الرقص قبل وبعد الانتخابات
بقلم: نبيل م
السويد
في كل
المناسبات في الافراح والاتراح ترى ابناء شعبنا يطبلون ويزمرون ويرقصون ،
قبل الانتخابات ذهبت الى القاعة التي كان يتم فيها تسجيل الاسماء من اجل
الحصول على بطاقة بموجبها يستطيع حاملها ان يدلي بصوته .
كانت هناك
مجموعة من ابناء شعبنا قدموا من بعض المدن الى مدينة يوتبوري يرقصون
ويطبلون ويزمرون سألت لبعضهم ما الداعي للرقص ، اجابوا اننا سعداء لاننا
سندلي باصواتنا وهذه هي المرة الاولى بعد سنوات كثيرة نشارك من اجل انتجاب
حكومة للعراق الجديد، وكذلك من اجل اسماع صوتنا للعالم اننا ما زلنا احياء
والعراق هو وطننا وارض ابائنا واجدادننا العظماء .
بعد سماعي هذا
الجواب تحمست انا ايضا وامسكت باياديهم ورقصنا جميعا والحاضرين كلهم كانوا
سعداء مسرورين يصفقون لنا.
بعد اسبوع من
ذلك اليوم التاريخي الجميل وبعد فرز الاصوات وحصل كما تعلمون ما حصل ويبدو
ان قوائمنا خسرت المعركة ، لان احزابنا ( الرب يحميهم ) كانوا منقسمين وغير
متحدين ، وتم تجاهل او التلاعب من قيبل البعض بعدم ايصال الصناديق الى
نينوى وقراها .
ليس هذا فقد
فأن الكثيرين من ابناء شعبنا الموجودين في امريكا واوربا واستراليا وحتى في
العراق لم يدلوا باصواتهم لان احزابنا كانت منشغلة بمشاكلها الداخلية وكل
طرف يهاجم الطرف الاخر ويتهمه بالعمالة والخيانة وكانت بعيدة جدا عن شعبنا
.
اذا كانت هناك
بعض الاحزاب فعلا تهمها مصلحة الشعب بالدرجة الاولى ، كان الواجب عليها ان
تطلب من ابناء شعبها التظاهر او الضغط على الاحزاب التي لا تريد الاتحاد او
العمل معا للمصلحة العامة ولو كان هناك القليل من التنسيق بين الاحزاب لما
كانت هناك مشكلة رغم وجود عدد من القوائم .
هناك بعض
الاحزاب مع الاسف تعتبر نفسها الوحيدة التي يحق لها التكلم باسم هذه الامة
تعتبر نفسها الوحيدة التي تحمي وتحافظ على مصالحه وانها اقدم الاحزاب لها
نضال عمره عشرات السنين وكل من ياتي بعدها حزبا كان ام اشخاص يجب ان يكونوا
تابعين لها وعدم الخروج عن خطوطها الحمراء ، وطبعا هذا خطئ لان الاحزاب
الجديدة استطاعت كسب ودعم شعبنا رغم انها احزاب جديدة عمرها لا يتعدى
السنوات القليلة لكنها خرجت بافكار جديدة وطورت نفسها وواكبت العصر
والمتطلبات الجديدة لابل انها حققت ما كان يطالب به الشعب وبرهنت لهم انها
البديل المتجدد وترجمت اقوالها الى افعال مما جعل الغالبية تسير ورائها
وتثق بكل ما تقول
اما مشكلة
الاحزاب القديمة رغم ان لها نضال وفضل بتوعية شعبنا وفتح الاندية
والاتحادات الا انها لم تستطع تطوير عملها لا بل بقيت تراوح مكانها ووقعت
باخطاء كثيرة لانها كانت تعد بالكثير لكن دون تنفيذ وهكذا فقدت المصداقية
وكذلك الكثير من اعضاءها ومناصرينا .
لو كانت
احزابنا غير منقسمة وعندها القليل من التنسيق فيما بينها لما حصل ما حصل في
انتخابات العراق ولما تجرء احد كرديا كان او عربيا على تهميش دورنا في
العراق الجديد ، المهم رغم كل ما حصل ورغم الخسارة الكبيرة التي لحقت بنا
في الانتخابات ورغم عدم مشاركة الكثير من ابناء شعبنا في الانتخابات لب
شعبنا نداء
الاحزاب التي
طلبت من الشعب التظاهر والاحتجاج ولب الشعب النداء ، فخرجت اعداد
كبيرة منه في الكثير من مدن العالم وحتى في بغداد تظاهر شعبنا احتجاجا على
ما حصل .
في ستوكهولم
عاصمة المملكة السويدية خرج المئات من شعبنا الكلدو
و
السرياني
و اشوري
رفعوا الاعلام وهتفوا باصواتهم مطالبين حكومة السويد بالتدخل لمعرفة مسببي
هذه الجريمة البشعة بحق شعبنا وهي عدم ايصال الصناديق الى نينوى عاصمة
الامبراطورية الاشورية القديمة .
في هذه
المناسبة الحزينة ايضا قامت مجموعة من الشباب بالرقص والتطبيل والتزمير
لدرجة ان الكثيرين من السويديين اعتقدوا اننا انتصرنا في العراق ، سالت
البعض عن سبب الرقص في هذه المناسبة الحزينة ، لم يجاوبني احد والغريب انهم
كانوا نفس الاشخاص الذين رقصوا قبل الانتخابات في مدينة يوتبوري .
|