عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

ابيض اسود

بقلم: نبيل م السويد

اود عبر هذه المقالة المتواضعة ان اوضح كيف اتصور الازمة التي نعانيها كشعب في زمن اختلط فيه الابيض

 بالاسود ، وفي وقت نحن بامس الحاجة الواحد منا للاخر للتكاتف ونبذ الخلافات والانقسامات لكي نستطيع المحافظة على وجودنا المهدد بالزوال والضياع ، لاننا مشتتين في بقاع الارض بافواج صغيرة غير منظمة بين امم كبيرة ذان حضارة ذات حضارات عريقة

في هذا الزمن الصعب المعقد ، كان واجبا علينا جمع شملنا وطاقاتنا كلها للمحافظة على عاداتنا وتقاليدنا ولغتنا ، حتى نستطيع ولو باقل الخسائر ، المحافظة على الجيل القادم من شبيبتنا واطفالنا الذين هم بأمس الحاجه لكل عمل يساهم في توجيههم نحو الطريق الصحيح ، ضمن مؤسسات شعبنا الثقافية والرياضية والاجتماعية

ورغم قيام بعض المؤسسات ببعض النشاطات المحدودة كتدريس اللغة وتكوين الفرق الموسيقية والفلكلورية  ان هذه النشاطات مع الاسف لم تتطور بالشكل المطلوب بل ان الكثير منها توقف تماما ، كتدريس اللغة التي هي مهمة جدا رغم اهمية النشاطات الاخرى طبعا

ان الانشقاقات التي حصلت بين ابناء شعبنا ، وعدم ايجاد الحلول السريعة لها كان لها انعكاسات خطيرة نحو تطوير مؤسساتنا وكانت سببا كافيا لشل قدرات وطاقات الكثيرين من ابناء شعبنا المندفعين باخلاص لتقديم كل عمل يساهم في تطوير حركة العمل الهادف المنظم لتوجيه شعبنا نحو الطريق الصحيح

وهكذا كان لتلك الانقسامات انعكاساتها الخطيرة حتى ضمن المؤسسة الواحدة حيث جعلت منا فرق متصارعة تسببت في وقف كل النشاطات في اغلب الاندية

نعم لقد أصبنا بداء دوائه بعيد المنال ، حامليه لايريدون لأحد منا الشفاء ، اصبحت ايادينا مكبلة بقيود يحمل مفاتيحها الاعداء، ونحن نعلم كل ذلك ولا نستطيع عمل شئ لأننا وللاسف جهلاء

الذنب ليس ذنب الشعب بل ذنب المثقفين واصحاب القرارات الذين يعلمون ما هو الحل للخلاص ولا يمدون اياديهم لمساعدة ابناء شعبهم بل يقفون متفرجين غير مبالين كأن ما يجري لا يخصهم

ورغم كل ما يحصل مازلنا نقول اننا أبناء أمة عريقة ، احفاد جبابرة وعباقرة اتحفوا العالم بالعلم والمعرفة

نحلم احلام قديمة ونعيش في زمن قديم ابيض اسود ناسين المستقبل بينما الاخرين يعيشون زمن الالوان ويغزون الفضاء

تشتتنا في كل بقاع الارض تهنا ماوراء البحار ، ضاع الشباب ونسينا لغة وتاريخ الاجدرد ، قلوبنا اصبحت سوداء ورغم هذا نحمل اعلاما بيضاء مزينة بالوان حمراء وزرقاء وصفراء

نبني الكنائس ونحن خطاة واذا حاول احدنا الاقتراب من الاخر نكون كالقنابل الموقوتة تنفجر بنا ساعة تشاء

فتحنا الابواب امام كل ما هب ودب ، احتلوا الصدارة باعوا انفسهم للشيطان ، الذين كانوا وما زالوا سبب كل البلاء

والاندية التي تم تأسيسها لأجل المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا اصبحت مقاهي للعب الورق وشرب العرق

والباقون في الوطن حقائبهم جاهزة ينتظرون دورهم لركوب الطائرات يحملون جوازات سفر مكتوب عليها عبارة واضحة وصريحة تقول ، حامل هذا الجواز يجوز له المغادرة ، ولا يحق له العودة مرة اخرى الى هذا الوطن؟؟؟؟؟؟؟؟

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها