الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

فهان كيراكوس * سوريا * 

  Mvw55hl@gmail.com

( أنا ) يريد إسقاط الزمان

سوريا 05/ تموز/2011

سلام و محبة يا سيدوري ، يا ايتها الصبية الحلوة، يا صانعة الخمر التي تسكن ها هنا، يا حامية بوابة العبور إلى عالم الأزمنة، جئتكِ و أنا تَعِبٌ حزين، لقد شوَّشني المشهد الذي أراه في هذا المكان الموبوء، دعيني أعبر المحيط يا سيدوري إلى عالم الأزمنة لِ أطرح أسئلتي على العقل الكوني الجالس هناك فوق الأمكنة؛ سمعتكِ تقولين بِ استحالة العبور و أنْ لا أحد اجتاز المحيط إلى حيث تريد، فَ الشمس هو الوحيد الذي يعبر هذا المحيط إلى حضن الأرض، تعال يا ابن الإنسان إلى حضني و ارتوِ من هذا السلاف الإلهي. دعك من ارتعاشات دماغك فَ هي تومض في فضاءات بعيدة حيث الأزمنة تتدحرج أمام العقل الكوني زمنا بعد زمن، فَ هو (العقل الكوني) الذي بسلّط الأضواء على الزمن المريض كي يقضي عليه بِ شعاع كوني تصدرها آلة جبارة متوضعة في المكان حيث الزمن الناضج لِ الموت و الزوال. لا تنساق وراء الومضات المنبعثة من قعر الكؤوس الليلكية، فَ هي لا تكشف إلاّ لِ المحلِّق في رحاب الكون، لِ السابح مع نجوم السماء، لِ قارئ الأبراج الفلكية من الدبِّ الأصغر إلى الأكبر و أبراج الشمس و القمر و برج الستات الثلاث و برج بابل التعِس. لماذا تريد العبور و مقابلة العقل الكوني؟ فَ الذي يدور في مخيالك قد تقرَّر البدء بِ تنفيذه، و أنا أعطيك قدرة العبور إلى الأزمنة لِ تكون شاهدا على الذي حصل و الذي سَ يحصل في المستقبل القريب، و أنا سيدوري صانعة الخمر حارسة بوابة العبور قلت لكَ هذا. إن العقل الكوني قد أكل جسد الإله و شرب دمه دون الجلوس على طاولة العشاء السري، كان يواجه الخصوم في مركز دائرته معتقدا بِ وحدانية الدائرة، و أنْ لا دائرة سوى دائرة شرق المتوسط، و لذلك جعل حدائق بابل و مومياء الملك القبطي الطيب الذكر دريئة في مرمى نيرانه السماوية، إنه لم يدرك وقتذاك بِ أن هناك دوائر أربع في أطراف الكون، و أن الأزمان الرئيسة هي خمسة أزمنة، و كل زمن منها فيه أزمنة موضعية، و بمحض الصدفة راحت دائرته تتوسع و تحتوي الدوائر الأخرى احتواءا كليا و جزئيا، و راح ذاك العقل، و هذه المرة عن دراية، يستحوذ على ميكانيزم الكون، و يعمل بِ بطء و عمق على إقصاء ثقافة الصحراء و العجاج من المسرح الكوني، تلك الثقافة التي هو أوجدها كَ بكتيريا لِ تعمل على تدمير الكيانات المكتملة من حولها و إحالتها إلى أكوام من الفتات و النفايات، فَ هي التي دمَّرت زقورات بابل و مسلات الأقباط و أرزات لبنان، هي التي ألصقت تهمة التجبّر و الظلم بِ الملك القبطي زورا و بهتانا، هي التي قسّمت العالم إلى أخيار و أشرار، دار حرب و دار سلام، هي التي صنعت الانتحاريين قَتَلَة الأبرياء دفاعا عن شكلٍ يتراءى من بين الغيوم و السحاب، وجه يتموّج في وهج السراب؛ إنه ( العقل الكوني) صنع ثقافة الغزو و السبي، ثقافة الغنائم و ملكات اليمين، ثقافة استباحة الحرمات و المقدسات، استباحة الحدود و الحقوق، ثقافة هابيل الذي كان يستبيح حقل أخيه قايين، و الذي حَبَاه (هابيل) إله الرعاة المقاتل الماكر الغدّار الجبّار، الإله الذي يخطئ و يتسرّع في عمله و يندم على بعضٍ من أفعاله، هذا الإله هو الذي تقمَّص كثبان الرمال و أفاعي الصحارى الميتة القاتلة. إن الأزمنة الفرعية راحت تتساقط في سدرة المنتهى كَ ثمار فاسدة تنتظر التعفن و الانحلال، فَ زمن الأزمنة يمتص كل قاذورات الكون، و سَ يمتص ديدان و يرقات و جراثيم و بكتيريا هذا التعفن و التحلل إلى درجة التخمة، و سوف يتدحرج منتفخا ممتلئا بِ جميع الأوبئة الخارجة عن سيطرة العلوم الكونية، التجريبية منها و النظرية، فَ هو ( الزمن الكوني ) لا يخضع لِ المنطق السقراطي و لا الأرسطي، لا يخضع لِ المنطق الجدلي الديالكتيكي و لا المثالي، لا يخضع لِ المعالجة بِ العلم الحديث من الطب و الفيزياء و نظريات الكوانتم و داروين و فرويد، و لا حتى العلوم الصينية و إبرها و أبراجها و سورها العظيم، لا يخضع لِ روحانيات بوذا و أهورامزدا و لا لِ روحانيات إيل و أنليل و لا آشور و آدون و لا حتى لِ زوس و زيوس و لا لِ إزيس و أوزيريس و ابنهما هوريس. إنه زمنٌ و لا كل الأزمنة، إنه قاهر لِ كلّ شيء و كلّ علم و ناموس و فلسفة و أخلاق، إنه زمن لا ينتمي إلى منظومتنا الشمسية، لا بل، لا ينتمي إلى مجرّة درب التبانة، كل الأزمنة المريضة عالجها العقل الكوني في كل الأمكنة، فَ سبارتاكوس الذي خلّد ذكرى سقوط زمنه الموسيقار الأرمني آرام خجادوريان في باليه" سبارتاكوس"، و كونتا كينتي الذي خلّد ذكرى سقوط زمنه الموسيقار اليوناني الأصل الأمريكي الجنسية فانغليس في رائعته " العبور إلى الفردوس "، و سلاطين العثمانبة الذين سَ تخلّد ذكرى سقوط زمنهم، البشرية كلها في ملحمة تبشِّر بِ المحبة و الشراكة و السلام، و لا ننسى هتلر الذي خلّد ذكرى سقوط زمنه محاكمات نورنبرغ، و ستالين الذي خلّد ذكرى سقوط زمنه إزالة جدار برلين، و هذه الأزمنة المتعفنة التي تتساقط الواحد بعد الآخر، إنها خط الدفاع قبل الأخير لِ الزمن الكوني الذي راح يتلمّس رأسه بِ شكل جدّي، فَ العقل الكوني أخذ يلملم عدّة الشغل لِ تجميعها و بدء الإقلاع في ساحة الزمن الكوني، و سوف تبدأ اللعبة الكونية، لا بل، الزلزال الكوني الذي بدأت ملامحه في الظهور بعد سقوط أزمان التمييز العرقي و الطبقي، و الهجوم الكوني على مانهاتن، و غزوة (الغراوند زيرو) لِ استنساخ الخلافة في المكان الكوني، و من ملامح الزلزال الكوني أيضا هذه الارتجاجات و الانفجارات التي نشهدها في الدائرة الأصلية لِ العقل الكوني، فَ كما بدأت اللعبة في غار حرّاء و يثرب، فَ سوف تنتهي في بني قريظة و قينقاع، و تحت ستائر الكعبة في مكة اللات و العزة و هبل

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها