الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

فهان كيراكوس * سوريا * 

  Mvw55hl@gmail.com

الإرهابيون الموديرن

فهان كيراكوس* سوريا

18/ نيسان/2006

Mvw55hl@naseej.com

( فيصل القاسم أنموذجا)

لقد نشر موقع كلنا شركاء ( موقع بعثي سوري ) مقالا للمجاهد فيصل القاسم بتاريخ 16/04/2006

بعنوان " الليبراليون الأصوليون"، فَبعد مقدمته المائعة كَتلك التي يقدمها في برنامجه غير المحايد و غير الموضوعي/ الاتجاه المعاكس/، و التي أعاد تأكيده على أن الليبراليين و الليبراليات كلهم عملاء و عميلات لِلغرب الكافر و أمريكا و إسرائيل، كَتحصيل حاصل في ذهن النظام العربي الإرهابي الأصولي، و أنهم جميعا يتقاضون الأثمان من دوائر المخابرات و الدوائر الصهيونية (كما هو تقاضى، و ربما يتقاضى إلى يومنا هذا، من مخابرات النظام العربي الإرهابي )، و يدخل بعد المقدمة التخوينية لنا إلى ساحته، ملعبه، ثقافته، و يقول: "و لعلّ أكثر التيارات شراسة و وحشية و استئسادا و اسئذابا و عدوانية ذلك المسمى التيار- التحرري الليبرالي التنويري- الذي لا همَّ له سوى التندّر بالتخلف و التعصب العربي و الإسلامي و التحجّر العقائدي مع العلم أن معظم أتباعه لا يقلون تخلفا و تحجرا و عصبية و أصولية و تزمتا عن أعتى عتاة المتخلفين و المتطرفين... فكم كنا مخطئين في نظرتنا إلى أولئك المدعين و المدعيات، فما لبثوا أن انقلبوا إلى زرقاويين في موقفهم من كل مَن اختلف معهم و لو قليلا! و استشهد هنا ببعض الكويتبيات و الكتبة العرب المتمترسين بأمريكا و الغرب عموما الذين يشنون الهجوم  الإرهابي تلو الآخر على الثقافتين العربية و الإسلامية بشكل ممنهج و منظم و عصبوي في بعض المواقع الإلكترونية الممولة و المدعومة من أصوليين غربيين أخذوا على عاتقهم احتضان و تبني كل "مسقف" عربي مارق يجد في نفسه المقدرة على الشتم و البذاءة و النيل من أبناء جلدته" انتهى.

إنها ليست المرة الأولى، و لن تكون الأخيرة التي يرفع فيها السيد الدكتور فيصل القاسم عقيرته و يصرخ في وجوهنا و يولول، نفاقا، مستنجدا أن يخلصوه من أنياب المفترسين الليبراليين (طبعا هو وجزيرته الإرهابية)، و يوجه إنذارا بنلادنيا في نهاية المقال إذْ يقول :"...  و إنها لدعوة خالصة، و من القلب،( كي يتوبوا إلى الله)، و يثوبوا إلى رشدهم مع إدراكنا التام لما في الأمر من صعوبات جمة، و أن يقلعوا، و يكفوا نهائيا عن مثل هذا التلون..."

حقَّا إنك كتاتيبيّ نجيب، و إرهابيّ ناجح، و أنكَ ذكَّرتني بِالإنذار الذي وجهه لنا الإخوان المسلمون عام 1980 في حلب بِوجوب إعلان التوبة الجماعية في جامع الأغيور يوم الجمعة الساعة كذا، و إلاَّ فَرصاصنا ليس بِبعيدٍ عن صدورهم، و ها أنتَ أيضا تطلب منّا إعلان التوبة إلى الله، لكنك لم تحدِّد لنا الجامع الذي علينا الذهاب إليه و إعلان التوبة، ربما تقصَّدتَ في ذلك، لأنكَ فضَّلت إجراء هذه المراسيم على الملأ، و أمام كاميرات (الإخوان) الجزيرة، و أئمة الإرهاب العاملين و التابعين و المشرفين و المساهمين في هذه المؤسسة الإعلامية المجاهدة. أعتقد بِأنَّ الدكتور قد ثار هذه الثورة الثيرانية بِسَبَب التجربة العلمية التي أجرتها عليه الدكتورة العزيزة وفاء سلطان، حيث سَكَبَت عليه بضع نقاط من مادة كيميائية لِتسَجِّلَ الارتكاسات التي سَتظهر عليه جرّاء التجربة. هكذا فعلت الدكتورة بِعيّنتها المخبرية، و ها نحن أمام أحد الارتكاسات التي ظهرت عليه، إذْ أنه راح ينطنط من غصن لآخر و يرمي ثمرات الأشجار هنا و هناك، و يزعق في وجه الهواء و يبصق على الشمس. إنه الممثل الحقيقي و العيّنة الحقيقية لِفصيلته( الإرهابيون الجدد ). حسنا فَعَلَتْ الدكتورة وفاء بِتجربتها تلك، إذْ أنها جرَّدتهم من مكياجهم البرَّاق و لوكهم الموديرن(ضرورات النفاق و التقية).

الليبراليون، يا أيها المجاهد، لم يضعوا قوائم التخوين و التكفير، و لم يضعوا اسمك أو اسم المجاهد أحمد منصور، أو المجاهد تيسير العلّوني، أو المجاهدون و المجاهدات وضّاح خنفر، وجيفارا البديري، و سامي حداد، و خديجة بن قنّة، و وليد العمري، و شيخ المجاهدين القرضاوي....إلخ. إنهم لم يضعوكم على قوائم الموت و القتل.

الليبراليون لا قوائم لديهم، و الليبراليون لا يحملون السيوف و الخناجر، إنما يحملون المصابيح لتبديد الظلمات.

إننا نختلف معكم، و لا نتفق مع خطابكم الإعلامي، و ثقافتكم التحريضية،  الأصولية، العنصرية. و أعتقد أنه من حقِّنا أن ندافع عن أنفسنا ضد الافتراءات و الأكاذيب و الأضاليل التي توجَّه إلينا عِبْر هذه المؤسسات البترودولارية التي تغذي الإرهابيين و تمدّهم بِالدم الأسود، و التي مؤسستكم هي الرائدة من بين الجميع، حتى أنكم أصبحتم مجمعا لغويا تصيغون مصطلحات و مفردات جديدة لِظواهر و عمليات حياتية و اجتماعية، و تقومون بِالتزويج القسري بينها، كَأن تطلقوا على العمليات الانتحارية اسم العمليات الاستشهادية، و أن تعتبروا المنتحر الذي يفجِّر نفسه في حافلة لِنقل المدنيين و التلاميذ، أو في مطعم أو مقهى و يقتل العشرات من المدنيين، بأنه فدائي. و في الأمس قالت المجاهدة جيفارا عن العملية التي وصفها رئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس، بِأنها من العمليات الحقيرة، بِأنها عملية فدائية. لماذا تمارسون الإرهاب على قادة الشعب الفلسطيني، و تفرضون ثقافة إرهابية عليهم؟؟ و لكي لا يقفز أحدكم إلى المستنقعات الآسنة لِيصطاد فيها

(كعادتكم الحِرَفية). أقول لكم بِوضوح و صراحة تامة، نحن ضدّ القتل بِالمطلق، كائنا من كان القاتل و المقتول، و بِالتأكيد نحن ضدّ قتل و استهداف المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني، و نحن مع حلٍّ عادلٍ

و شامل، و على كلّ الأصعدة، و أنا مع التطبيع الكامل و الشامل مع الدولة الجارة إسرائيل، إذْ لا سلام و لا هدوء و لا أمن و أمان دون التطبيع بيننا و بين أبناء العمومة( ألسنا أحفاد اسماعيل بن هاجر؟؟).

الليبراليون ليس لديهم تنظيمات سريّة مسلحة تعمل في الظلام و تحت الأرض. إنهم لم يرهبوا أحدا، و لم يقتلوا مثقفا أو كاتبا حرّا أو إسلاميا أصوليا أو طاغوتا من النظام العربي الإرهابي أللاشرعي العزيز على قلبك يا أيها المجاهد فيصل. لسنا نحن مَن قتل المفكر مصطفى جحا صاحب كتاب " محنة العقل في الإسلام"، و لسنا نحن مَن قتل الدكتور حسين مروّة صاحب الجزأين" النزعات المادية في الإسلام"، و لسنا نحن مَن أهدر دم الكاتب السوري صاحب رواية" وليمة لأعشاب البحر"، و لسنا نحن مَن علَّق عبد الخالق محجوب و فهد على أعواد المشانق، و لسنا نحن مَن قتل العزيز فرج فودة صاحب "الحقيقة الغائبة"، و لسنا نحن مَن ذَوَّبَ جسد العزيز فرج الله الحلو في الأسيد الناصري، و لسنا نحن مَن قتل الحريري و باسل فليحان و جورج حاوي و سمير قصير و جبران تويني، و لسنا نحن مَن أهدر دم الكاتب سلمان رشدي، و لسنا نحن مَن قتل المخرج تيو فان غوغ، و لسنا نحن مَن يحمل السواطير و السيوف و يقتل و يحرق لِمجرّد أنَّ أحدا شَتَمَ أو أهان بوذا أو المسيح أو الملك طاووس أو الحلاّج أو شوبان.

لسنا نحن مَن قام و يقوم بِ هذه الأعمال و الأفعال الشنيعة المنكرة يا أيها المجاهد، و لسنا نحن مَن يحرِّض على الكراهية و الحقد و إلغاء الآخر، و لسنا نحن مَن يصف المقاتلين في الجاجان بِالمجاهدين و حركتهم العسكرية بِحركة التحرر، و أمَّا في جنوب السودان فَإنهم متمردون إنفصاليون، و لسنا نحن مَن يعتِّم على اضطهاد الأقليات العرقية و القومية و الدينية في حظائر هذا النظام العربي الإرهابي، و يثير الغرائز إذا ما تعرَّض أحد العربان أو أحد المسلمين في أوروبا أو أمريكا إلى مخالفة مرورية، و يحوِّلونها إلى قضية قومية و دينية، و يبدأون في إثارة الغرائز و العصبيات الهمجية، على أن الحادث إنْ هو إلاَّ اضطهادا ضدّ العرب و المسلمين في بلاد الكفر، أو في دار الحرب. و لسنا نحن مَن أجبر الحاجة خديجة بن قنّة بِتغيير لوكها من الأعلى، فَإمَّا أنَّ الوحي قد نزل عليها، أو أنَّ زوجها المصون هو الذي اشترط عليها، أو أنَّ المرشد الروحي شيخ المجاهدين، القرضاوي، هو الذي فرض عليها. و على كلّ الأحوال فَتلك مسألة شخصية نحن لا نتدخل فيها، و إنَّما الشيء بِالشيء يُذْكَر.

يقول الدكتور:" فعندما ظهرت بعض وسائل الاعلام و الإعلاميين العرب مثلا، و راحوا يفضحون علل و أمراض الدول العربية السياسية و الاجتماعية و الدينية و الثقافية، هلل الغرب لهم و اعتبرهم نقطة الضوء الوحيدة في عالم عربي مكفهر...، لكن ما أن وجَّهوا سهامهم إلى أمريكا و الغرب ليفضحوا سياساته و جرائمه بحق الإنسانية حتى انقلبت الأمور رأسا على عقب، لا بل أصبح أولئك الإعلاميون و تلك الوسائل الإعلامية التنويرية سابقا في نظر الغرب بؤرا إرهابية جديرة بالسحق و المحق لا لشيء إلاّ لأنهم حاولوا أن يكونوا لا منتمين إلاّ للحق و للحقيقة، فحلّت عليهم اللعنات الديمقراطية و الليبرالية من كل حدب و صوب"

أنتَ هنا أيضا تنافق يا أيها المجاهد، لأن تغيُّر نظرتنا( نحن قبل غيرنا من الغرب و أمريكا) إليكم من نقطة ضوء في عالم عربي مكفهر و مدلهم لم يكن بسبب توجيه سهامكم إلى أمريكا و الغرب.. كما تقول؛ أوّلا لأنكم لستم في مواقع و مراكز يمكنكم معرفة سياساتهم، و بالتالي فضحها، إنكم لا تفعلون سوى نقل ما تنشره وسائل إعلامهم هم أنفسهم إلى وسائل إعلامكم أنتم، أي أنكم تستقون معلوماتكم الجهادية الفضائحية بحقهم من منابعهم و مصادرهم أنفسهم، و ثانيا، تغيَّرت نظرتنا إليكم لأنكم تحوَّلتم فعلا إلى بؤرة ظلامية، إلى منبر لِتنظيم القاعدة و الزرقاويين، و السلاطين و النظام العربي الإرهابي، إنْ على مستوى الكادر، أو على مستوى الخطاب الإعلامي و الثقافي. فَعلى مستوى الكادر العامل في هذه البؤرة التحريضية العنصرية، فَمعظمكم خارج من تحت عباءة الإخوان المسلمين (إمَّا أعضاءً أو مناصرين)، و ربما يكون آخر مَنْ انضم إليهم هو حضرتكَ، الذي هجرتَ الجينز و ال( تي شيرت )، و لم تهجر ربطة العنق و الطقم الإفرنجي، و بقي عليكَ أن تكمل معهم لِالنهاية، و هو ارتداء الجلابية القصيرة، و إرخاء اللحية، و حفّ الشارب كي تنسجم مع الجوهر، و لكي يتم الانسجام بين أل( كوبل ) و المحطة البدوية روحا و ثقافة.

فهان كيراكوس* سوريا

18/ نيسان/2006

Mvw55hl@naseej.com 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها