رسالة إلى رئيس الحكومة
رسائل غضب ... إلى سياسي لبنان
17 ك1 2010
ألم يتبقى لديكم ذرة أيمان بوطن الأرز وشعبه ؟
ألم يعد لديكم سوى المناحرة والمناكدة والمتاجرة بدماء الشهداء ؟
الوطن يغرق بالظلمة وأنتم في غيِّكم سادرون !
الوطن تلتهم أحراشه النيران وأنتم عن إطفائه عاجزون !
الوطن ، لشعبه البائس بوجودكم حاجاته البديهية لا تلبّون !
أمِنْ أجل ملفٍ لا وجود له تقفون عاجزين عن تصريف أمور البلاد والعباد؟
أمن أجل إلغاء المحكمة الدولية تتركون البلاد في أيدي سبا؟
لسان حالنا : ألا تعساً لكم من سياسيين ومدعي زعامة وسقياً لأيامٍ
حربٍ عشناهاً بدون عنترياتكم وغيرتكم !..
أيها اللبنانيون، باسمكم ندعوا هؤلاء السياسيين إلى الاستقالة وَإلى
حيث لاقت حتفها أم قشعم، وبئس المصير..
... . ...
الرسالة الثالثة ... دولة رئيس مجلس الوزراء
تساؤلات خبط عشواء ومحاكمة،،
دولة الرئيس... عفواً لصخبنا ولكن،
يجب أن تكون قد تعلمت الدرس ممن سبقوك لكن للأسف لم تفعل.. ثقتك في
سوريا لم تكن ثمرتها سوى زيادة التعقيد.. صَرّحتَ "في الشرق الأوسط"
وليتك لم تفعل.. هناك مثل لبناني قديم يقول:" ركبناه ورانا مد أيدو عل
خرج" وما أكثر الذين مدوا ويمدون أيديهم إلى خرج رئاستك!
رأيناك شاباً ذكياً يدخل معترك السياسة من بابها الواسع وتمنينا لك
نجاح.. رأوك شاباً يمكن استغلاله لتحقيق مآربَ شيطانية تراود مخيلاتهم
وبصمودك أفشلتهم.. استدرجوك إلى مواقف شخصية من موقع رسمي فاستمرؤوا
ابتزازك! وها هم
يدفعون بك، تحت شعاراتٍ سياسة ليست مبهمة، إلى التخلي عن العدالة
وإبطال مفاعيلها وأنت إلى الآن لا زلتَ تناضل بالسياسة للإبتعاد عن
الفخاخ الكثيرة التي نصبوها لك ، حسناً تفعل فصلابتك لها منّا كل
التقدير..
لعلك، في سبيل ما تعتبره " وطنية " قد تقبل بما سيطرحه عليك ال س س من
طروحات لا غالب ولا مغلوب، لكن ثق وإن قبل بها المهاترون، فأنتَ في
النتيجة ستكون المغلوب الرئيسي لأن غاية الغالب الغلبة الشخصية وليس
الوطنية التي تتبوء ذروتها..
الدرس الأمثولة الذي لا يجب أن تتناساه هو ما حصل لوالدك الشهيد، رئيس
حكومة لبنان الذي لقِّب يوما باسم السيد لبنان، لِما تحلى به من صفاتٍ
وطنية أثبتتها وأضاءتها الأيام التي تلت استشهاده، فالعدو لا زال هو
هو.. لا زال يستعمل ذات أسلوبه المشهور!
عزيزي رئيس الحكومة،
أخطأت يومَ قبلت بما خُطِّطَ لك في الدوحة، وكانت خطيئتك جسيمة بقبولك
التخلي عن أكثرية نيابية توكِل لك رئاسة حكومة حقيقية .. وأخطأت أيضاً
بقبول ما تعهدَ به رئيس مجلس النواب وبمن يُسمى زعيم المختارة. وأخطأت
بثقتك بمن قلب لك ظهر المجن! وخطأك الأكبر بثقتك بنظامٍ أنتَ أعلم
الناس بما عانى والدك منه وبتَّ كمن يبتغي الصيد في عرّيسة الأسد!
ما تطلبه منك المعارضة اليوم هو فوق سقف الحق العام الذي يجب عليك
المحافظة عليه ولا يندرج قط تحت عنوان أية ديمقراطية، حقيقية أو ما
تُسمى توافقية.. والأدوار التي يتبادلها هؤلاء وسياسة: ضربة على حافر
وضربتين على المسمار، لا نراها ذات جدوى، وهذا ما يُثيرهم ويكشف
أوراقهم أكثر.. ومن تعدى على الدستور في السابق لن يتوانى عن التعدي
الآن وكل هدفٍ تبرره وسائلهم.. رحم الله ميكيافللي!
سيدي الرئيس،
أنتَ، قد تدفعك عاطفتك الوطنيتك فتُكون مستعداً للتنازل، كما فعل وليد
بيك، فتتخلى عن حق العدالة من قتلة والدك، فلا لوم عليك ولا تثريب،
لكنك لست مؤهلاً قط للتنازل عن حق اللبنانيين في معرفة الجناة
ومعاقبتهم، حتى وإن كانوا أنصاف آلهة، فالحق العام اللبناني لن يرضى أو
يستكين طالما بقيت العدالة دون تحقيق بحق من اغتال رئيس حكومة بلاده
ورفاقه وجميع من اغتيلوا لاحقاً، وأنتَ المسئول الأول، بصفتك
الدستورية، لتنفيذ هذه العدالة، فلا تدعهم يضيعونك في متاهات وأحابيل
وفذلكات قانونية ليسوا هم فقهاؤها.. فقط أنظر حواليك فتجد في وزير عدلك
برفسور قانوني دولي، كما وهناك جهابذة في القانون الدستوري لا يباروا
بأمثال البرق والرعد والجنرال الأريب صاحب أكبر عدد من حملة الدكتورا
الدولية!
وللذكرى نجمٌ لم يأفل!
لبى الشعب اللبناني بأسره، في الوطن والمهاجر، نداءاتك في ذكرى
الاستشهادات ولا زال يشارك الأمل عن أيمان وثقة من أنه سيصل إلى الحق،
في الوقت الذي كان الجناة وداعميهم يستهزؤن بنا ويتطاولون على
تذكاراتنا، وبعد كل هذا يريدوننا أن ننسى وهم، ليل نهار، يندبون
شهدائهم ويحملّون العالم ثقل دمائهم؟
إن
الرجال، صفوة السياسيين والإعلاميين اللبنانيين، الذين سقطوا اغتيالاً
على يد الطغاة والمجرمين المتجبرين، من عليائهم لن يسامحوك أو يسامحونا
قط إن نحن تخلينا عن الاقتصاص من الجناة، أنَّ مَن كانوا؛ فلا تدعهم
يستمطرون غضب السماء.. عفواً شهداؤنا، وكما الأربعين، نحن لن ننسى!
ونتساءل : ترى لو أن فرداً واحداً سقط اغتيالاً، أكانوا ينسونه؟
ويجب أن نتذكر،
البعض، لم يستطيب البقاء في أحضان الأرز وثورته وفضل العودة إلى ظلال
الذل الذي استساغ ظلامه طالما يغذيه بأحلام الغلبة والنصر وربما
الاعتكاف إلى حلم امارة تمتد من جبل العرب إلى رياض وادي الحرير، كما
كان صورها له أبناء كنج وكشفها المرحوم رياض طه فكان جزاؤه الاغتيال..
جزاء سنمار!
والبعض، مدعي الحق الإلهي، استدرج العدو الإسرائيلي إلى حربٍ دمرت
البنى التحتية للوطن بأكمله وذهبت بأرواح المئات من أرواح البؤساء
وألاف الجرحى ناهيك بالهجرة فراراً من جحيم المعارك إلى حضن الوطن
الداخلي الذي احتضنه أيما احتضان وما لبث أن رد الجميل باتهام الجميع
بالزندقة والعمالة وبكل موبقات لا يتحلى بها سواه!
وكانت لرئيس الحكومة دمعة حزن، توازي دموع جميع الثكالى في لبنان،
استجاب لها العالم المتمدن وقدَّرَها جميع اللبنانين في العالم على
وسعه.. وما أغلاها دمعة لا تقارن بدموع هؤلاء التماسيح الذين يقتلون
الناس ويمشون في جنازاتهم!
البعض الآخر، وقد استساغوا الاعتد\ء على الدولة، بعد فلاحهم في اعتصام
أفقد البلاد عصبه الاقتصادي وأوقف بعض عصبه السياسي، إلاّ أنه لم يرعوي
إلاّ بعد تدخل العالم كله في أيجاد حلٍّ يرضي ضميره الوطني جداً
المستورد فيقبل بانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة انتقالية.. وكانت
انتخابات، كان فيها الخاسر الأكبر فادعى الغلبة بالأكثرية الشعبية على
الأكثرية الانتخابية؛ كانت بدعة غير مسبوقة في العالم.. ومع ذلك ارتضى
القتيل ولم يرضى القاتل، إذ، بشعور الأخوّة والشراكة الوطنية، قَبِلَ
ذوو الأغلبية النيابية بدورٍ يعطى للأكثرية الشعبية فكانت الحكومة
الوطنية الحالية..
تحت لواء الاصلاح والتغيير، اغترَّ مدعو الأكثرية الشعبية فبادر الذين
استحصلوا ابتزازاً، تحت شعار استمرارالمقاطعة، على ما يريدون من مراكز
وزارية ومنذ اليوم الأول، إلى المناكفة في كافة الأمور الحياتية
والسياسية تحت شعار الفساد، وما أدراك ما الفساد؟ فالفساد استشرى منذ
أن انشق عن الوطن كل من ادّعى الوطنية واعتمد الوصولية إن في رعاية
ياسر عرفات أو أسد سوريا، وكان التهجير وكان القتل والتدمير... حبذا لو
أمكن إلغاء قانون العفو العام وأتيح لقانون محاسبة اللبنانيين قبل ذاك
الموصوف بِ محاسبة سوريا ولنرى عند ذاك من الفاسد ومن المفسد ومن
المفسود! لا بل لنرى العدد الكبير الذي يستحق حبال المشنقة.. نحن اليوم
نراهم كالقحباء تحاضر في العفاف (عفواً للتعبير)، خاصة مُدّعوو
التغيير!
الشهود الزور البدعة،
ويبرز إلى العلن موضوع المحكمة الدولية والقرار الظني؛ هنا وقعت
الواقعة وانفجر بركان الحقد والرعب من العدالة الدولية وباشروا، مسلسل
التهديد والوعيد وكيل الشتائم والتهم بالجملة والقطاعي على كل من
يعارضهم..
وكان ابتداع مقولة الشهود الزور ومعه تحويل الانظار إلى غير اتجاه،
وكان الاتجاه الأوفر حظاً هو اتجاه إسرائيل.. وإسرائيل كانت الشماعة،
كما يقال،التي تعلّق عليها جميع المعاصي وليس هناك أعظم من معصية جرائم
الاغتيال.. شماعة يُكتب عليها اليوم أن تحمل وزر تلك الجرائم أكانت
حقاً هي المرتكبة أو غيرها.. فالأسهل أن تلبَّس الثوب الأحمر على أن
يلبسه المجرمون الحقيقيون!
ولكن لماذا كانت هذه البدعة؟
الجواب البسيط هو: الشعور بالذنب والهروب من العقاب ولكن، لولا أن كان
"هناك مسلّة تحت الباط تنعر" لما كانت تلك الهجمة الشرسة على كل
ما له علاقة بالمحكمة والشهود الزور ولما غامر المغامرون بتعطيل الدولة
بأكملها.. إذن، لقد أحسوا بقرب العقاب لذنبٍ ألبستهم سوريا ثوبه.. فأين
المفر؟
العالم أجمع، عربياً كان أم دولياً أكد عقم محاولات هذه المعارضة لوقف
سير المحكمة وفي آن التلاعب بالقانون والدستور والمنطق السليم بعدم
إيجاز التصرف الحكومي بملف فارغ من أي محتوى سوى اسم الشهود الزور..
لكن المعارضة وعلى رأسها فريق حزب الله المذهبي يصر إصراراً غريباً..
يلبس ثوب البراءة حيناً وثوب العاطفة المغلّفة بالوطنية والقومية حيناً
آخر.. ويأتي باقي الفريق المعارض وعلى رأس قائمته صاحب نظرية الإصلاح
والتغيير فيدلي بدلائه عشوائياً آملاً تحقيق بعض غاياته الإصلاحية
لتغيير مسار القانون حتى وإن اقتضى ذلك تعدّياً سافراً على الدستور
لجهتة ضرب الوحدة الوطنية واكتساب منافع خاصة مجزيّة من الفريق الأول
وحلفائه.. لقد تكشَّفَت غاياتهم تماماً – عنزة ولو طارت (العنزة هي
الحكم)..
السيد رئيس الحكومة
أفلحت حتى الآن تماماً لعدم تخليك عن التصرف الدستوري والأمل ألاّ
تتنازل قط كون الذين يعاضدوك ليسوا قلة وهم مع كل شروق شمس يتزايدون
ويخسر الآخرون! وسنرى إلى أي منقلب هم سائرون؟
صانك الله لبنان
التيار السيادي اللبناني في العالم |