما
من جهاز مخابراتي غامض يفجر ويهدد اللبنانيين يوميا بهدف تيئيسهم
وترويعهم وإذلالهم كما هو حاصل في سوريا. وما زال هذا الجهاز فعالا
في كل أنحاء لبنان.
كل
دقيقة تمر من وجود لحود الغير شرعي في بعبدا هي دقيقة مؤذية جدا
لخلاص لبنان من ويلات الحروب وبراثن المحاور وتشده دائما إلى عهد
الوصاية الذي يمثله لحود أفضل تمثيل، بكل ما فيه من تدخلات خارجية
سورية إيرانية، لم تعمل لا لمصلحة سوريا ولا لبنان ولا لأي قضية
عربية، بل فقط لخراب أي تقدم ديمقراطي حقيقي لشعوب العالم العربي.
الأيام القادمة حبلى ولا نعتقد أن لحود سيقدر على إكمال ولايته
المطعون بشرعيتها. أما ميشال عون فقد أحرق كل أوراقه. أما حزب الله
بتصعيداته ضد رئيس الحكومة والشرعية اللبنانية والدولية، إنما يلعب
بمصيره. وغنما للصبر حدود!