الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

الحلف الشيطاني بين حماس وطهران

12/21/2005

بقلم عمران سلمان
 

 

لأنباء الواردة من طهران تفيد بأن حركة حماس التي زار وفد منها برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل إيران مؤخرا، قررت الدخول في تحالف استراتيجي مع حكومة

 أحمدي نجاد. وجزء كبير من هذه الأنباء منشور ومذاع، وفيها يثني مشعل على تصريحات نجاد الذي دعا إلى شطب إسرائيل من خارطة العالم، وأنكر حدوث المحرقة النازية "الهولوكوست". كما دعا الأوروبيين إلى إقامة دولة لليهود في النمسا وألمانيا، بدلا من فلسطين. وأثنى مشعل أيضا على سعي إيران للحصول على السلاح النووي واعتبره حقا أصيلا لهذه الدولة. بل أكثر من ذلك حذر إسرائيل من أن حركته ستشن ضدها حربا شاملة إذا أقدمت على قصف المفاعل النووي الإيراني!

طبعا علاقة إيران بالتنظيمات الفلسطينية المسلحة، بما في ذلك حماس، ليست جديدة فطهران دعمت ولا تزال تدعم حركات مثل الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وغيرها من التنظيمات التي تتخذ من دمشق مقرا لها. لكن الجديد في موضوع حماس، هو أن زيارة رئيس مكتبها السياسي لطهران ولقائه بالمسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم خامنئي، كانت معلنة ومفتوحة لوسائل الإعلام وكذلك تصريحاته. توقيت الزيارة أيضا جاء مترافقا مع التصريحات النارية التي أطلقها الرئيس الإيراني ضد إسرائيل.

فما الذي أراد أن يقوله الطرفان، الإيرانيون وحماس؟

الإيرانيون : قضية فلسطين هي قضية إسلامية، ونحن الدول الإسلامية الوحيدة (وإن كنا شيعة)  المؤهلة لمواجهة إسرائيل.

حماس: لقد عوّلنا على العديد من الدول العربية والإسلامية لمساعدتنا، ولكن يتضح أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تستطيع مقاومة الضغوط الأجنبية والوقوف معنا بشكل فعلي، لذلك لا بد من أن نعقد معها تحالفا استراتيجيا.

وما لم يقله الطرفان هو:

الإيرانيون: لا سبيل أمامنا لقيادة العالم الإسلامي (حيث يشكل السنة 80 في المائة) إلا من خلال قضية فلسطين. العالم السني لن يقبل بزعامتنا إلا عندما نحقق له ما تعجز جميع الدول العربية والإسلامية الأخرى عن تحقيقة وهو إزالة إسرائيل.

حماس: لا مانع لدينا ونحن حركة سنية أن نعطي حق القيادة لدولة شيعية إذا كانت ستحقق لنا هدف مواجهة إسرائيل.

وسواء عبّر الإيرانيون أوحماس، عما يريدان قوله أو لا يريدان، فالواضح أنهما قد اختارا الوقوف في نفس الخندق علنا والاستفادة من بعضهما البعض. 

بالطبع يبنغي أن نقول هنا بأن الظرف العام في المنطقة يخدم حماس، مثلما يخدم الإيرانيين. ونقصد بالظرف العام هو صعود الحركات الإسلامية، بشقيها الشيعي والسني.

ومن مفارقات الأقدار أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد جاء إلى السلطة بفضل أصوات الملايين من الإيرانيين، في حين تستعد حماس التي فازت بأكثر من ثلث المجالس المحلية الفلسطينية، إلى خوض الانتخابات التشريعية الشهر القادم والتي يتوقع فيها أن تحقق فوزا مماثلا، مما يضعها في مصاف الوريث الشرعي لحركة فتح، التي تعاني من التآكل والتصدع، وذلك كله معطوف على استشراء موجة التدين، والصعود المتواصل لجماعات الإخوان المسلمين حيثما جرت انتخابات في عموم المنطقة.

إن ذلك يعني فيما يعنيه أننا إزاء قوس يكاد ينطبق فيه التطرف الشيعي والسني المدعوم بأصوات الملايين من العرب والمسلمين البسطاء، وهو بالطبع ما لم يدر في خلد أي سياسي أميركي مهموم بنشر الحرية والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.

ما يبنغي قوله هنا هو إن تحالف حماس وغيرها من الجماعات الإرهابية مع الأصولية الإيرانية الحالية التي تنفث السم يمينا وشمالا، ينذر بدخول المنطقة مرحلة جديدة من الصراع، ستكون الأعنف منذ عقود، وسيكون وقودها بعض ممن قال عنهم الشاعر العراقي مظفر النواب قبل حوالي عقدين من الزمن: أما المسكينُ برأس الخيمةِ، قد كان طوال الأزمةِ يحلمُ، والشفة السفلى كبعيرٍ، والأنفُ كما الهودجِ فوق الهضبة!

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها