الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

المشكلة في الإسلام وليست في المسلمين!

 

 

عمران سلمان، 24 أبريل 2004

في كل مرة يقع فيها هجوم إرهابي في بلد ما، تتلفت الأعين يمنة ويسرة، فلا تجد سوى القاعدة أو أي جماعة إسلامية أخرى على علاقة بها، هي الضالعة في ذلك الهجوم. الإرهاب وعمليات القتل التي تحدث اليوم باتت من اختصاص العرب والمسلمين حصرا، كما لو أن هؤلاء يصرون على إبهار العالم بقدرتهم على قتل الناس بالجملة والمفرق، لا فرق في ذلك بين عربي وأعجمي.

لكن وكما كنت أقول دائما إن المسلمين هم مجرد أداة في عمليات الإرهاب هذه. إنهم حطبها ووقودها. أما المسؤول الحقيقي عن كل ذلك فهو الإسلام نفسه.

وبداية الخيط يمكن التقاطها من الفكرة البسيطة التالية. جميع الأديان تضع لاتباعها سلوكا وفروضا وأحكاما، وتطلب منهم الالتزام بها. لكن الإسلام هو الوحيد الذي لا يكتفي بدعوة اتباعه لالتزام تلك الفروض، وإنما يدعوهم للتدخل في شؤون الآخرين والعمل على تغيير عقائدهم، ثم هو لا يكتفي بذلك أيضا وإنما يكافئ أتباعه على هذا العمل.

ولما كانت عقيدة الإسلام تدعو، في كثير من الحالات، أتباعها إلى قتل من لا يشاركونهم نفس هذه العقيدة، إن باسم الردة أو الشرك أو الكفر، فقد غدا من الممكن أن نرى حالات يقتل فيها الناس بعضهم بعضا، باسم الإسلام، وتكون المكافأة هي الدخول إلى الجنة، والتمتع بحور العين والغلمان.. الخ.

إن كثيرا من الآيات الواردة في القرآن تنص مثلا على ضرورة قتال الكفار والمشركين وكل من لا يؤمن بما جاء به محمد. وتقرن ذلك بالمكافأة، أو العقاب في حال الامتناع عنه. أي أنها لا تعطي المسلم خيارا. فإما أن يقاتل أو يقاتل.

يقول د. كامل النجار في كتابه القيم "قراءة نقدية للإسلام" المنشور على موقع "كتابات" على الانترنيت.

"قد رأينا فيما سبق أن الرسول عندما كان مستضعفاً بمكة كان متسامحاً مع الكافرين، ولكن بمجرد أن هاجر إلى المدينة وقويت شوكته، بدأت تظهر بعض الآيات التي تُحض على قتالهم. وأول سورة نزلت بالمدينة كانت سورة البقرة، وفيها نجد: "واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل". (سورة البقرة الآية 191.)

ثم ظهرت الآية: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين". (سورة البقرة الآية 193.)

ومن حينها صار قتال المشركين فرضاً على المسلمين، وسموه جهاداً، وصار الجهاد فرض عين واجباً على كل مسلم قادر، ونزلت الآية: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجةً". ( سورة النساء الآية 95)

و"فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيُقتل أو يَغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً". (سورة النساء، الآية 74).

ثم توالت الآيات التي تحض على القتال، فنجد: "سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق وأضربوا منهم كل بنان". (سورة الأنفال آية 12).

وكذلك: "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فأما منّاً بعد وأما فداء حتى تضع الحرب أوزارها". (سورة محمد الآية 4).

وأخيراً نزلت أية السيف التي ألغت كل معاهدة مع اليهود والمشركين وفتحت باب الجهاد على مصراعيه: "فإذا انسلخ الأشهر الحُرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم". (سورة التوبة الآية 5).

وكذلك في نفس سورة التوبة الآية 29 تقول: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون".

وبعد التحريض على القتال جاء تحذير المجاهدين من الفرار من المعارك: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار. ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئةٍ فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير". (سورة الأنفال الآيتين 15 و 16).

وفي آية أخرى يسأل الله المؤمنين إن حسبوا أنهم سيدخلون الجنة بدون جهاد: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين". (سورة آل عمران الآية 142).

هذه الآيات إذا كان لها أن تقول شيئا فهو: يجب قتال المشركين والكفار وجميع من لا يؤمنون بدين محمد، ( أي كل من هو غير مسلم) بدون هوادة أو رحمة أو تراجع أو تردد.

وثانيا، لم يحدد نطاق القتل بمكان أو زمان (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) و(اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد). أما وسيلة القتل المفضلة فهي (ضرب الرقاب).

وجزاء ذلك كله هو الجنة (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين و(سوف نؤتيه أجراً عظيماً). أما من يرفض أو يتردد في تنفيذ الأمر (فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير).

وهكذا تصبح المعادلة بسيطة أمام كل مسلم، وهي: عليك أن تنفذ ما يدعوك إليه دينك، فإن أطعت ونفذت فزت بالجنة، وإن عصيت أو تخاذلت أصبح مصيرك جهنم.

وهذا هو المنطق الذي تسير عليه الجماعات الإسلامية من القاعدة وحتى حركة حماس. لا فرق في ذلك بين من يفجر نفسه في نيويورك وواشنطن أو في إندونيسيا أو العراق أو إسرائيل. جميع هؤلاء يؤمنون بالشيء نفسه.

ولا أعتقد أن أي مسلم، (أو أي تابع لأي دين) يأمره إلهه الذي يؤمن به بشيء ولا ينفذه. فغاية المسلم من حياته، يفترض أنها دخول الجنة، وإذا استطاع هذا المسلم أن يختصر الطريق إليها بوسيلة يحبذها دينه ويحث عليها، فإنه لن يتردد في ذلك لحظة.

من هنا نستطيع أن نفهم السهولة الكبيرة التي يجد فيها أئمة الإرهاب، هذا العدد الضخم من المسلمين المستعدين للموت انتحارا في أي مكان وضد أي أهداف، وبصرف النظر عن هوية الضحايا أو انتمائهم أو جنسهم أو دينهم، وهو ما لا يمكن أن نجده لدى أتباع أي دين آخر، قديما كان أو حديثا.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها