وقاحة فارسية أمام رئيس الجمهورية
في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الجمهورية ميشال سليمان 08.11.25 في
طهران مع رئيس النظام الإيراني أحمدي نجاد قال الأخير بعنجهية فارسية
وبعيدا عن كل اللياقات الدبلوماسية والأصول والأعراف المتبعة في مثل هذه
الحالات احتراما للرئيس الضيف التالي:
"ان وضع المنطقة لحسن الحظ، يسير لمصلحة بلدان المقاومة مثل ايران وسوريا
ولبنان."
ترتيب الدول هذا من نجاد ووضع دولته في محل الصدارة، يدل على نظرته
الفوقية الاستكبارية والعنصرية العرقية على العرب. وكأنه خارج للتو من
خيمة كسرى انو شروان منتصرا!
ليس هذا فحسب، بل ووضع لبنان في الذيل أمام رئيس جمهوريته، انما هو
استهتارٌ بالضيف، ووقاحة سافرة وقلة أدب قل نظيرها في المحافل العادية،
فكيف أمام ملايين المشاهدين وبين رؤساء يمثلون دولا وشعوبا لها كراماتها؟
هذا يدل دون رتوش تجميلية على عدم احترام رئيس نظام الملالي للشعب
اللبناني ولرئيسه ولنظامه الديمقراطي! يجب ان لا ننخدع هنا بحفاوتهم
المبالغ فيها لغاية في نفس يعقوب، وكلامهم المعسول وابتساماتهم الصفراء
التي فضح حقيقتها كلام نجاد.
وإن دل هذا الكلام على شيء ايضا، فإنما يدل على موقع لبنان بالنسبة
للسياسة الإيرانية، والذي ما هو سوى ذيل تابع لها وللمحور الإيراني
السوري.
هذا من ناحية انتقادنا للشكل أما من ناحية انتقادنا للمضمون فما قاله
نجاد بعيد كل البعد عن الصحة.
لأنه لا توجد مقاومة في ايران، أي دويلة في قلب الدولة تجرها الى الحروب
والكوارث وتحتل عاصمتها طهران وتفرض الثلث المعطل على حكومة نجاد بقوة
السلاح، ولا توجد مقاومة في سوريا أي دويلة في قلب الدولة تجرها الى
مقاومة الاحتلال الاسرائيلي لتحرير الجولان وتحتل عاصمتها دمشق وتفرض
الثلث المعطل على حكومة بشار بقوة السلاح، فقط توجد "مقاومة" أي دويلة في
قلب الدولة في لبنان المغلوب على أمره بسبب دعم ايران السخي لحزب الله
الإيراني فرع لبنان .
كيف لا وهي دويلة مستوردة جملة وتفصيلا من بلاد فارس تنخر منذ عام ألفين
بلا كلل كالسوسة في قلب الدولة اللبنانية الشرعية لإنهاكها، تضع الخطوط
الحمر في وجهها للجمها، وتعتدي على الجيش وتشله لكسر هيبتها، وتقويض
سلطتها فوق ارضها من خلال:
-
مربعاتها الأمنية وشبكة اتصالاتها ومناطقها الخارجة عن سلطة القانون رغم
أنف الدولة.
-
دعمها وتسليحها رغم انف الدولة لميليشيات جديدة فوضوية تحت مسمى " سرايا
الدفاع عن المقاومة" في كل انحاء لبنان.
-
حمايتها رغم انف الدولة لكل الميليشيات الإجرامية والمنظمات المخابراتية
السورية والشبكات الإرهابية في المخيمات والمعسكرات الخارجة عن سلطة
القانون أيضا، كما يحدث اليوم في عين الحلوة. وما مجرمي "جند الشام"
ووحوش "فتح الاسلام" وسلفيي المخابرات إلا أدوات تخريبية نشطة بيد النظام
السوري وبالتالي المحور الإيراني وتحت حماية دويلة حزب الله. وإن سكت نصر
الله على قيام الجيش بمهماته الضرورية في ضرب الإرهاب فعلى مضض!
-
أجهزتها المخابراتية المذهبية العقائدية المتغلغلة بخبث في الجيش
والإدارات الرسمية والتي تدين بالولاء لدويلة الحزب وإيران المذهبية وليس
للدولة الشرعية اللبنانية،
-
وأدواتها المختلفة التنظيمية الأخرى التي تعمل لتخريب الدولة والانقضاض
عليها، والتي استطاعت اختراقها تحت شعار التقية وفرض حرب تموز الكارثية
عليها، وحتى الهيمنة عليها في أكثر من مناسبة كما شاهدنا ذلك في تعطيل
البرلمان وتأخير انتخاب رئيس للجمهورية واحتلال الساحات وغيرها من
مناسبات كثيرة.
هذه الدويلة التي يتباهى بها خامنئي تحت يافطة "مقاومة" يحاول حسن نصر
الله خدمة لإيران والنظام السوري فرضها بالعنف والتهديد بالويل والثبور
وعظائم الأمور والثلث المعطل وبهمجية السلاح على الشعب اللبناني، تماما
كما فعل في 7 أيار.
وممكن أن يكرر فعلته في حال فَشَلِهِ في الانتخابات كما هو متوقع والتي
يدعمه فيها ميشال عون باستراتيجيته التخريبية التي يريد من خلالها تحويل
لبنان بأكمله إلى ساحة لسلاح حزب الله الذي سيسيطر تحت يافطة مقاومة على
الدولة والجيش والشعب بكونه يملك أكبر الإمكانيات المادية والتنظيمية
والعسكرية وأقواها وله ذراع مخابراتي ميليشياوي طويل يستطيع بسرعة من
خلاله الانتشار على كامل الأرض اللبنانية.
ولكن الشعب اللبناني الذي استطاع الانتصار على عهد الوصاية البشاري
البغيض، وإخراجه بصرخته المدوية وارادته الحرة من لبنان، سيستطيع في
النهاية الانتصار على بقايا عهد الوصاية كدويلة "حزب الله" المغرورة
وجماعات 8 اذار المأجورة.
كيف لا والمؤامرات أصبحت معروفة ومكشوفة للشعب الواعي المجرب، والذي
سينتصر لدولته السيدة الحرة الديمقراطية الجامعة المستقلة.
للتذكير لبنان هو وطن الرسالة والحرية الدينية وحوار المذاهب والأديان
وليس إيران الملالي التي تمنع السنة في إيران من بناء مسجد لهم في
عاصمتهم طهران. حتى الصين الشيوعية لم تقترف هذا الإثم بحق أقلياتها
الدينية. |