اقرأ المزيد...

لاحظ س. حداد

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا

دور ميشال عون في استكمال الانقلاب على الدولة اللبنانية!

تحليل من ثلاث أجزاء  

الجزء الثانث والأخير

 18 يناير 2011

هل حقاً يغامر زعيم الرابية بكل شيء مقابل الوصول إلى كرسي ما يُسمّى كرسي رئاسة أم أن هناك رعبٌ مقيم في نفسه من محاسبة سيتعرض لها في حال تخليه عن حلفائه المحلّيين والاقليميين، وما هو ثمن الهروب وما هي هذه المحاسبة؟

4) نتابع الجواب:

لم تجري قط محاسبة هذا الزعيم عما انتجت غوغائيته السياسية من مآسي ودمار على الشعب اللبناني، منذ ترئيسه مجلس وزراء مبتور بهدف تأمين جلسة نيابية لانتخاب رئيس للبلاد خلفاً للرئيس الجميل حتى عودته إلى البلاد وإلى يومنا هذا، ولن ندخل في تفاصيل عودته الميمونة إلى لبنان فالجميع يعرفها، لكن التذكير ببعض ملامحها يبدو ضرورياً..

محاولات عدة جرت للعودة ولم تفلح، حتى الرئيس المغدور رفيق الحريري كان أمّن له الحماية والعفو الخاص إلاّ أنه لم يتخلى عن حذره إلاّ بعد أن أنجز مؤامرة اتفاقه مع رئيس النظام السوري بعيد اغتيال الأول وقبيل خروج جيوش الثاني، وبهدف تنفيذ مخططاته؛ وكان أن أزيحت من أمامه عراقيل النيابة العامة بإختفاء ملفات عضّوم ..

وحده هذا الاتفاق أمّن لهذا الزعيم التملّص من محاسبة الشعب اللبناني والعقاب المُفْتَرض. هذا بالطبع ما فرض عليه الانقلاب الأول على التيار السيادي ثم مناصريه في ثورة الأرز وفي التيار الوطني الحر المصدوم بتحوله التدريجي عن النهج السيادي الأصيل الذي جرفهم نحوه من قبل، وبالتالي فقدَ الطرفان المذكوران القدرة على المحاسبة مؤقتاً بدافع الرهبة من الانتقام السوري أولاً ونتائج التفاهم مع المقاومة الاسلامية بقيادة الحزب الإلهي ثانياً..

هكذا أأضحت ساحة المناورة متاحة أمامه كي يتابع قفزاته نحو تحقيق الحلم الأبدي. قفزات بهلوانية، قاتلة حيناً ومدمرة للدستور أحياناً كثيرة، أمنّت له دعماً شعبياً انتخابياً منقطع النظير، سيما في غياب رئيس حزب القوات اللبنانية، الصديق اللدود سمير جعجع، وأبعدته عن كل محاسبة.. كان هذا تغاضي وتسامح عاطفي شعبي تلقائي وتناسي ماضٍ بعيد وأملاً في مستقبل أفضل، ولكن:  

اليوم، وبعد أن بلغ السيل الزبى وطفح كيل الجميع من تصرفات هذا الزعيم المؤيدة لكل ما هو غير وطني والمهاجمة لكل ما هو وطني، تصرفات فاقت جميع توقعات اللبنانيين، إن في الخارج أو في الداخل، وذلك أنه بادر، عن الحلفاء العتيدين والموصوفين بعدائهم لتوجهات الدولة والساعين لبنائها، إلى القيام بانقلاب سياسي متهور جداً، كرمى لعيونهم وإرضاءً لهم ولا يقيم أي وزنٍ لثوابت النظام اللبناني ودستوره، وناقضاً جميع العهود التي قطعها مع حلفائه بعدم الاستقالة من الوزارة التي تبنى بيانها السياسي. تصرّفه هذا، أقدم عليه عن سابق علم وتصميم دون اعتبار لما سيحصل من أزمات وكأن الوطن بات ألعوبة أطفال السياسة بين يديه!

ما أطلقه من حجج وبراهين وأسباب كان، في الأوقات والظروف العادية، مقبولاً من الشعب ومُشَجعاً منه وربما كان استقطب جميع المطاليبين بإصلاح الفساد المستشري في جسم مؤسسات الدولة منذ أمدٍ بعيد جداً، أما أن يستغل هذه الحجج والبراهين كتغطية شفافة للأسباب الحقيقية الكامنة وراءها فهذا، أيما الحق، تهوّرٍ غير مسئول لرجل يُقيِّم نفسه عالياً ودون وجه حق حتى بلغت به القحة والسفاهة أن ينزع عن رئيس حكومة لبنان حقوقه المدنية مهدداً برفض تسميته رئيساً مكلفاً.. 

من يحاسب هذا الرجل على تصرفاته المستفزة لمشاعر فئة كبرى من اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ويرد طعونه المتواصلة التي تجاوزت كل حد حتى بات الجميع يظنه رئيسَ البلاد ورئيس قضاتها في آن ولم يعد ينقصه سوى لبس عباءة الإرشاد الفقيهي والمدني. وتأكيداً لهذا الموقع الذي وضع نفسه فيه، وجّه إرشاداته إلى الصديق جنبلاط محذراً إياه من العودة إلى ما أسماه خطئاً، فارضاً عليه نسيان جبهة طويلة عريضة ترأسها السيد جنبلاط يوماً وكان لها شرف مجابهته في حرب تحريره في سوق الغرب حين كان هذا الزعيم المغامر بأرواح جنوده يجهر بعدائه لجنبلاط وجبهته وسوريا واحتلالها.. تُرى هل يثق السيد جنبلاط بهذا الرجل أم أن ذاكرته لا زالت حيّة؟ 

ويأتي حديث أمين عام حزب الله الأخير بصمة إبهام ناصعة لكل طروحات زعيم الرابية وكأنّها شهادة توثيق تأتي من رديف وليس من حليف إذ تبيّن للجميع أنها نوع من مصادقة لاحقة لبيان سابق تم إعداده وتوقيت إطلاقه بإتقان شديد، ولم يتبقى سوى أن يدلي الطرف الثالث بدلوه بعد أن كان الطرف الرابع قد استبق الجميع ..

...  .  ...

والآن، نعود لنرى إلى المحاسبة التي نطالب بها عن الشعب اللبناني وأبنائه الذين ضحى بهم هذا الزعيم على نطع ومذبح شبقه المزمن إلى الكرسي والسلطة. وندعوا الجميع إلى لحظات تأمّل في تاريخ سياسة هذا الزعيم السابقة لعلّ في هذا ما يوقظ بعض المغشوشين ومشوشي الذهن وأولئك الوصوليين الذين لا يخلو منهم أي عهد، ويقارنها بسياسته الحالية التي لم تعد بعيدة عن أعين وسماع أحد وهذه تُعتبر وثائق جماعية على خيانات هذا الرجل المتمكّن منه نزقٌ من نوع غريب أقرب إلى جنون العظمة منه إلى السياسة الهجومية التي يعتمدها اليوم..

ونسأل: هل تكون محاسبة هذا الرجل عن تاريخٍ سابق مُختصره :

  • حرب تحريره ضد الاحتلال السوري وتضحية العديد أبناء الجيش كما العدد الأكبر من المدنيين أثناء هذه الحرب،
  • حروب الإلغاء ضد المقاومة اللبنانية التي صمدت أمام جحافل الفلسطينيين والجيش السوري إضافة إلى تدمير مناطق لبنانية برمتها، مسيحية وإسلامية، وكان ضحية أعماله تلامذة مدارس ونساء وأطفال،   
  • إغتصاب منصب وسلطة رئيس الحكومة منذ 25/11/1989، بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف الحكومة الجديدة وهذا يشكل جناية يثعاقب عليها القانون بحسب المادة 306 من قانون العقوبات،
  • التحريض على الاعتداء على شخص البطريرك الماروني وارتكاب أعمال تحطيم وتخريب في مقر البريركية،
  • حجز حرية الأفراد من المدنيين والجيش وإعطاء الأمر بقتلهم أثناء حرب التحرير،   

أم نحاسبه على ما قام به، منذ رجوعه إلى لبنان إلى اليوم؟

باختصار شديد نسجل التالي:

  • التضحية بتاريخ منفى طويل من المطالبةً بالسيادة والحرية
  • عقد ما سميَ بورقة التفاهم مع ميليشيا حزب الله بتبريرٍ يشكّل تعدياً على الدستور، وتخليه عن جبهة السيادة،
  • الانتقال سريعاً إلى جبهة الاحتلال السوري وحلفائه، مسامحاً وناكراً جميع مقولاته السابقة عنه ومطالباً الشعب اللبناني بالاعتذار من الاحتلال،
  • تعرّضه المستمر للقيادات الروحية المسيحية وفي مقدمهم غبطة البطريرك الماروني،
  • مساندة حزب الله في احتلال ساحات العاصمة وتعطيل العمل الحكومي،
  • تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية ما لم يُصار إلى انتخابه شخصياً،
  • تعطيل قيام حكومة وطنية قبل تنفيذ مطالبه الشخصية،

ثم لاحقاً:

  • انضمامه إلى حزب الله في محاولة تقويض المحكمة الدولية،
  • تعطيل مجلس الوزراء ما لم يقبل بشروطه في جدول الأعمال،
  • التهجم المستمر على رئيس الحكومة ورئيس مجلس الوزراء ودفعه وزراءه الميامين لخرق الإئتلاف الحكومي،
  •  أخيراً استباق أي حل للأزمة السياسية التي ابتكرها وإسقاط الحكومة في انقلاب سريع لا يعلم نتائجه سوى الله،

التصرف الأرعن في:

وضع العراقيل أمام كافة المساعي العربية والدولية واعتماده مقولة حزب الله المتهم من المحكمة الدولية، دون أن يكون له أية مبررات سوى الاغتيال السلمي لكل حل مفيد لعل وعسى أن ينتصر حزب الله وحلفاؤه في الاستيلاء على السلطة بكاملها والإتيان به رئيساً للجمهورية،،، لا هم إم كانت جمهورية مدمرة.

 إنها الفتنة المذهبية التي يحاول بكل وسيلة تحويلها إلى طائفية دون ما وازع من ضمير أو رادع من قوة!

 الأمل الكبير نضعه في صدور وأفئدة الشعب اللبناني الأبي، خاصةً أبناء حزب الله، كي تكون محاسبتهم لهذا المدعي الوطنية في عدم الانجرار إلى ما يدبره للوطن من مآسي لم يعد لشعبه طاقة احتمالها آخ>ين في الحسبان أن كل نقطة دم تهرق من أجل مصالح سياسية، إن إرضاءً لحزب الله بالذات أو لهذا المدعي أو أيّ من حلفائه القادة ال>ين لم يرتوا من شرب الدماء والانكفاء للحفاظ على أهلهم وعائلاتهم الذي ربا كانوا أول المتضررين! 

انتهى

 
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها