الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

أوروبا تنام مع الشيطان

 

 

 نوفمبر ‏2004‏‏

 

 

 

عمران سلمان

في الحرب على الإرهاب لا يوجد متفرجون. إما إرهابيون ومن يدافعون عنهم أو ضحاياهم أو المقاتلون ضد الإرهاب. هذا هو المنطق السليم للأمور. لكن للأسف ليس هذا هو الحال في عالم اليوم. في أوروبا توجد قارة كاملة، تتفرج على الإرهاب. السلطات الأوروبية، لا تزال تعيش وهم الأمن الكاذب المتأتي من خرافة إيثار السلامة عن طريق عدم المواجهة.

أوروبا تتصرف اليوم بمنطق النعامة، التي تخفي رأسها في الرمال، اعتقادا منها بأن عدوها لا يراها ولا تعرف أن امتناع هذا العدو عن الفتك بها حتى الآن، ليس زهدا منه أو ورعا أو تعففا وإنما هو ينتظر ساعة يستقوي فيها ويشتد ساعده كي يفرض عليها، ما يريد و بالقوة.

اغتيال المخرج الهولندي ثيو فان جوخ على يد إرهابي إسلامي هولندي من أصل مغربي، كان إشارة تذكرة فحسب، لما ينتظر أوروبا التي قررت أن تنام تحت سقف واحد مع الشيطان.

والمشكلة لم تعد فحسب في وجود أعداد كبيرة من الإرهابيين الإسلاميين الذين يجوبون البلدان الأوروبية، بكل حرية و اطمئنان. المشكلة هي أن القسم الأكبر من الجاليات الإسلامية في أوروبا البالغ عددها أكثر من 40 مليون مسلم، باتت تميل إلى الفكر المتطرف. فالمنظمات المتأثرة بأيديولوجية بعض التنظيمات الإسلامية تنشط بشكل واسع في أوروبا عبر مساجد لا تخضع لرقابة السلطات المحلية، ويشكل الشباب الذين يحضرون الدروس الدينية في تلك المساجد مستودعًا للمتفجرات، بسبب تجنيد عدد منهم للقيام بعمليات إرهابية تحت شعار الأخوة والمصير المشترك.

وتظهر قضية العضوة في مجلس الشيوخ البلجيكي ميمونة بوصقلة، وهي من أصل مغربي، الوضع المتردي الذي وصل إليه حال هؤلاء. فقد تعرضت بوصقله للاعتداء من جانب فتيات مسلمات وللتهديد بالذبح، بعد أن اتهمت بعض المساجد بالتطرف وانتقدت الجالية المسلمة هناك لعدم إبداء أي رد فعل  ضد اغتيال المخرج الهولندي.

لكن هذا فقط قمة جبل الجليد كما يقال. أما قاعدته فهي تمتد باتساع أوروبا، التي تزخر بالخلايا الإرهابية النائمة، في ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا وفرنسا وهولندا، والنمسا وبلجيكا وغيرها، ولن يطول الوقت بأوروبا قبل أن تصحو على واقع حرب دينية جديدة أو تتحول كما يقول المؤرخ الأميركي برنارد لويس إلى دول إسلامية بنهاية هذا القرن، إن لم تبادر إلى مواجهة الطوفان القادم من الشرق.  

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها