الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

باحث وكاتب سوري نبيل فياضمقالات سابقة للكاتب

باحث وكاتب سوري نبيل فياض

 


لن نقبّل يد الخميني يا .. وزير الإعلام!!!

 نبيل فياض، 13 سبتمبر 2004

.. ولمن لا يعلم، فإن وزير الإعلام السوري، أحمد الحسن، كان أوّل سفير لسوريّا في إيران الملالي، بزعامة أكبر إرهابيي القرن العشرين، الخميني! ولمن لا يعلم أيضاً، فقد نُقل إليّ، ممّن ينتمون إلى عشيرة وزيرنا العشائري "بلا منازع"، أنّه كان السفير الأوحد الذي يقبّل يد إمام الإرهاب الأشهر!

إنّ أسوأ أصناف السوريين هو العلوي أو السنّي أو الإسماعيلي عندما يتخمخم [من خميني]! وفي ظل شيوع المعارف الذي يشهده عالمنا اليوم، فإن أحداً من الذين كان يطلق عليهم "باطنيّون" [يُقصد بذلك عموماً الطوائف التي أعطت العقل دوراً رائداً: أي، الدروز والعلويوّن والإسماعيليوّن]، لم يعودوا باطنيين إطلاقاً؛ خاصّة إذا ما عرفنا أن "كتاب الحكمة" الدرزي، الذي اعتبر لفترة أكثر الكتب باطنيّة، صار في متناول الجميع، ليس دون موافقة ضمنيّة درزيّة! من هنا، ففي اعتقادنا أنّ الطائفة الوحيدة الباطنيّة الباقية في العالم هي تلك الإثناعشريّة الخمخميّة، وكل من تبعها بإحسان إلى يوم الدين!

ورغم أننا لم نصدّق قط أية دعوى صادرة عن تلك الأصناف الباطنيّة الخمخميّة، فنحن لا نستطيع فهم تلك التغييرات الجذريّة في الإعلام السوري، بعد اعتلاء وزيرنا اللاطائفي صهوة جواد تلك المؤسّسة الديماغوغيّة منذ أيام المرحوم أحمد اسكندر، وانحدارها أكثر، على طريقّة الصدّام قبل عمليّة تحرير العراق، نحو التخمخم، حتى أسميناها تكيّة الوزارات ووزارة التكايا، إلاّ في ضوء القبل المقدّسة إياها!

.. ولأننا نعيش هذه الأيام في سوريّا عرساً [بلا مأذون] ديمقراطيّاً تحسدنا عليه السويد والدانمارك وميكرونيزيا، وتتقاطر إلينا الوفود من النرويج وهولندا وأندورا ده لا فيلا لدراسة هذا العرس وإمكانيّة نقله، مع الإسكي، إلى بلدانهم الأصليّة؛ فقد أضحى أقل من عادي أن يقول كلّ مواطن، وزيراً كان أم رقاصة، ما عنده، أعجب ذلك الدولة أم لم يعجبها! ولأننا في سوريّا، ضمن أعرافنا غير المعقلنة المتوارثة منذ أيام المرحوم أمين الحافظ واللامرحوم أحمد أبو صالح [عندما كنّا صغاراً، كنّا نهتز بفيروس الوطنيّة ونحن نسمع مطربتنا البعثيّة تصدح:

عربيّة عاشت مطهّرة         تاريخها بدمائها كتبَ

ثم اكتشفنا؛ يا للهول!!!، بعد أن كبرنا وأُشفينا من فيروس الوطنيّة البغيض، أنّ العربيّة المطهّرة [ليس عند الصفّوري] ذات التاريخ الدموي، كانت تمضي لياليها في شقّة أخينا البعثي، أحمد أبو صالح، باعتبار أن زوجته أجنبيّة  و"سبور" جدّاً، مع رئيسنا ورئيسه السابق، بحمد الله، أمين الحافظ] نعتبر أنّ الكرسي قطاع خاص لمن يُجلس عليه، فهذا الكرسي اللامؤسّساتي، كالحرباء تماماً، يأخذ لون المؤخّرة التي تدفئه! وهكذا، فوزارة الثقافة السوريّة، زمن الدكتورة نجاح العطّار، كانت مركز ثقل أيديولوجي-خطابي-تعبوي، ينافس أعتى الوزارات المختصّة بهذا النوع من المهام، لتتحوّل بعدها إلى ما يشبه بانسيون "الأشراف" في فيلم نساء الليل، لتُصاب بعد ذلك بالجلطة الدماغيّة، فلا وزارة ولا من يوزّرون! وزارة الإعلام، بالمقابل، لا تختلف كثيراً عن شقيقتها الثقافة، وبالتالي فهي تتلبّس سمة من يقعد عليها، أو يقعدها في حضنه! وحتى لا ندخل في تاريخها الطويل الممل الذي لا يستأهل التعب، خاصّة وأن مطلق دولة تمتلك الحدّ الأدنى من الفهم الحضاري للشأن الديمقراطي لا بدّ أن تقفل مؤسّسة كهذه وترمي بمفتاحها في اليم العباب، فإنّ آخر التطوّرات الطارئة على وزارتنا الحكيمة كرونولوجيّاً هي التحوزن المتخمخم: بمعنى تحوّلها إلى رأس معمم بالسواد وشفاه لا همّ لها غير تقبيل ما تصل إليه من هذا الآية لله أو ذاك! وهذا شأنها! فكلّ وزير حرّ بوزارته! ما شأننا نحن؟ قد يقول أصحاب الألسن الطويلة إن وزارة الإعلام تعمل بالضرائب غير القليلة المستوفاة من عرق الشعب؛ لذلك لا بدّ أن يكون للشعب رأيه في آلية عملها! لكننا كأشخاص عشنا على الدوام على هامش الهامش، لا يهمنّا إطلاقاً إن صارت وزارة الإعلام حوزة خمخميّة، أو حوّلت منصّة صواريخ كلاميّة للصمود والتصدّي، أو أضحت كباريهاً للنهضة والتقدّم: شريطة أن لا تسحبنا من أنفنا وتجبرنا على تقبيل ما تطاله شفاهنا من جسد الخميني الطاهر للغاية! لكن ما حصل في الأيام الأخيرة أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الوزارة سيئة السمعة لم تكتف فقط بأن حوّلت ذاتها إلى منتجع خمخمي نجمة ونص يسوّق كلّ من يمشي ورأسه إلى الوراء، وأثبتت بالتالي مقولتنا المكرّرة عن التحالف الأصولي البعثي، وهذا شأنها، بل أخذت قراراً بمحاربة كلّ من هو غير بعثي أو خمخمي، عبر استخدام ما تحت أيديها [وغير أيديها] من سلطات لم نعتد من قبل أن نسأل: من أين لك هذا؟ فبعد أن فشل وزير الإعلام في الإساءة إلينا عبر القنوات التقليديّة، استكتب أحد هواة الشهرة، من الذين لم يتركوا شخصيّة لامعة ثقافيّاً إلاّ وهاجموها طلباً للوصول مع أنه تجاوز كثيراً سن اليأس، ليشنّ علينا هجوماً قذراً لم يسبق للساحة الثقافيّة السوريّة أن عرفت مثله في كل المعارك التي دارت فيها! ونوعيّة الهجوم المشن، الذي لا يخرج بأية حال في مفرداته عن ذلك المستخدم في ساحة المرجة الدمشقيّة أو القرى المتخمخمة في سوريّا، تظهر دون ريب النوع الأخلاقي لذلك الصنف من البشر الذي أطاحنا حظّنا التعيس في هاويته الإعلاميّة! وسوف لن نناقش الآن تلك المفردات البذيئة كي لا نجرح مشاعر القرّاء من جهة، خاصّة حين يتعرّض متخمخم باطني قميء "لا يعرف أحد قرعة الذي خلّفه من أين"، لنا كأسرة ونساء وأهل؛ ولأننا نأمل من القضاء السوري، رغم وجود وزير عدل ألمعي على رأسه، أن يردّ لنا شيئاً من حقوقنا المهدورة على باب أحمد الحسن، من جهة أخرى!

إنّ هذا العمل الذي أُخرج بالتعاون بين الخمينيين، وزير الإعلام الذي يضع بصمة وزارته العتيدة على سلّة الزبالة تلك [صديق علوي سوري أصيل، قال لي في معرض ردّه على الكتاب الذي ارتأينا أن لا ينشر – الردّ طبعاً - كي لا يعرف بالكتاب أحد، إن هذه التحفة كلّها مؤخرة، فهو العمل الأول الذي لا مقدّمة فيه ولا وسط ولا..]، وأحد الكويتبين من ركام الشيوعيّة المتخمخمة، يوضح دون لبس عمق التناقض الأخلاقي الذي تعيشه تلك الفئة الباطنيّة الخمخميّة سيئة السمعة! فهل يُعقل أن يُسمح لشخص، فقط لانتمائه الخمخمي العشائري، بأن يردّ على كتاب لنا لم توزع منه نسخة في سوريّا، وفق حدود علمنا، لأن اسمنا المزعج للبعثيين والخمخميين يصيب أحمد ضرغام، دكتاتور الثقافة السوري، بأليرجي حادّة عند رؤيته؟ نحن نعلن على رؤوس الأشهاد أننا ليبراليّون محبّون للغرب، نتبنى دون خجل القيم الغربيّة، الأمريكيّة بشكل خاص؛ فهل الردّ على هذا يكون بالزعم أني لا أمانع أن تحترف أختي أو زوجتي الدعارة؟ نحن نعلن بالألم نشرح أننا نعمل بهدي شريعة حقوق الإنسان، كما أقرّتها الأمم المتحدة، دون شطب خمخمي أو متبعث، فهل هذا يستتبع أن نرمى بكلّ تلك الأوصاف البذيئة التي لا تستعملها غير طبقة معينة معروف أن لا علاقة لها بالكتابة ولا بالثقافة؟ نحن لا نخجل من الاعتراف بأن اليهودي الليبرالي أقرب إلينا بما لا يقارن من أي خمخمي أو متبعث، من الذين يقتلون الناس في أوسيتيا أو الفلوجة أو الشيشان أو السعوديّة أو.. إيران؛ فهل يستدعي هذا رمينا بكل تلك الألفاظ التخوينيّة والسوقيّة؟ وإذا كنّا بالفعل، بنظر وزير إعلامنا وكويتبه، يهوداً وصهاينة، لا همّ لنا غير تسويق الفكر المعادي في وطن التقدّم والاشتراكيّة، بلا زغرة: فلماذا لا يقدّمان ما بحوزتهما من وثائق "دامغة" للمسئولين إياهم، وهكذا يتمّ القبض علينا ويستريحون منّا، هم وحلفاؤهم من أبي مصعب الزرقاوي حتى آخر طالباني في أفغانستان وخمخمي في إيران؟ إذا لم يكن ذلك صحيحاً، فمن حقّنا أن نطالب، وعلى أعلى المستويات، بردّ اعتباري ليس أقله وضع حدّ لهذا التيار الخمخمي الذي ينخر البلد تحت رايات مهترئة!

كلمة أخيرة أحرص على همسها في أذن الوزير وكويتبه: إذا كنتما تعتقدان أن شتمنا والدفاع عن البوطي بخمخميّة باطنيّة لا يشق لها غبار يمكن أن يحذف تكفيركما من كليّة الشريعة: فأنتما مخطئان! ومن جرّب المجرّب.. .. ..!

نبيل فيّاض

ملاحظة:

اطرف ما في هذا الكتاب التحفة، سعي مدبجّه الدؤوب، وهو المعروف بأنه من أصحاب دعاء صنمي قريش الأشهر، إلى الحصول على شهادة حسن سلوك سنيّة، عبر التبخير غير المسبوق لخليفتنا الثاني، عمر بن الخطّاب وأم المؤمنين السيّدة عائشة بنت أبي بكر الصدّيق رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم – آسف على باطنيتي الوقحة، لكني لم أستطع إلا التأثر بهذا الجو المخمخم!

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها