الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

التمثيل بالجثث.. سنة إسلامية حميدة!

 

 

عمران سلمان، 25 أبريل 2004

حين مثل جمع من الغوغاء والرعاع من سكان مدينة الفلوجة العراقية بجثث أربعة مدنيين أميركيين وسحلوها في الشوارع، انبرى بعض خبثاء المسلمين، بالقول إن هذا العمل ليس من قيم الإسلام. طبعا كثير من المسلمين وإن لم يصرحوا للصحف أو وسائل الإعلام العالمية كانوا في حالة من الارتياح والانتعاش. لكن أولئك الخبثاء والذين تفننوا في مخاطبة الرأي العام العالمي أو محاولة خداعه وتضليله، لا فرق، ذهبوا كالعادة إلى اعتبار ما حدث على أنه مجرد تعبير عن الكراهية للأميركيين، أما الإسلام فهو برئ وأخلاق الإسلام و العروبة لا تقبل بذلك!.

العرب والمسلمون أنفسهم يعرفون أن كلام هؤلاء مجرد تدجيل وتضليل، لكن المؤسف أن ينطلي على بعض الأمم الساذجة التي يخدعها أمثال مجلس العلاقات الإسلامية (كير) ومن لف لفه من جمعيات والتي تخصصت في بيع البضائع الفاسدة للأميركيين ولغيرهم.

التمثيل والسحل والرجم حتى الموت، وقطع الأطراف والسمل (فقئ العينين) والصلب والبناء على الإنسان حيا، هي من صميم التاريخ الإسلامي، والإسلام نفسه يدعو إلى بعضها ولا ينهى أو يحرم بعضها الآخر. وما فعله برابرة الفلوجة ليس سوى امتدادا طبيعيا وترجمة أمينة لما كان يفعله أجدادهم.

في سنة خمس للهجرة بعث محمد زيد بن حارثة إلى وادي القرى فلقي بني فزارة، فأصيب عدد من أصحابه وجُرح زيد. فلما رجع إلى المدينة نذر ألا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو بني فزارة. فلما شُفي من جراحه بعثه محمد في جيش إلى بني فزارة، فلقيهم بوادي القرى فأصاب فيهم وأسر أم قَرفة ـ وهي فاطمة بنت ربيعه بن بدر ـ عجوزاً كبيرة وبنتها، وكان العرب يضربون المثل بأم قرفة لعزتها فيقولون: أعز من أم قَرفة. وقال الأصمعي: من أمثالهم في العزة والمنعة: أمنع من أم قَرفة. وكان النبي يقول لأهل مكة: أرأيتم لإن قتلتُ أم قرفة؟ فيقولون: أيكون ذلك؟ فأمر النبي زيد بن حارثة أن يقتل أم قرفة، فقتلها قتلاً عنيفاً، ربط برجليها حبلين ثم ربطهما إلى بعيرين حتى شقاها http://www.kitabat.com/ - _ftn77 . فأمر النبي بالطواف برأسها في دروب وأزقة المدينة (من كتاب قراءة نقدية للإسلام ـ د.كامل النجار).

وقد قتل جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الحسين بن علي (حفيد محمد) وأصحابه في معركة الطف وأمر بإرسال رؤوسهم من كربلاء إلى مقر حكمه في دمشق. الحجاج بن يوسف الثقفي أمر بضرب الكعبة بالمنجنيق وصلب عبد الله بن الزبير على أستارها.

وثمة قصص كثيرة في التاريخ الإسلامي يندى لها الجبين، تؤرخ لهذا النوع من التفنن في التعذيب والتمثيل بالجثث. بل أن العراقيين أنفسهم في العصر الحديث مارسوا ذلك في عام 1954 حين سحلوا جثتي الملك عبد الإله ورئيس وزرائه نوري السعيد ومثلوا بهما في شوارع بغداد.

وفي جميع هذه الحالات لم ينبر أي فقيه أو شيخ دين لإدانة مثل هذه الأعمال أو يقول بحرمتها. بل أن هناك شواهد على عكس ذلك.

مشكلة المسلمين أن دينهم يأمرهم بهذا النوع من الأعمال. فقطع الرؤوس والأطراف من خلاف (الأيدي والأرجل) والرجم حتى الموت والجلد ـ والتي تصنف جميعها اليوم وفق مواثيق الأمم المتحدة، بأنها من أعمال التعذيب البغيضة ـ هي من صميم الإسلام.

ترى ما الذي يجعل الرجم أو بتر الأطراف أمرا يختلف عن التمثيل بالجثث؟ إنهما شيء واحد. وما دام أن الإسلام يحث ويدعو لذلك فلا عجب أن ينفذ المسلمون ما يدعو إليه دينهم. بل لا عجب أن يتفننوا ويذهبوا فيه مذاهب شتى، حسب سادية كل شخص وعقده.

بعض المسلمين يجادلون بأن جميع الأمم وليس المسلمين فقط، عرفوا خلال تاريخهم هذا النوع من الأعمال. وهذا صحيح إلى حد ما. لكن الصحيح أيضا أن تلك الأمم مارستها قبل مئات السنين بينما هي اليوم تخلصت من ذلك، أما المسلمون فلا يزالون يمارسونها حتى وقتنا الحاضر.

والصحيح أيضا أن كثيرا من الأمم قد ارتكبت مثل هذه الممارسات البشعة، لكن ذلك لم يكن بوحي من دين أو عقيدة، وإنما هو سلوك بشري. أما المسلمون فإنها جزء من عقيدتهم، وجزء مما يمليه عليهم دينهم، الذي لو طبقوه حرفيا لرأينا الأعاجيب والأهوال.

وما يؤكد صحة كلامنا هو أن أي رجل دين مسلم لم يستنكر ما فعله برابرة الفلوجة، من دون نزعة تبرير، بل ولم تصدر أي فتاوى بتجريم تلك الأعمال، ولم يدع أحد منهم إلى تسليم أولئك للعدالة. ما يعني أنهم يوافقون ضمنيا على ما فعلوه، في الوقت راح بعض الخبثاء منهم يبررونه ويعتبرونه مجرد تعبير عن كراهية الأميركيين.

المؤسف في كل ذلك أن الأميركيين في رد فعلهم على ما جرى في الفلوجة انتبهوا فقط للجانب العسكري، أي تأديب رعاع وهمج هذه المدينة، لكنهم لم ينتبهوا إلى البيئة الفعلية التي سهلت ارتكاب ذلك العمل.

ولم يروا فيه للأسف امتدادا للهجمات الانتحارية التي ضربت نيويورك وواشنطن وبالي بإندونيسيا وروسيا وإسرائيل ومدريد.. والعراق نفسه، لم يكتشفوا حتى الآن أن العقلية والنفسية في كل ذلك واحدة، وهي الإرهاب الإسلامي.. إرهاب يسعى للفتك بالحضارة وبإنسانها.

إرهاب لا يتورع عن تفجير البشر وتحويلهم إلى أشلاء، سواء كانوا في حافلة أو قطار أو مطعم أو جالسين على مكاتبهم، إرهاب يهدد بتدمير كل ما حوله، انتقاما لذاته المهزومة، ولدينه المأزوم الذي يكافئه بعد كل ذلك بعشرات الحوريات والغلمان والولدان المخلدين. ومن يسعى لتحويل البشر إلى أشلاء لا يصعب عليه أن يقتل إنسان أو يمثل بجثته أو يسحلها.  

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها