ومتى سيقول مشايخ "حزب الله": إن الله
حق؟
وإذا كانت
من نتائج هزيمة عام 67 النكراء:
أن مصر
خسرت سيناء، والأردن الضفة الغربية، وسوريا الجولان، فإن الشعب اللبناني
خسر وطنه السيد الحر المستقل بالكامل.
وما زال
هذا اللبنان الصغير يُسْتَنْزَفُ ظلماً وعدواناً على أيدي المزايدين
والطارئين والمغامرين والطامعين:
وحوش
الغابة، وجُرذانُ الجحور، وغُربانُ الحديقة:
- أصحاب
الشعارات الفارغة المارقة من أحزاب ومنظمات وميليشيات وعصابات الغدر.
- رؤساء
الممانعات التافهة والمزايدات البالية من أنظمة القمع والشمولية والفساد
والقهر، وممارسة الاغتيالات في ساعة الظهر.
- وأبطال
المقاومات المرتدة على قمع اهلها وخراب مجتمعها وتدميره:
بحروبها
الخاسرة، وتبعيتها السافرة، وأكاذيبها الفاجرة، وأمجادها الغابرة،
ومقاومتها البائرة، وأموالها الإيرانية العاهرة، وانتصاراتها الوهمية
الكلامية الباهرة.
فالجبهات
العربية الثلاث هدأت وسكنت وسالمت وصالحت وساومت وضجرت من الملل وانبطحت
كجبهة الجولان، إلا جبهة لبنان التي مازالت مشتعلة وما زال معها شعْبُهُ
ينزف من أمنه واستقراره واقتصاده وسلمه وقيام دولته التي خسرها نتيجةً
لتداعيات حرب عام 67 لتنظيمات الثورة الفلسطينية والميليشيات اللبنانية
اولا، وللنظام السوري الشمولي طيلة 30 سنة ثانيا، والآن لدويلة حزب ولاية
الفقيه الإيرانية الشمولية الغادرة واتباعها من جماعات 8 اذار المعادية
لقيام الدولة السيدة الحرة الديمقراطية المستقلة وعودتها الى الانسان
اللبناني السيد الحر المستقل.
فسيادة
الوطن هي من سيادة المواطن،
وليس
بالاعتداء على كرامته وارهابه كما يفعل حزب الله واتباعه بالمواطنين
الآمنين.
وحرية
الوطن هي من حرية انسانه،
وليس
بقمعه واذلاله وحرق سيارته ومنزله وخطفه وتفجيره واعتقاله كما يفعل هذا
الحزب او ذاك النظام الدكتاتوري!
واستقلال
الوطن هو ايضا من استقلال انسانه ماديا ومعنويا،
لكي لا
يكون تابعا لحزب فاسد او دولية ظالمة او تنظيمٍ خائر او نظام جائر
امبريالي عدواني طارئ ماكر!
فالمهم
عند دول المحور الإيراني السوري واذنابهم من جماعة 8 اذار ان تظل جبهة
جنوب لبنان وحدها يتيمة مشتعلة والى ما لا نهاية، وشعبه ينزف ويهاجر خدمة
لجبهة الجولان الخاملة ولمشاريع ايران الإمبريالية في الهيمنة على
المنطقة العربية.
وبعد حرب
تموز عام 06 هدأت جبهة الجنوب بعد ان سيطر عليها الجيش اللبناني بمساعدة
اليونيفيل، فما كان من حزب الله الى ان تحول مع جماعة 8 اذار الى الداخل
اللبناني متسببين بمسلسل نزيف داخلي دموي حاقد خطر مستمر منذ اربع سنوات
دون انقطاع.
وكأن قدر
لبنان ان يظل نازفا، اما على الحدود واما في الداخل، ليتسنى لهؤلاء
استغلاله كورقة على طاولة مفاوضاتهم.
ولكن من
يقدم لهم لبنان على طبق من فضة؟
سوى حزب
الله واتباعه من جماعة 8 اذار لبنانيي الهوية دون روح أو شعور لما يتعرض
له وطنهم الصغير من نكبات وأهوال وأهلهم المنهوكين القلقين من مآسي
وويلات وآلام؟
إليكم هذه
الشواهد التاريخية والحقائق الثابتة التي لا بد من ذكرها لهؤلاء الأبناء
العاقِّين لعلهم يعودون الى رشدهم ويقولوا: إن الله حق!
حرب 48
في
15
مايو 1948 ، أعلن
الصهاينة
قيام
دولة
إسرائيل،
ومباشرة
شنت الجيوش
العربية مجتمعة ومعها الجيش اللبناني حرب 48 المعروفة النتائج الكارثية
على العرب سياسيا وعسكريا.
وفي
3 مارس عام 1949
تمت الهدنة
بين الجانبين، وأوقف العرب الحرب دون شروط من جانبهم، أما الصهاينة فإنهم
رفضوا ايقاف القتال، الا
بعد قبول
مجلس الأمن الدولي
بإسرائيل
عضوا
كاملا
في الأمم المتحدة.
أي انه
بعد أقل من سنة من القتال العقيم لحس العرب جراحهم مجتمعين، وهادنوا
العدو قائلين: ان الله حق!
حرب 56
او
العدوان
الثلاثي على مصر
وفي ليلة
(29/10/1956 ) هجمت القوات الإسرائيلية على مصر ودخلت سيناء وتبعتها
القوات البريطانية
والفرنسية.
وفي يوم
1/11/1956 خطب
الزعيم
الكبير
عبد الناصر
بصوته الجهوري يقول: إذا استطاع عدونا أن يفرض علينا القتال،
فلن
يستطيع أن يفرض علينا الاستسلام
..
سنقاتل ..
سنقاتل ..
سنقاتل!
وانتهت
حرب 56 بانسحاب
القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد في 23 ديسمبر 1956
وتبعتها الإسرائيلية
متأخرةً من سيناء في أوائل عام 1957م، كما انسحبت من قطاع غزة.
أي انه
وبعد أقل من شهرين من القتال العقيم انتهت الحرب وارتاح الشعب المصري من
العدوان وقال الزعيم الكبير عبد الناصر:
ان الله
حق واوقف القتال!
حرب 67
المشهورة انتهت قبل ان تبدأ واسمها حرب الايام الستة.
حيث
صدر قرار
مجلس الأمن 236 الساعة الرابعة والنصف من يوم 11 يونيو/حزيران ونص على
إدانة أي تحرك للقوات بعد 10 يونيو/حزيران.
وهكذا لحس العرب مجتمعين جراحهم مصدومين غير مصدقين، واوقفوا القتال بعد
ستة ايام غير معاندين وهادنوا ثانية قائلين: ان الله حق!
حرب
الاستنزاف
تعبير
أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عام 1968 على العمليات
العسكرية التي دارت بين القوات المصرية شرق
قناة
السويس والقوات الاسرائيلية المحتلة لمنطقة سيناء عقب حرب
الايام
الستة. ولقد فلسف عبد الناصر هذه الحرب في حوار مع الصحفي الثرثار محمد
حسنين هيكل، قالا:
"أن
يستطيع العدو أن يقتل 50 ألفاً منا، فإننا نستطيع الاستمرار لأننا نمتلك
الاحتياطي الكافي، ولكن ان يفقد العدو 10 الاف فسوف يجد نفسه مضطر إلى ان
يوقف القتال فهو لا يمتلك الاحتياطي البشري الكافي".
وهكذا
بدأت حرب الاستنزاف
يوم 8 مارس
1969
لكن رغم الاحتياط البشري الاسرائيلي الغير كافي، لحس عبد الناصر جراحه
وانهى حرب الاستنزاف الغير مجدية
وأوقف
القتال
يوم 8
أغسطس 1970،
بعد موافقته على مبادرة
وزير
الخارجية
الأمريكي
روجرز، قائلا بعد حوالي 500 يوم على استنزافها لمصر اكثر من اسرائيل:
ان الله
حق! وأراح الشعب المصري.
حرب
73 او
حرب
أكتوبر
أو
حرب
تشرين
أو
حرب
يوم الغفران.
بدأت
الحرب في 6 أكتوبر 1973 بهجوم مفاجئ من قبل جيشي مصر وسوريا
على
القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.
وبعد حوالي
اسبوعين من بدأ القتال لحس الجميع جراحهم اسرائيل و مصر وسوريا وقالوا
مجتمعين: ان الله حق!
وهكذا تم
وقف
اطلاق
النار
في 24 أكتوبر 1973.
إلا أن
سوريا الممانعة تابعت
حرب استنزاف
على طريقتها
في أوائل عام
1974، غير مقتنعة بالنتيجة التي انتهى إليها
القتال في محاولة لاسترداد وتحرير باقي اراضي الجولان.
انتهت حرب
الاستنزاف السورية باتفاق
فك الاشتباك العسكري بين سوريا وإسرائيل
في
حزيران (يونيو) 1974.
وهكذا لحس حافظ الاسد بعد 82 يوما من القتال الاستنزافي جراحه، قائلا: ان
الله حق! واراح الشعب السوري واوقف القتال.
ومن يومها
حتى يومنا هذا لم تطلق سوريا طلقة واحدة في سبيل تحرير جولانها المحتل.
اردت من
هذه الجردة التاريخية ان اقول ان كل الحروب والمعارك والاستنزافات لها
بداية ونهاية الا المسكين لبنان الذي ومنذ عام 68 وهو يتعرض للطعنات
والمؤامرات والاجتياحات والحروب والاحتلالات والنزيف المستمر ان لم يكن
على الحدود فمن الداخل، وحتى ان كل من فكر من قادة لبنان الشرفاء تخليصه
من هذا النزيف الدامي واعادته سيدا حرا مستقلا الى ابنائه تم اغتياله
وعلى راسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من ثوار الارز واحرار 14
اذار.
فالمطلوب
سوريا وايرانيا ان يظل لبنان في هذه الدوامة الدموية النازفة الى ما شاء
الله خدمة لمصالحهما على حساب مصلحته.
وهنا يأتي
دور عملاء الداخل من جماعة 8 اذار في تقديم مصلحة الآخرين على مصلحة
وطنهم بحجج واهية دون ادنى حس او شعور مع الام شعبهم النازفة ومعاناة
اهلهم العظيمة.
وعلى رأس
هؤلاء جماعة حزب الله التي لا تريد اراحة الشعب اللبناني ولا تريد ان
تقول: ان الله حق!
وهكذا
يعلن البطل الهائج حسن نصر الله الحرب المفتوحة الى ما شاء الله على
اسرائيل ثأرا لمغنية، الذي تم اغتياله تحت اعين المخابرات السورية وخدمة
لمصالح النظام السوري، وبمعرفة حزب الله بالتاكيد لقطع خيوط تورط مغنية
بعمليات الاغتيال تهربا من المحكمة الدولية.
وهكذا
يعلن عنتر زمانه نائبه نعيم قاسم ضاربا بالحقائق التاريخية التي ذكرناها
عرض الحائط، قائلا الجمعة 19 كانون اول 2008
:
"
نحن في "حزب الله" لن نتخلى عن قضية فلسطين. "حزب الله" مع تحرير كل حبة
تراب. لسنا مع التسوية الظالمة الفاشلة الذليلة المهينة. نحن مع المقاومة
التي تحرر كامل التراب الفلسطيني". وقال: "لا نقبل بأن تختزل قضية فلسطين
بهدنة هشة لا معنى لها".
عجبا هو الذي كان يستجدي الهدنة ووقف اطلاق النار مع قائده نصر الله في
حرب تموز.
حتى انه عندما زارت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة رايس نبيه بري، كان
سؤاله الوحيد لها لماذا اطالت امريكا امد الحرب ولماذا أخرت مجلس الامن
لكي يعلن وقف اطلاق النار.
عجبا من هؤلاء ابطال الكلام، وعندما تقع الواقعة يختبؤون في الجحور
كالغلمان.
عجبا وتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي كله تاريخ هدن لهثت دول العرب
وراءها كما لهث حزب الله لقرار 1701 الذي انهى حرب تموز الكارثية.
ولا يخجل
نعيم قاسم من القول ايضا:"نحن
ندعو مصر بقادتها ومسؤوليها الى وقفة تاريخية إلى جانب الشعب الفلسطيني"
مصر التي
خاضت الحروب وقدمت عشرات الالاف من الشهداء، لا ينقصها في اخر هذا الزمان
الا عنتر زمانه نعيم قاسم باشا ليدلها على طريق المقاومة والتحرير ونصرة
الشقيق الفلسطيني.
كفى
مزايدات بحق اللبنانيين في المقاومة والتحرير أيها المراهقون المغامرون
المعرقلون لقيام الدولة السيدة الديمقراطية الحرة المستقلة!
نحن اللبنانيين ضحينا في سبيل القضية الفلسطينية ما يفوق الأوصاف. حتى أن
الكلمات تعجز عما كابده اللبنانيون ومنذ عام 68، عام حرق طائراتنا في
مطار بيروت من قبل الكوماندوس الإسرائيلي ردا على عملية الجبهة الشعبية
في مطار اثينا الذي انطلق منفذوها من مطار بيروت، وحتى هذه اللحظة. وإذا
كان أهل القضية يعملون لحلها من خلال السياسة والصلح وأوسلو والخلاص ،
وإذا كانت جميع الدول العربية الكبرى صالحت واعترفت أو في الطريق إلى
الصلحِ والاعتراف، فما بال حسن نصر الله ماسك السلم بالعرض وكأن الحرب
استراحة نافخ نرجيلة في ساحة رياض الصلح او تحت أشجار الصفصاف!
ألم يكفه التدمير وتهجير المليون وحرق العشرات من أطفال قانا مرتين؟
فلا تزايدن علينا يا غربان الاغتيالِ والارهاب والفساد!
كفى
مزايدات بحق اللبنانيين واستنزافا للبنان أيها المنافقون المراهقون
المغامرون المتاجرون بدماء الأحرار والشرفاء لمصلحة ايران! |