الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

 قرداغ مجيد كندلا

  رئيس الجمعية الكلدانية الانسانية


الواقع الملموس للكلدان

ان الكلدان غير سعداء بسبب غياب العدالة الاجتماعية والديمقراطية ويعبرون بصمتهم  عن صرخة  استيائهم  والكلدان يشكلون تيارا اجتماعيا يؤثر في حياة العراق. ومن الملاحظ كثرة استعمال كلمة الديمقراطية بعد عام 2003 ، وهذا لا يعبر عن الحقيقة  على  ارض الواقع ، بل تم تهميش الكلدان ، الملاحظ ان الوظائف الكبيرة كالوزراء  والمدراء العامين والسفراء انحصرت عند جانب واحد في مؤسسات الاحزاب الاشورية والمجلس المدعو الشعبي  ، وهذا سبب غبنا كبيرا لدى الكلدان ، لأن الديمقراطية لم تأخذ مسارها الصحيح اضافة الى غياب حرية الرأي . لا زال العراق يتجه بفكرة النمط الواحد على غرار الحاكم الواحد . فكثير من الكلدان الانتهازيين سواء كانوا اشخاصا او مؤسسات  تحولوا الى الاشورية لسبب ولاخر سواء باندماجهم في الاحزاب الاشورية او انضمامهم الي المجلس الشعبي المدعو ( الكلداني الاشوري السرياني) المشكل من قبل سركيس اغاجان وهو حزبي بارز في الحزب الكردي ، واصبحت الوظائف الكبيرة من حصتهم  لأن الايدلوجية على غرار النمط الواحد والحاكم الواحد ، باختصار لا يوجد وزير او سفير او مديرعام للكلدان إلا من خلال انضمامهم الى الحركة الاشورية والمجلس الشعبي . وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الكلدان ومفهوم المواطن وتحل فكرة الاطاعة للحاكم الواحد . المسؤولون في العراق يجب ان يشعروا ان الكلدان ثالث قومية في العراق ويعيشون بخيبة امل لإحساسهم بلا جدوى منذ عام 2003 . الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان يجب ان يستندا الى الواقع الملموس والحقائق ، باستعادة حقوقنا عن طريق تمثيلنا في الوظائف الوزارية والسفراء والمدراء العامين ونواب في البرلمان العراقي والكردستاني وغيرها ، دون النظر الى الانتخابات ، بل يتم التعيين في البرلمان والوظائف الاخرى على اساس مشاركة جميع الاطياف في الحكم ، فمثلا يتم تعيين خمسة اشخاص في البرلمان من الكلدان وثلاثة من السريان واثنان من الاشوريين وواحد من الارمن .. عند انحصار المؤسسات والتنظيمات الكلدانية في المجلس الشعبي وفي تجمع التظيمات السياسية يلغى مفهوم المواطن وتحل محله فكرة الجماعة المطيعة للمجلس والتجمع ، يغيب ايضا الوعي بالمسؤولية . بعد عام 2003  سمعنا من الاحزاب الاشورية تنادي انهم الاصل ، ظهرت التسميات ، (الكلداني السرياني الاشوري)  و (كلدو اشور) و (سورايا) ، وحصل الالتباس والخلط في تحديد الهوية واصاب الناس الاحباط والتعب في البحث عن الجذور . السريان نادوا هم الاصل .. والسؤال ماذا كنا في الاصل ؟ هكذا زاد في انقسامنا وتشرذمنا بفضل من نادى هو الاصل ! كان الاجدر ان ينظر الاشوري والسرياني الى دور يلائم واقعنا والتعامل مع الكلدان بروح اخوية لنصل الى الغاية المنشودة ، المحبة ، التي غرزها فينا يسوع المسيح ، بالتالي احترام خصوصيات جميع الاطراف والنظر الى قومياتنا ومذاهبنا باحترام دون تحسس ، الانفتاح الى الاخر بروح المحبة ، لا بروح التعالي .     

نحن يجب ان نتكلم ونقول والكلام موجه الى الحزب الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني  والمركز الثقافي الكلداني في عينكاوة ، لا توجد لكم خصوصية كلدانية صادقة بل خصوصيتكم ذابت في المجلس والتجمع، محيتم اسمكم العريق الكلدان واستبدلتموه بالتسمية القطارية واصبحتم خاضعين الى الحاكم الواحد لعدم وجود استقلالية لكم  إلا من خلال النظام الداخلي للمجلس والنظام الداخلي للتجمع للحصول على المكاسب . لماذا ؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر  حيث ان المجلس القومي الكلداني لم يستطع الحصول على المال الممقرر رغم حيازته على الاجازة إلا من خلال انضمامه الى المجلس المدعو الشعبي . ضعف المبدأ تجاه القومية الكلدانية جعلت المؤسسات الكلدانية تنهار وتقع في احضان الاخرين .

صدام حسين كان مسيطرا على الشعب وقاد البلد الى الهاوية بسبب حروبه مع الدول المجاورة وانتهت بتدمير العراق وتدمير الثروة الوطنية . هل وعى الشعب الى القيام بالتصحيح لما فقدوه لسنوات طويلة من التضحيات والعيش بالتعاسة ؟ هل كان هناك نقدا ذاتيا ؟ الانسان العراقي بحاجة الى النقد لمعرفة الخلل وتصحيحه ، لكن غياب النقد ادى الى الانحطاط . الكلداني يجب ان ينهض بمحبة ويطلب تصحيح الاخطاء للتخلص من الاسباب التي ادت الى تدميرنا وتهميشنا . المشكلة ان نعرف دورنا بصورة صحيحة ثم نقدا ذاتيا من دون مجاملة  الاخرين .

كان املنا كبيرا بالحزب الديمقراطي الكلداني ليقود دفة السفينة الى شاطيء آمن ، واجهت السفينة امواجا عالية ، قائدها وطاقمه لم يستطيعوا الصمود مما ادى الى غرق السفية في تجمع التنظيمات السياسية . ارتطمت السفينة بحجر كبير منقوش عليه المادة الاولى : التسمية : ((تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية)) . جاءت الاسماك الكبيرة واسمها المباديء العامة – رابعا لتلتهم دورالكنيسة والغاية تهميشها ، لأنها السند القوي للكلدان .

انتظرنا سنين طويلة لنرى خلاصنا ونيل حقوقنا ، لكن لا جدوى من المؤسسات الكلدانية ، ليس لها حرارة الاخلاص والمبدأ . يأتي دور المستقلين والاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان والتجمع الوطني الكلداني  والمنبر الكلداني الموحد والكنيسة الكلدانية لتدب الحياة والأمل والايمان في نفوس الابناء وجني ثمار العمل الجماعي والعمل من الوقائع الملموسة التي نعيشها لنشكل تيارا اجتماعيا يؤثر في الحياة الاجتماعية للكلدان في العراق . نحن جميعا بحاجة الى النقد الذاتي  مهما كان موقفه او وظيفته لتكتمل الصورة والمستقبل المنشود . العاطفة لا تخلق مستقبلا ولا تصنع معجزرة بل العمل الجاد والشعور بالمسؤولية نصنع مستقبلا صحيحا ونحقق دور الكلدان في المجتمع .                                    

ادرج قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 47/ 135  المؤرخ في 18 كانون الاول / ديسمبر 1992 بشأن اعلان حقوق الاشخاص المنتمين الى اقليات قومية او اثنية والى اقليات دينية ولغوية ( وليس الى من ينادي هو الاصل ) والتي تنص على :

 المادة 2

2        .يكون للأشخاص المنتمين إلى أقليات الحق في المشاركة في الحياة الثقافية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والعامة مشاركة فعلية.

3        .يكون للأشخاص المنتمين إلى أقليات الحق في المشاركة الفعالة على الصعيد الوطني، وكذلك على الصعيد الإقليمي حيثما كان ذلك ملائما، في القرارات الخاصة بالأقلية التي ينتمون إليها أو بالمناطق التي يعيشون فيها، على أن تكون هذه المشاركة بصورة لا تتعارض مع التشريع الوطني .

ان ما تعرض له مسيحي العراق من تهديد وقتل وتصفية ، يحتاج الى تظافر جهود المخلصين لمراجعة النفس وتصحيح الاخطاء وبناء وطننا الحبيب ، العراق .

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها