الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

أكاذيب وخيالات السويدي حول الأخلاق والإنسانية

 

بقلم عمران سلمان16 ديسمبر 2003

ليس هناك أحد في الدنيا يتفنن في اختراع الأوهام والأكاذيب ثم يصدقها بنفسه كما يفعل بعض العرب والمسلمين. آخر هذه الأكاذيب ما أدلى به طارق السويدان، وهو إسلامي كويتي، في إحدى "محاضراته" بعنوان "من يصنع مجد الوطن ومجد الأمة" التي عقدها في البحرين (2 ديسمبر 2003).

ترى ماذا قال هذا السويدان؟

قال، "إن المسلمين لا يزالون يسبقون الغرب في القيم الأخلاقية والإنسانية رغم تأخرهم عنهم في العلم والصناعة والتكنولوجيا فالغرب بإمكانه أن يعلم المسلمين العلوم والتكنولوجيا ولكنه لا يملك الأخلاق والإنسانية في حضارته المادية".

واختتم السويدان محاضرته، التي قالت صحيفة بحرينية إنها شدت الجمهور الحاضر، بذكر التوكل على الله منوها بأنه لا يكتمل نهوض "الأمة الإسلامية" إلا بهذه الخاصية.

بالطبع سويدان لا يختلف في حديثه عن الأخلاق والإنسانية عن كثير من المسلمين الذين يعتقدون فعلا بأنهم "خير أمة أخرجت للناس". إنهم لا يعرفون وربما لا يشعرون بأن هذا مجرد وهم اختلقوه بأنفسهم ولم يثبت في أي يوم من الأيام.

ولسنا في حاجة إلى أن نقول عن هؤلاء بأنهم مساكين، فهم مساكين فعلا. فمن يعرف أنه لا يعرف، يمكنه أن يساعد نفسه أو يساعده الآخرون بالتعلم والاستفادة، أما من لا يعرف أنه لا يعرف فهو مسكين، لأنه سيبقى يكابد جهله هذا وحده، حتى آخر لحظات حياته.

وهكذا هم المسلمون اليوم. انهم يجهلون بأنهم جاهلين، ويجهلون أنهم لا يعرفون الكثير عن القيم الأخلاقية والإنسانية. لكنهم يصرون مع ذلك على أنهم الوحيدين في الكون الذي يعرفها ويطبقها، فيما الآخرون بلا أخلاق وبلا إنسانية!

البيئة العربية والإسلامية لا يمكن أن تنتج أية أخلاق سوية، فضلا عن أي قيم لها علاقة بالإنسانية. فمنذ القدم لم تنتج هذه البيئة سوى الغزو والسلب والقتل والترويع المنزوع الإنسانية. واليوم لا يختلف الأمر كثيرا. فالكذب والتدليس والخداع والنفاق والازدواجية هي أهم مميزات هذه البيئة.

إن الحاكم المسلم يكذب على شعبه، وأفراد شعبه يكذبون على بعضهم البعض، والكل يكذب على الله.

يدخل الطفل العربي أو المسلم إلى المدرسة، فيلقى المعلم يدعوه إلى التنور والتعلم والتزود بالفضائل والأخلاق القويمة، ثم يكتشف مع الوقت أن هذا المعلم هو أحد أعمدة الفساد والجهل والتعصب في المدرسة وفي المجتمع.

ويذهب المسلم إلى العمل وفي ذهنه تلك القائمة السريالية من "تعاليم وخصال" الرسول والصحابة في الحث على "التراحم والتآزر والعطف" بين المسلمين، الذين يفترض أن الواحد منهم يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه، ليفاجأ بأن أماكن العمل في المجتمعات العربية والإسلامية هي مقابر لدفن الجهد والوقت والمواهب وكل خصلة حميدة في الإنسان.

ويذهب المسلم إلى خطبة الجمعة فيسمع الخطيب يحثه على الاستقامة والأمانة والفضيلة، ثم يكتشف أن هذا الخطيب يمارس الموبقات ويأكل أموال الناس بالباطل وينافق السلطان.

يقرأ في القرآن "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" ثم يعامل الأجناس الأخرى بعنصرية وترفع، يستورد الرقيق من آسيا وأفريقيا يستعبدهم خدما لديه.

ولست أدري أي إنسانية هذه التي يمكن أن تخرج من مجتمعات موبوءة كهذه. كيف تنمو الأخلاق والإنسانية في بيئة طاردة لها، بيئة تعتبر الكذب والنفاق مهارة وفن. تكافئ اللصوص وتشيد بمحترفي النهب والسلب. بيئة يداس فيها على الضعيف ويبجل القوي وينافق المتغطرس.

يتشرب الطفل العربي والمسلم منذ نعومة أظافره أن ضرب أطفال الآخرين وسلبهم ألعابهم واضطهادهم "بطولة"، ثم يشب ليضرب كل من يخالفه ويضطهد من لا يتفق معه.

وحتى إذا ذهب المسلمون إلى المهاجر، فإنهم لا ينسون أن يأخذوا معهم "أخلاقهم" و"إنسانيتهم" التي اكتسبوها في بلدانهم. إنهم يتفننون في ممارستها. فهم يكذبون بمهارة على سلطات هذه الدول ويستغلون قوانينها ومؤسساتها، ثم يعتبرون ذلك شطارة.

يتحايلون على الأنظمة و يزورون البيانات و يتصنعون الضعف والحاجة والعطالة، لأخذ ما ليس من حقهم.

يقسمون على الولاء لهذه البلدان حين يذهبون لأخذ الجنسية، ثم يتباهون بأنه ضحكوا عليها، "فهم كانوا فحسب يتمتمون بعبارات غير مفهومة" ولم يكونوا يقسمون بالولاء، فالولاء لديهم لا يكون إلا لله وحده!

إن الأخلاق والإنسانية التي يتحدث عنهما السويدي وأمثاله من المسلمين، هي من الأكاذيب والخيالات، شأنها في ذلك شأن التسامح المزعوم والإخاء والمحبة المفترى عليهما التي يحلوا بالعربي والمسلم أن يلصقها عنوة بدينه وتاريخه الذي لا أحد يعرف على وجه اليقين أيهما فيه يفوق الآخر، الزيف أم الحقيقة.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها