الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

 

 

بقلم مالِك مِسْلِماني

tammuzm@lycos.com


     متاعب في بيتِ محمّدٍ ـ قراءَة في سُورةِ التَّحريم

Troubles in Muhammad's House – Reading on Surah 66 (At- Tahrim)   

   

يعالج القرآن في المرحلة اليثربية جملة من القضايا الاجتماعية والسياسية. وإذا ما كان القرآن المدني يعبر عن المستجدات في حياة الجماعة الإسلامية بعد الهجرة إلى يثربَ؛ فإن من التبدلات الكبيرة والخطيرة هو التحول الكبير في حياة محمدٍ ـ مؤسس الإسلام، وقائد الحركة الإسلامية ـ في يثرب، وذلك بانتقاله من الزواج الأحادي إلى تعدد الزوجات؛ فبعد وفاة خديجة ـ رفيقة دربه الأولى في مكة، والنقلة الكبيرة في حياته جرّاء الهجرة إلى يثرب؛ وفيما بعد بسبب عمليات الغزو التي قام بها المسلمون انطلاقاً من يثرب في أرجاء الجزيرة العربية، والتي وفرت غنائم كبيرة للحركة الإسلامية، وكان لمحمدٍ نصيب منها؛ فإنَّ محمداً استفاد من هذه الأموال للزواج من نساء عديدات. وقد نشأ عن تعدد زوجاته مجموعة تداعيات، والتي نجد لها أصداء في سور قرآنية مختلفة، وسنتناول في مادتنا الحالية قصة خلاف تفجر بين محمدٍ ونسائه كما أشارت إليه سورة التحريم. وكانت عائشة وحفصة بطلتي هذا الشجار العائلي، اللتين وجهت إليهما السورةُ نقداً حاداً جرّاء مؤامراتهما على محمدٍ.

إن موضوع السورة، الذي يعالج النزاع بين محمدٍ وزوجاته، والناشئ عن تعدد الزوجات، يجعلها مدرجةً ضمن سور الحقبة اليثربية. أما تاريخها الدقيق فيصعب تحديده؛ لكننا سنحاول في ختام مادتنا الحالية أن نعين تاريخاً تقريبياً لها. وترتيبها في القرآن الحالي هو (66)، وهي مؤلَّفة من (12) آيةً. وتُعرف في مصادر التفسير باسم سورة النبي.[1] 

        تبدأ السورة بتوجيه تساؤل استنكاري لمحمدٍ عن قراره التزام تحريم ما هو حُلّ له إرضاءً لزوجاته، فتقول: } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ! لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ؟ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ. وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ { (1).

إنّ الروايات التي لدينا حول سبب تحريم محمدٍ على نفسه ما يحل له، إرضاءً لزوجاته تتوزع على قصتين مختلفتي التفاصيل. وهذا ما سنتناوله في الصفحات التالية: 

القصَّة الأولى 

        تقول القصة الأولى لهذا الحدث، بأن محمداً كان يوزع أيامه بين نسائه، فلما كان يوم حفصة، ذهبت حفصة في زيارة لأبيها عمر بن الخطاب، وعندها أرسل محمدٌ يطلب جاريته مارية القبطية، وجالسها في بيت حفصة، ولم تمضي إلا برهة حتى مارس الجنس معها، فلمّا رجعت حفصة ووجدت الباب مغلقاً، جلست عند الباب؛ ليخرج بعدها محمدٌ (( ووجهه يقطر عرقاً، وحفصة تبكي )) ؛ وعندما سألها عن سبب بكائها؛ فإنَّها أجابت قائلةً له بأنه سمح لها بزيارة والدها من أجل أن يواقع مارية في بيتها، وفي يومها. وقد وجهت لمحمدٍ نقداً لاذعاً بأنه لم يحفظ كرامتها، قائلة له: (( أما رأيت لي حرمةً وحقاً؟ )) ، ثم أضافت بأنه ما كان سيتصرف بهذه الطريقة مع نسائه الأخرييات، ويبدو أنها كانت تشير إلى عائشة. ولكي يحففّ محمد من حدة غضبها قال لها: (( أليست هي جاريتي أحلها الله لي؟ اسكتي فهي حرام علي؛ ألتمس بذاك رضاك، فلا تخبري بهذا امرأة منهنّ )) .[2]

        وتوضح بعض الروايات أن حفصة ذهبت في حاجة، فاستغل محمد غيابها حيث قام بمقاربة مارية؛ فلما جاءت حفصة، وأدركت ما جرى في غيابها، فإن غضبها كان شديداً، ووجهت لوماً لمحمد على فعلته في يومها، وفي بيتها، (( فاستحيا رسول الله منها، فقال: كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبداً )) .[3] وعلينا أن نشير إلى أن ثمة تفصيلاً يقول بأن حفصة دخلت على محمدٍ في بيتها، و (( هو يطأ مارية )) .[4] وحسب رواية أخرى، فإن محمداً دخل بيت حفصة، التي كانت متغيبة عنه، فجاءته مارية، وعندها (( ألقى عليها ستراً )) ؛ فجاءت حفصة وقعدت على الباب، فلما انتهى محمدٌ، قالت: (( واللَّه لقد سُئْتَنِي، جامعتها في بيتي )) .[5] وهاتان الروايتان تؤكدان بصيغتهما أن حفصة رأت الفعل الجنس، ويبدو أن هذا ما زاد من حدة غضبها. ولا نستبعد أن تكون حفصة قد توجهت إلى الغرفة المجاورة وحيث كانت تقيم عائشة، فاستدعتها لتشهد ما يحصل، ولتقومان كلتاهما بمحاصرة محمدٍ، ذلك أن الرواية الثالثة تقول بأن عائشة وحفصة أطلعتا على محمد وهو مع مارية؛ فأعلن محمد تحريمها على نفسه.[6] وتضمر هذه الرواية أن عاشة وحفصة رأتا محمداً متلبساً بممارسة الجنس.

        ثمة تفاصيل مختلفة بعض الشيء في الروايات، والتي تقول بأنَّ حفصة كانت في بيت أبيها عمر، وكان يوم عائشة، فلما رجعت إلى بيتها وجدت الباب موصداً على محمدٍ ومارية، فانتظرت والغيرة تأكلها، فلما قام محمد بتوديع مارية إلى الباب، دخلت حفصة، وقالت: (( قد رأيت من كان عندك, واللَّه لقد سُئْتَنِي )) ، فأجابها محمدٌ: (( إنّي أُشْهِدُكِ أنّ سُرّيّتِي هَذِهِ عَليّ حَرَامٌ رِضاً لكِ )) . وعندها ذهبت حفصة إلى عائشة وأخبرتها الحكاية.[7]

        ما يلفت النظر هنا، إن محمداً في هذه الروايات التي تقول بأنه قام بممارسة الجنس مع مارية في يوم عائشة، كان يلحف بالمسألة على حفصة عدم إخبار عائشة؛[8] ويبدو أن هذا الطلب يعبر عن خشية فعلية منها.

        بعض الروايات أرادت أن تخفف المشهد، فقالت بأن محمداً مارس الجنس مع مارية في يوم عائشة فحسب، بيد أن حفصة علمت بالواقعة، فلما علم محمدٌ بذلك، طلب كتمان القضية، بيد أن حفصة أخبرت عائشة؛ وإلى هذا يشير النص: } وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً { (3).[9]

        على أي حال، ما إن خرج محمدٌ من بيت حفصة حتى أوصلت الخبر إلى عائشة، حليفتها القوية، وأنبأتها بإعلان محمدٍ تحريم مارية على نفسه، وأضافت: (( إن اللَّهَ قد أراحنا منها )) .[10]

من جهتنا نقدّر أن محمداً لم يعلن تحريمه مارية على نفسه فوراً، بل لا بدّ أنه تعرض لضغط معنوي كبير من جانب عائشة وحفصة؛[11] اللتين كانتا تتمتعان بنفوذ كبير وخطير عليه، وذلك لأهمية أبويهما في الحركة الإسلامية؛ ولحقيقة أن محمداً قد اقترن بهما من أجل أن يعزز العلاقة بينه وبين أبي بكر: والد عائشة، وعمر بن الخطاب: والد حفصة.

كانت هاتان السيدتان من النفوذ بحيث أن بعض الروايات تقول بأن عائشة هي التي علمت بمواقعة محمد مارية في يوم حفصة، وإن محمداً شعر بالقلق من أن تعلم حفصة بالأمر، فطلب من عائشة كتمان القصة عن حفصة، بيد أنها أفشت إليها سر محمدٍ.[12] وهذا يؤشر على قوة المرأتين المعنوية على مؤسس الإسلام، وهو مستمد بدون ريب من هيبة أبويهما الكبيرة من جهة، وصلابة شخصيتهما من جهة أخرى.

لقد شعر رواة بالإحراج الذي تسببه هذه الروايات بصدد محمدٍ، فأشاروا إلى القصة بدون تحديد الزوجات، حيث اكتفوا بالقول إن محمداً حرم مارية لأنه جامعها في بيت إحدى نسائه.[13] أما من اشتد به خجله من تصرف نبيه، فإنه لفق قصة طريفة تقول بأن امرأةً أردت أن تهب نفسها لمحمدٍ، فلم يقبلها لأجل أزواجه.[14] 

القصَّة الثانية 

التفسير الثاني لسبب مجيء الآية الأولى من سورة التحريم يقول، ونقلاً عن عائشة، بأنه كان من ديدن محمدٌ بعد صلاة العصر أن يمر على نسائه (( فيدنو منهن )) ، فلما وصل إلى حفصة، بقي عندها أكثر مما كان معتاداً، وبعد أن استعلمت عائشة سبب إطالته، وذلك بأن أرسلت جويرية حبشية لديها تتقصى الأخبار عند حفصة عقب خروج محمدٍ؛[15] فعرفت بأن امرأةًُ أهدت حفصة عكة عسلٍ، فسقت منها محمداً، إذْ كان محمدٌ يحب الحلواء، ويحب العسل.

أثار مكوث محمدٍ لدى حفصة حفيظة عائشة، التي قررت هي ونساء لمحمد الانتقام منه، فأخبرت سودة بذلك، فاتفقت المرأتان على أنه عندما يأتي محمدٌ إلى كل واحدة منهما فستسأله إن كان قد أكل مَغَافِيرَ،[16] وإذا ما نفى فسوف تتعجب من الرائحة السيئة التي تصدر عنه، سيما أن محمداً كان يشعر بإساءة كبيرة أن يتهم بأن رائحة كريهة تصدر عنه. كما قررت المرأتان أنه عندما يخبرهما محمدٌ بأن حفصة قد سقته شربة عسلٍ، فلتقول له بأن هذا العسل من شجر العُرْفُطِ. كما تمكنت عائشة من إقناع صفية بالمشاركة معهما.

        وبالفعل لما جاء محمد بيتَ سودة فإنها قامت بأداء الدور المطلوب؛ وحسب طلب عائشة، وعندما وصل إلى عائشة فإنها نفذت المخطط بدورها، ولما انتقل إلى بيت صفية فإنها قالت له ما اُتفق عليه. وهذا ما يبدو أنه أثار انزعاج وحياء محمدٍ، فلما عاود الكرة مجدداً في اليوم التالي ووصل إلى بيت حفصة، فإنَّها اقترحت عليه شربة العسل، بيد أنه رفض.[17]

        وفي روايات أخرى، نقرأ أن محمداً كان يشرب من شراب عند سودة بنت زمعة من العسل؛ ولهذا كان محمد يزورها في غير يومها رغبةً منه بشرب العسل؛ وهذا ما حرض عائشة وحفصة على التآمر عليه، فلما دخل على عائشة ، قالت: (( إني أجد منك ريحاً )) ، فدخل على حفصة، فقالت: (( إني أجد منك ريحاً )) ، فعلق محمدٌ على كلاهما: (( أراه من شراب شربته عند سودة. واللَّه لا أشربه )) .[18]

        لكن ثمة توضيح أقرب للمعقولية يقول بأن محمداً كان معتاداً على المكوث عند زينبَ بنت جَحْشٍ، وكان يشرب عندها عسلاً، فاتفقت عائشة وحفصة على الادعاء لدى مجيء محمدٍ إليهما بأنهما يجدان منه ريح مغافير. هذا ما دفع محمداَ لأن يتعهد بأنه لن يعود لشرب العسل ثانيةً عند زينب، فجاء القرآن يقول: } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ! لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ؟ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ. وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ { (1).[19]

         لاحظنا أن قصتي مجامعة مارية وشرب العسل مختلفتان كلياً؛ بيد أن القراءة المجملة للسورة، تؤكد أن القضية كانت تتعلق بممارسة محمد الجنس مع مارية في يوم حفصة أو عائشة، وفي غرفة حفصة؛ لسببيْن: أولاً، إن السر الذي عرفه بَعْضِ أَزْوَاج محمدٍ والذي } نَبَّأَتْ بِهِ { (3)، لا يمكن أن يكون قصة العسل، التي كانت مؤامرة جماعية ومكشوفة لجميع نساء محمدٍ؛ وثانياً، يلاحظ سيد قطب في تفسيره أنّ قصة مارية هي أقرب إلى جو نص السَّورة، وما أعقب الحادث من غضب محمدٍ كاد يؤدي إلى طلاق زوجات (( نظراً لدقة الموضوع وشدة حساسيته )) . 

ردة فعل محمدٍ 

إذاً، لقد باحت حفصة بالسر إلى عائشة، فأقلق محمداً أن يذاع هذا النبأ بين الناس.[20] وشعر بشديد الغضب من الأقاويل، وأن تصبح حياته الأسرية مادة للمشنعين عليه، ولإضعاف هيبته، كما أنها قد تعزز دعاية أعدائه. فكان أن أعلن عن نيته طلاق حفصة، وقيل في روايات أخرى أنه طلقها. لقد كان هذا الموقف خطيراً جداً؛ فمن جهة أخرج تفاصيل حياة محمد الحميمة إلى الملإ، وهدد بنفس الوقت وحدة الجماعة الإسلامية، ذلك أن الطرفين المتآمرين عليه كانا عائشة ـ ابنة أبي بكر، أول نصير له، والذي أيد دعوته منذ البداية، والطرف الثاني كانه حفصة، وهي ابنة رجل يحتل مكانة كبيرة ومهمة في الحركة الإسلامية، وهو الشخصية الثالثة في الحركة الإسلامية.

وإذا ما كانت الروايات تختلف ما إنْ كان محمدٌ طلق حفصة أو همَّ بطلاقها؛ فإنها تجمع على أنه قرر اعتزال نساءه. ويشير قرار اعتزاله إلى الأزمة النفسية الحادة التي عصفت به، ويكشف مدى الخزي الذي شعره أمام نسائه.

دام اعتزاله شهراً.[21] ويحددون أن مدة الاعتزال دامت تسعة وعشرين ليلة؛[22] وقد كانت غرفة مارية مكان توحده.[23] فكان يجب لملمة القضية وإيقاف أثارها الخطيرة، وقد استدعت مبادرة من عمر بن الخطاب الذي قام بالتوسط لتوفير مخرج لهذه القضية الكبيرة والخطيرة، لا سيّما مع تزايد الشائعات حول طلاق محمدٍ لنسائه. وقد كان عمر يعي خطورة القضية؛ من جهة، لتأثيرها السلبي على الحركة الإسلامية؛ ومن جهة ثانية، لمشاركة ابنته حفصة كطرف فيها؛ ولهذا فإنه توجه إلى محمدٍ بعد مضي شهر. بيد أن محمداً كاد أن لا يستقبله، وبعد أن دخل عمر إليه سأله إن كان قد طلق نساءَه حقاً، بيد أن محمداً نفى؛ وهذا ما أثلج قلب عمر.

بعد نجاح مساعي عمر للتوسط؛ فإنه كان على محمدٍ أن يجد مخرجاً مناسباً لتراجعه عن طلاق حفصة، فقال بأن السماء تدخلت من أجل التوسط بشأن حفصة، فقيل إن جبريل أمره بإرجاع حفصة لأنها صوّامة قوّامة، وإنها لمن نسائه في الجنة.[24]

وكان على عمر أن يضع الترياق على جرح محمدٍ النفسي النازف، فقال بشأن حفصة: (( لئن أمرني رسول اللّه بضرب عنقها لأضربن عنقها )) ؛[25] كما أنه توجه إليها ونبها إلى حقيقة التوزان الدقيق الذي يحكم علاقة شخصيات الحركة الإسلامية، وإن زواج محمدٍ منها يأتي في سياق توطيد علاقات أفراد القيادة بين بعضهم البعض، وأضاف: (( لقد علمت أن رسول اللّه لا يحبك، ولولا أنا لطلقك )) .[26] ثم إنه أشار إلى حقيقة المفاضلة بينها وبين عائشة، فقال: (( يا بُنيةُ لا يَغُرّنّكِ هذه التي أَعْجَبها حُسنُها حبّ رسولِ اللَّهِ إياها )) وكان يقصد عائشة.[27]

وكان على أبي بكر وعمر أن يتأخذا موقفاً يحفاظان فيه هيبة محمدٍ التي تضعضعت، فتوجه أبو بكر إلى ابنته عائشة يضربها، كما فعل عمر الأمر عينه بحفصة. وهذه الرواية التي تتحدث عن عقاب بدني للبنتين تُدرج في سياق قصة تروى أن نساء محمدٍ طالبن بنفقات إضافية؛ وأن محمدٍاً فشل بالتعامل معهن؛ ولهذا قام كل من أبي بكر وعمر بتأنيب ابنتيهما على سؤال محمدٍ ما (( ليس عنده )) ؛[28] وهذه الإضافة إنْ لم تكن محاولة للتخفيف من موقف محمد البالغ الإحراج جرّاء مضاجعته مارية في بيت حفصة؛ فهي دليل على استمرار النزاع الأسري، وتقدم مادة إضافية للبرهنة على عدم تجانس أفراد بيت النبوة.

بعد هذه الأزمة الحادة، قرر محمد أن يعفو نفسه من تعهده عدم مقاربة مارية، فجاء الأمر القرآني يقول: } قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ { (2)؛[29] فكان يتوجب على محمدٍ أن يقدم تكفيراً مناسباً؛ وعلى الأقل، لأجل جمهور المؤمنين، فقام باعتاق رقبة، بحيث تحرره من تحريمه مارية.[30]

على أي حال، بقي محمد ورغم تدخل أبي بكر وعمر، وتسويتهما الأمر مع الزوجتين المُتعبتين يشعر بمرارة لا حدّ لها جسدتها الآية: } إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ، فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا. وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ، وَجِبْرِيلُ، وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ؛ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ { (4).

لقد كان محمدٌ واضحاً هنا، فوجه خطابه إلى اثنتين: } فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا { ، ويتفق المفسرون على أن المقصود بهما عائشة وحفصة، اللتان مالتا عن الحق ويتوجب عليها التوبة.[31] وتبين العبارة الثانية من هذه الآية: } فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ، وَجِبْرِيلُ، وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ؛ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ { مدى عمق الأم الذي عاشه محمدٌ في هذه الأزمة، والندبة النفسية الكبيرة التي تخلفت عن إفشاء حفصة لسره مع مارية، بحيث أنه كان يحتاج لتؤكيد قوته وظهِيره بقوة اللَّه، وَجِبْرِيل، وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَلاَئِكَةُ.

لقد جنّد محمدٌ كل شخوصه المقدسة سلاحاً لكبح جماح عائشة وحفصة. لكن ذلك لم يطيب خاطره، ولم يمنحه الطمأنينة والراحة، فصعّد تهديده قائلاً: } عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ، أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ: مُسْلِمَاتٍ، مُّؤْمِنَاتٍ، قَانِتَاتٍ، تَائِبَاتٍ، عَابِدَاتٍ، سَائِحَاتٍ، ثَيِّبَاتٍ، وَأَبْكَاراً { (5). وهذه الآية إذ تكشف تحذيره وتهديد بالطلاق، فإن محمداً يأمل ويتمنى فيها بأن يكون له زوجات، خير من زوجتيه الحاليتين، وأن يكن: } مُسْلِمَاتٍ، مُّؤْمِنَاتٍ، قَانِتَاتٍ، تَائِبَاتٍ، عَابِدَاتٍ، سَائِحَاتٍ، ثَيِّبَاتٍ، وَأَبْكَاراً {

        بعد ذلك تأتي الآيات (6 ـ 9)؛ فتطالب المؤمنين أن يقُوا أَنفُسَهمْ وَأَهْلِيهمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ، التي عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ } لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ، وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ { (6). ونستطيع أن نستشعر في الآية السابعة بأن التهديد الموجه هو لنسائه المتمردات، وإن كان نص التهديد موجه (( لِلَّذِينَ كَفَرُوا )) .

        ثم تأتي مطالبة الَّذِينَ آمَنُوا بتَوْبَةً نَّصُوحاً، بحيث يُكَفِّرَ رَبهم عَنهمْ سَيِّئَاتِهمْ وَيُدْخِلَهمْ } جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ { (8). كما يوجه الأمر بقتال: } الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ { ، وينذرون بـ } جَهَنَّمُ، وَبِئْسَ الْمَصِيرُ { (9).

        الواضح إن هذا المقطع (الآيات 6 ـ 9) لا يتعلق مباشرةً بقضية النزاع مع زوجاته؛ وهو إما أُضيف لإبعاد السورة عن الموضوع المحرج قليلاً؛ وبالتالي يقصد به لفت الأنظار إلى قضايا أخرى، وإما إن محرري القرآن لاحقاً آثروا وضعه هنا للتخفيف من هول الموضوع، إذ إن هذا المقطع لا يدخل على السياق العام للسورة، فموضوع الخلافات الزوجية لم يكن النص قد انتهى منه، وهذا ما يتضح من بقية السورة ( الآيات 10 ـ 12). 

إن الجزء الثالث من السورة ( الآيات 9 ـ 12) يتناول قصة امرأتينْ (( كافرتيْن )) في بيت نبييْن هما اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ، حيث أشارت الآية إلى أن مصيرهما النار مثل مصير الداخلين في النار، وإن كونهما زوجتين لعَبْدَيْنِ صَالِحَيْنِ لَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً (الآية 10). وهذا الحديث عنهما فيه مثل موجه بشكل صريح إلى عائشة وحفصة اللتيْن جابهتا محمداً، وأفشتا سره.[32]

لقد اتهمت الآية زوجتي العَبْدَيْنِ الصَالِحَيْنِ بالخيانة، والروايات تقول بأن الخيانة لم تكن خيانة زوجية، بل الدعاية التي كانت تبثاهما حول زوجيهما، إذ كانت زوجة نوح تقول عن زوجها أنه مجنون، وتنقل أخباره لأعدائه، كما أن زوجة لوط تخبر عن أضيافة.

على أي حال ثمة تأكيد بأن خيانة هاتين المرأتين كانت بأنهما أعلنتا الإيمان، وأبطنتا النفاق، وكان واضحاً أن الانذار الذي أراده محمد هو أن نبوة نوح ولوط لن تساعد زوجتيهما على اجتياز عقاب اللّه،[33] مثلما لن تساعد نبوته عائشة وحفصة على تجنب العقاب الإلهي جراء نفاقهما.

وإذ وجه محمدٌ إنذاره عبر هذا المثل، فإن قام بتقديم نموذج مقابل، يتحدث عن زوجة فِرْعَوْنَ، (الآية 11)، الرجل الطاغية في النص القرآني. وتروي التفاسير أن زوجته قد قُتلت بسبب إيمانها. ويأتي النص التالي (الآية 12) يجلي مثال محمدٍ المأمول في نسائه، إذ يحدثنا عن مَرْيَمَ، وهي تعيدنا إلى الآية الخامسة.

        والتحليل الذي يقدمه الزمخشري، يقول بأن هذا الجزء هو تعريض بأميْ المؤمنين: عائشة وحفصة، بسبب سلوكهما من التظاهر على محمدٍ. وإن النص فيه تحذيراً لهما؛ وأنهما يجب عليهما الإخلاص والكمال كمثل هاتيْن المؤمنتيْن: زوج فرعون ومريم. ويرى الزمخشري أن التعريض بحفصة قوي ذلك أن امرأة لوط كان تفشي أخبار زوجها كما أفشت حفصة. [34]

        ويقدم صاحب الميزان نفس النظرة، فيقول: 

(( تتضمن الآيات الكريمة مثليْن يمثل بهما اللَّهُ سبحانه حال الكفار والمؤمنين في أن شقاء الكفار وهلاكهم إنما كان بخيانتهم للَّه ورسوله وكفرهم؛ ولم ينفعهم اتصال بسبب إلى الأنبياء المكرمين. وأن سعادة المؤمنين وفلاحهم إنما كان بإخلاصهم الإيمان باللَّهِ ورسوله والقنوت وحسن الطاعة ولم يضرهم اتصال بأعداء اللَّهِ بسبب؛ فإنما ملاك الكرامة عند اللَّهِ التقوى.

ويمثل الحال أوّلاً: بحال امرأتين كانتا زوجين لنبيين كريمين عدهما اللَّه سبحانه عبدين صالحين فخانتاهما فأُمرتا بدخول النار مع الداخلين فلم ينفعهما زوجيتهما للنبيين الكريمين شيئاً فهلكتا في ضمن الهالكين من غير أدنى تميز وكرامة.

وثانياً: بحال امرأتيْن إحداهما امرأة فرعون الذي كانت منزلته في الكفر باللَّهِ أن نادى في الناس فقال: أنا ربكم الأعلى، فآمنت باللَّهِ وأخلصت الإيمان فأنجاها اللَّهُ وأدخلها الجنة ولم يضرها زوجيتها مثل فرعون شيئاً، وثانيتهما مريم ابنة عمران الصديقة القانتة أكرمها اللَّه بكرامته ونفخ فيها من روحه.

وفي التمثيل تعريض ظاهر شديد لزوجي النبي (ص) حيث خانتاه في إفشاء سره وتظاهرتا عليه وآذتاه بذلك، وخاصة من حيث التعبير بلفظ الكفر والخيانة وذكر الأمر بدخول النار )) . 

        هذا ما يتفق عليه المفسرون، إن هذا النص، والدعوة إلى التوبة والأمثلة على النساء الصالحات والطالحات فيه تهديد شديد لزوجتيه الثائرتين عليه. 

تبين هذه السورة والروايات التي تتحدث عن ملابسات تنزلها بشرية محمدٍ، وطبيعة حياته الأسرية التي كانت كسائر حياة البشر، وهي إذ تنزع الهالة القدسية حول شخصية مؤسس الإسلام؛ عندما تظهر بشريته وأشكال انفعالاته النفسية، كما ردود أفعاله التي تكشف خيباته ومرارته؛ علاوةً على ذلك، تجلي نقطة خطيرة هي قناعة مستترة لدى نسائه بدنيوية الرجل، ولا شك أن نساء محمد كن ينظرن إليه على أنه بشري وزعيم؛ لا أنه رسولٌ ومُلهمٌ من السماء. وبوسعنا أن نقدر أن عائشة كانت المحرك الرئيسي في هذه القضية، وهي التي عرفت عنها ثورتها الأنثوية على ذكورية محمدٍ المتزايدة، لقد نقدت زواج محمد من زينب، كما أنها شعرت بخطر جمال جويرية لدى وقوعها أسيرة في غزوة بني المصطلق، وقد كان حدسها في محله، إذ تزوجها محمدٌ، كما أن عائشة سخرت من قصر قامة صفية، وقد حذرها محمدٌ من فظاظه كلاماتها.

وبتقديرنا فإن القصة بدأت بعد زواج محمد من زينب بنت جحش، وغيرة عائشة منها، ويمكننا أن نخمن أن النزاع بدأ بمحاولة عائشة وبالتحالف مع حفصة التأثير على محمدٍ الذي كان يحب أن يزور زينب من أجل شرب العسل كما كان يعلن، وهو في الحقيقة كان يميل لمجالستها، ذلك إنه كان متزوجاً منها حديثاً، وقد حقق ضغط عائشة وحفصة مرامه وذلك بتوقف محمدٍ عن زيارة زينب، لكن الأموار اشتعلت مجدداً بعد أن اختلى محمد بمارية، وكانت عائشة تريد الضغط أكثر فأكثر على محمد، وربما الانتقام منه جراء زواجه من زينب، التي زوجه اللّه إياها بنص قرآني، وكان تعليقها القاسي على مجيء القرآن دعماً لزواجه هذا بأن رب محمدٍ يُسارع له في هواه.

لكن القصة لم تنتهي فصولها، فقامت زينب لاحقاً بالانتقام من عائشة وذلك أن أختها كانت من أبرز مروجي خبر الإفك التي اُتهمت فيه عائشة بالخيانة الزوجية؛ وعلى هذا فإن زمن السورة بعد زواج محمد من زينب ( 4 هـ/ 626 م) وقبل غزوة بني المصطلق وفضحية الإفك (6 هـ/ 628م). 

        فيما يلي نص سورة التحريم، مضافاً إليها علامات الترقيم، وعناوين فرعية للآيات.

 سُوْرَةُ التَّحْرِيمِ 

[ نقد محمد على تحريمه، وتحلله منه]

(1) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ! لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ؟ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ. وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

(2) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ، وَاللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.

(3) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً؛ فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ، وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ. فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ: (( مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ )) .

 [ تهديد الزوجات المتآمرات بالطلاق]

(4) إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ، فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا. وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ، وَجِبْرِيلُ، وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ؛ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ.

(5) عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ، أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ: مُسْلِمَاتٍ، مُّؤْمِنَاتٍ، قَانِتَاتٍ، تَائِبَاتٍ، عَابِدَاتٍ، سَائِحَاتٍ، ثَيِّبَاتٍ، وَأَبْكَاراً.

 [الدعوة إلى التوبة والتخويف من النار]

(6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا! قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ؛ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ، لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ، وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ.

(7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا! لاَ تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ؛ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.

(8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا! تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً! عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ؛ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ. نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ: (( رَبَّنَا! أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا، وَاغْفِرْ لَنَا؛ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) .

(9) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ! جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ، وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ. وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ، وَبِئْسَ الْمَصِيرُ

 [ مثال امرأة نوح وامرأة لوط؛ وامرأة فرعون؛ ومريم ابنة عمران]

(10) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا: اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ، كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ، فَخَانَتَاهُمَا، فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ: (( ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )) .

(11) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا: اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ: (( رَبِّ! ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ، وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ، وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) .

(12) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ، الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا؛ فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا؛ وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ، وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ.


[1] القرطبي، الكشاف.

[2] البغوي، القرطبي. ابن كثير؛ مجمع البيان في تفسير القرآن، الفضل بي الحسين للطبرسي.

[3] القمي. لابى الحسن على بن ابراهيم القمى.

[4] الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي.

[5] الطبري.

[6] القمي.

[7] الطبري؛ الميزان؛ الطبرسي.

[8] أسباب النزول للواحدي.

[9] الكشاف. الطبري؛ الواحدي.

[10] البغوي؛ الطبرسي.

[11] ابن كثير.

[12] التبيان في تفسير القرآن للطوسي.

[13] ابن كثير. الطبري.

[14] القرطبي.

[15] الطبرسي.

[16] المَغَافِيرُ: صَمْغٌ يَسِيلُ من شجر العُرْفُطِ، حلو الطعم، منكر الرائحة.

[17] البغوي، القرطبي. ابن كثير؛ الطبري، الواحدي؛ البخاري.

[18] الميزان؛ الواحدي.

[19] القرطبي، البغوي، الكشاف. ابن كثير؛ الطوسي؛ الطبرسي؛ البخاري، مسند أحمد؛ سنن النسائي الكبرى وسنن النسائي الصغرى.

[20] البغوي؛ الكشاف.

[21] القرطبي.

[22] البغوي؛ الطبرسي؛ الواحدي.

[23] البغوي، القرطبي.

[24] القرطبي؛ الكشاف؛ الطوسي؛ الطبرسي.

[25] القرطبي.

[26] القرطبي.

[27] البخاري.

[28] القرطبي.

[29] البغوي.

[30] القرطبي؛ الكشاف؛ الطبرسي؛ الجلالين.

[31] البغوي، الكشاف؛ القرطبي؛ الطبري؛ الطوسي؛ الميزان؛ البخاري.

[32] الميزان.

[33] الطبري.

[34] الكشاف.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها