الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

أي خير ينتظره الناس من هذه الأمة!

 

 

 11 نوفمبر 2004

 

 

 

 عمران سلمان

يحار المرء في تفسير كيف يمكن لأمة بأكملها أن تنحدر إلى مستوى تأييد القتلة والمجرمين وممتهني الذبح والخطف. إنهم يصفون مدينة الفلوجة في العراق بالمقاومة والبطولة والفداء ورمز الأمة، ولم يستوقفهم ما ارتكبه مسلحوها من أعمال بربرية وهمجية يندى لها جبين الإنسانية.

بل لم يستوقفهم عثور القوات الأميركية مؤخرا على المنازل (أو المسالخ البشرية) التي كانت تتم فيها عملية ذبح الرهائن، جنبا إلى جانب مع أدوات الذبح ولوازم الطقوس التي ترافق تلك العمليات.

كيف يمكن لأمة أن تصل إلى هذا الدرك؟ وأي نموذج يقدمه هؤلاء لأنفسهم أو للبشرية.

فالمسألة لم تعد مقاومة احتلال أو محاولة تحصيل قسم من كعكة السلطة في العراق لطائفة السنة، بقدر ما أصبحت ارتدادا كاملا نحو الهمجية والعدمية والوضاعة.

لست أفهم إلى أي جنس ينتمي هؤلاء ومن أين خرجت هذه الشياطين الآدمية إلى الوجود؟

هل المنطقة العربية الأولى من نوعها التي تتعرض لاضطرابات سياسية، أو تفد إليها القوات الأجنبية، أو تشهد حروبا؟

ثلثا بلدان العالم تقريبا تعرضت، بشكل أو بآخر، وفي وقت أو آخر، لما نتعرض له اليوم.  لكننا لم نر في أي  مكان آخر ما نراه في العراق؛ عصابات تجردت من أي  نزعة إنسانية، تساندها وتؤيد أعمالها وتدافع عنها، أمة بأكملها!

هؤلاء يجزعون ويفزعون لقصف مسجد مهجور في الفلوجة لجأ إليه الإرهابيون أو خزنوا فيه السلاح والمتفجرات، ولم تحركهم السيارات المفخخة التي ما انفكت تنفجر وسط الأحياء وفي الشوارع المزدحمة في المدن العراقية، موقعة عشرات الضحايا بين النساء والأطفال.

يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لأن الحكومة العراقية والقوات الأميركية تحركت (بعد تردد طويل) لشل أيدي هؤلاء الإرهابيين وقطع دابرهم، ولا يحركهم نحر البشر أمام عدسات الكاميرات.

يقولون إن العالم يضطهدهم ويتآمر ضدهم، ولكنهم هم الذين يتآمرون على الإنسانية، ويستمتعون بالخراب وسفك الدماء.

وما دفاعهم المستميت عن الفلوجة، إلا دفاع عن الإرهابيين والقتلة، دفاع يستهدف إطلاق  يد الجزارين والسفاحين لقتل المزيد من العراقيين. وإذا كانت هذه خير أمة أخرجت للناس كما يقولون، فأي شر ينتظر باقي العالم!  

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها