الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

لا مبرر للإفراط في التفاؤل!

 13 يناير 2005

 

عمران سلمان

هل ينجح رئيس السلطة الفلسطينية الجديد محمود عباس "أبو مازن" فيما فشل فيه سلفه ياسر عرفات، أي في وقف سفك دماء الفلسطينيين والإسرائيليين، وإحلال السلام بينهما وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية؟ أشك في ذلك. السبب لا يتعلق بالنوايا أو الرغبات ولكن بالوقائع. فلا تزال هناك ممانعة عربية وفلسطينية، وربما إسرائيلية أيضا.

غالبية العرب لن يقبلوا أن يحل النزاع بغير الطريقة التي يتصورونها، أي رمي إسرائيل في البحر. وقسم كبير من الفلسطينيين، بينهم حماس والجهاد وبعض الفصائل العلمانية المسلحة، لن تقبل بأقل من استعادة فلسطين التاريخية. الإسرائيليون بدورهم لن يقبلوا بدولة فلسطينية يمكن أن تتطور لتصبح خطرا عليهم في المستقبل.

يضاف لذلك الإرث الضخم من الاستخدام والتربّح العربي من القضية الفلسطينية، فالحكومات والنخب العربية، تعتبر هذه القضية فضائها الرحب للتنفيس والتدليس واللعب. وهي لن ترضى بسهولة أن تنام اليوم كي تصحو غدا على واقع مختلف. وسيفعل هؤلاء المستحيل، كما فعلوا حتى الآن، لإبقاء نار القضية الفلسطينية مشتعلا، يجلب لهم الدفء ويطرد عنهم أرواح الديمقراطية والحرية الشريرة.

هل يستحق الفلسطينيون دولة مستقلة؟ بالطبع يستحقون، فهم كانوا، مثل اليهود، على الدوام  موجودين في هذه الأرض المسماة فلسطين. وقد حسم هذه القضية قرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة في عام 1947. أي تقسيم فلسطين بين سكانها العرب وسكانها اليهود، بعدما استحال التعايش بين الطرفين. وهو القرار الذي رفضه العرب والفلسطينيون بالثلاث للأسف الشديد.

لا جدال إذا في حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. لكن الجدال هو حول مضمون هذه الدولة وهدفها النهائي. إذا كان الفلسطينيون يريدون دولتهم كخطوة أولى على طريق إزالة دولة إسرائيل، فعليهم أن ينسوا الموضوع برمته. إذا أرادوها دولة يعشش فيها الفساد وتحكم بأساليب التسلط والاستبداد، وتكون مصدرا للقلاقل والأزمات، فلن يجدوا من يرغب في دعمهم أو مساعدتهم.

أما إذا كانت الدولة الفلسطينية القادمة، دولة ديمقراطية تتعايش بسلام ووئام مع كافة جيرانها، وضمنهم إسرائيل، وتعمل على رفعة وازدهار الشعب الفلسطيني، فهي ستكون محل ترحيب الجميع وستنال عطف ودعم المجتمع الدولي.

لكن يبدو أن  الزمن لم ينضج بعد  لقبول العرب والفلسطينيين بمثل هذه الدولة. كما لم يصل التفكير السياسي العربي بعد إلى حد التخلي عن أحد أكبر أوهامه في العصر الحديث.

ولذلك لا يمكن أن يكون انتخاب محمود عباس في أفضل الأحوال سوى خطوة في إطار الحراك السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قد يوفر بعض الهدوء وقد يمهد الطريق للتفاوض، لكن قد يحصل العكس أيضا، إذا أصر مسلحو حماس والجهاد وانتحاريو التنظيمين الإرهابيين على تفجير الوضع، بالتعاون الموضوعي مع بعض المتطرفين الإسرائيليين. 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها