إذا كان
لفرنسا نابليونُها فللبنان ميشال عونُها !
لقد قالها
النائب عون بصراحة أو وقاحة لا فرق، في مقابلته مع قناة "الجزيرة"، خاصة
بعد كل ما حل ويحل يوميا بلبنان المنكوب بالمآسي والحروب وشعبه المنهك
حتى الضنك من السياسيين الغوغائيين ، والديماغوجيين الثرثارين،
والشعاراتيين الخائبين بلا إحساس والذين لا همَّ لهم إلا تحقيق مصالحهم
الآنية وطموحاتهم الشخصية والسطو على المنصب والكرسي بلا مبادئ وأخلاقية
وعلى حساب خلاص الوطن من هذه المعاناة وإغراقه في مستنقعات لا تنتهي،
كإغراقه في خسائر النصر الإلهي وخنقه في مستنقع اعتصام وسط بيروت الواهي.
هم
سياسيون من أمثال عون. الذي أثبت في خوضه لانتخابات المتن ضد الرئيس أمين
الجميل، والد: شهيد، نائب، ووزير شاب، تم اغتياله بحقد عارم على شباب
ونضارة لبنان، ونزوله، أي نزول عون، إلى مستوى وضيع لم يصل إليه بعد حتى
سليمان فرنجية ووئام وهاب، أن عون: كم كانت ذكراه ستبقى ناصعة في ذاكرة
اللبنانيين وضميرهم كبطل وطني لو بقي منفيا في فرنسا أو مات في منفاه
الباريسي كبيرا بدل أن يعود إلى لبنان ليصبح أداة إيرانية سورية ومن أجل
الكرسي وإلى هذا الحد سخيفاً وصغيراً.
فلقد
قالها وبما معناه: أنا الرئيس أيها اللبنانيون، وإلا من بعدي الطوفان!
وبالحرف الواحد: أنه القائد الأوحد ميشال عون
"
في
قلب الرئاسة إذا ارادوا الحلّ للبنان وأبعد الناس عنها ان ارادوا الفوضى".
أي أنه خيَّرَهم بين:
أنا الرئيس
أو الفوضى!
شكراً لكم
على إصغائكم ايها المواطنون! عشتم وعاش فخامة الرئيس المقبل على الأجنحة
المتكسرة ميشال عون. الذي عطل وسط عاصمتكم التجاري، وسيحرق لكم سوليدير
بالكاز والكيروسين، وسيتلذذ بالتفرج عليها من رابيته الخضراء وألسنة
النيران تشتعلُ فيها إلى عنان السماء، تماما كما تلذذ الطاغية المعتوه
نيرون، بإحراق روما عاصمة الروم.
كل هذا
إذا لم تنتخبوني رئيسا عليكم أيها الأذكياء! وأنا خيرتكم، فانتخبوني
وأنتم الأعلون!
وعلى ذكر
فرنسا التي قضى العماد فيها ردحا من الزمن الذهبي، فلا بد من وضع
المقارنة بيننا وبينها.
ولهذا
فعلى ماذا ستفتخر علينا أمة بلاد الغال؟ بالقائد الشهير نابليون! فنحن
أمة بلاد الأرز والتفاح والعنب والزيتون، عندنا العماد الأشْهَرِ ميشال
عون.
ولهذا
فإذا كان لفرنسا نابليونها فللبنان ميشال عونها: جنرال الرابية الشهير،
قاهر التنين وقائد حروب الإلغاء والتحرير والهروب من ساحة المعركة بسرعة
الأثير والاحتماء في السفارة الفرنسية وترك الرفاق يقاتلون القتال
المرير وهو يفاوض للخروج من لبنان إلى منفاه الباريسي الوثير.
هذا بعد
أن دمر الوطن بعنترياته النيرونية أكثر من مرة، أبشع تدمير.
وإذا
استطاع نابليون بونابرت اجتياح معظم أوروبا والوصول إلى موسكو عاصمة
أباطرة الروس ومحاصرتها فإن عون في حرب تحريره العظمى ضد قوات حافظ أسد
البعثية، لولا تدخل جامعة الدول العربية وتقبيل يديه ووجنتيه لكي يتراجع
عنها لاستطاع الوصول إلى غوطة دمشق ومحاصرتها والتغوط فيها.
وإذا
واجهة نابليون ببسالة أوروبا مجتمعة في معركة واترلو التي انهزم بها ونفي
على اثرها
إلى جزيرة
«سانت هيلانة» حيث بقي هناك حتى وفاته سنة 1821،
فإن عون هرب من وجه القوات السورية مذعورا تاركا الحرية تداس، والسيادة
تهان، والاستقلال كلام فارغ دون مقام، وقصر بعبدا مشرعا لرياح اللئام،
تعصف به شروراً وبلبنان الحرية والسيادة والاستقلال اغتيالا وأجراما.
وعاش عون
في النعيم الديمقراطي 15 عاما عاد بعدها إلى لبنان يأكل قلبه الحسد من
الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تعملق بعد استشهاده فتقزم الكثير من
السياسيين الغوغائيين ، والديماغوجيين الثرثارين، والشعاراتيين الخائبين
بلا إحساس، وكشفت طريقة عرقلتهم للمحكمة الدولية عن حقيقتهم الفاسدة
المزورة.
رغم أن
الحريري بعد زيارة وليد المعلم التهديدية له ومن ثم زيارة رستم غزالي
المريبة قبيل عملية الاغتيال ونصائح الأصدقاء بترك لبنان في الحال، كان
يعرف أنه وضع في دائرة الاستهداف البشاري، إلا أنه واجه قدره من أجل
مستقبل لبنان بشجاعة الأبطال تماما كباقي شهداء انتفاضة الاستقلال.
انا لا
افتري على النائب النابغة ميشال عون ولكن من يقول عن موضوع
عصابة
"فتح
الإسلام"
السورية،
"
أن
الحكومة بأكملها من رئيسها حتى
آخر
وزير فيها مقصرة ومتواطئة، ويحملها
مسؤولية الشهداء
الذين
سقطوا من الجيش اللبناني والشهداء الذين سقطوا من المدنيين والجرحى
وكل
الخراب الذي وقع".
فهو بحق
إنسان غير سوي، مفتري على الأحرار وعلى حكومة تقبض بيديها على النار من
أجل لبنان وتقدم الشهداء الأبرار.
وأكثر ما
يقال فيه أن قلبه يأكله الحسد من نجاحات حكومة السنيورة وطنيا وديمقراطيا
ولبنانيا وعربيا وعالميا. الانتصار في نهر البارد هو انتصار للحرية
الحقيقية والسيادة الغير منقوصة والاستقلال. معارك الانتخابات الفرعية
كانت فوزا للحكومة بالدرجة الأولى وأكدت شرعيتها ودستوريتها من عون وبري
وباقي الشلة.
حسد عون
يأتي من أنه كان يتمنى أن يكون هو صاحب قرار الانتصار في نهر البارد خاصة
وأنه لم يسبب للجيش وللبنان إلا أنكر الهزائم!
وهل تدرون
ما الذي يجمع بين القادة الثلاثة هتلر ونابليون وعون؟ الأول قصير والثاني
أقصر والثالث أقصرهم. وهناك الكثير من الصفات التي تجمع بين الثلاث:
كالغرور والتيه والفجور، والعنترية والجبروت والحدية، والدكتاتورية
والفردية والشمولية، وإشعال الحروب وجلب الوبال، وحب الذات والسلطة
والتسلط حتى الهبل وفقدان البوصلة والاختلال العقلي. أي الجنون. أي ما
يطلق عليه خبراء علم النفس مرض "جنون العظمة". فالأول أراد سيطرة الجنس
الآري على العالم. وهو جنون! والثاني أراد سيطرة الجنس الغالي على
أوروبا. وهو أيضا جنون! أما الثالث ميشال عون فيريد الوصول إلى كرسي
الجمهورية حتى لو حرق لبنان المغبون، وكَسَّرَ على رؤوس شعبه جسور الحديد
والباطون. وهذا أيضا جنون!
وهل تدرون
ما الفرق بين هتلر ونابليون وعون؟
الأول
قاوم حتى اللحظة الأخيرة ورفض الاستسلام وواجه قدره بالانتحار مع عشيقته
ايفا براون، والثاني قاتل حتى اللحظة الأخيرة وهزم واستسلم ومات في
المنفى كبيرا، وهو في ضمير شعبه كبيرا حتى الآن، والثالث هرب دون قتال
واستسلم في الحال ونفي قائدا وطنيا وعاد من المنفى لينقلب على المبادئ
التي سقط من أجل تحقيقها الشهداء الأبطال. ويا ليته ما عاد! |