اقرأ المزيد...

لاحظ س. حداد

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا

نتائج الحقد الأعمى الكيدية والشوفينية والحقد والاستفزاز والغَلبَة

28 فبراير 2011

ما تطالعنا به وسائل الاعلام اللبنانية، المرئية والمسموعة والمقروءة، يصدم جميع ذوي النفوس الشريفة لما يشاهد أو يسمع أو يقرأ من أراجيف المقال وسخف الكلام الذي إن دلَّ على شيء فهو يدل إلى المستوى الأخلاقي الذي بات يتميّز به بعض سياسيي لبنان من إنحطاط في البيان الكلامي والخطابي حتى نكاد نظننا في سوق عكاظ مرتزقي السياسة.
نصف قرن من عمرٍ، عايشنا فيه كواكب من الساسة في لبنان، لم نرى أو نسمع من تصرّفات استفزازية تنبع من حقدٍ دفين لدى العديد ممن يدّعون الزعامة ويطمحون إلى الرئاسة وكأنما هذه أو تلك لا تليق بسواهم من البشر أو كأنما كل التظام قد فُصِّل على مقاساتهم الخاصة فلا يجوز لأحدٍ غيرهم التطلّع للإرتقاء إلى مستواهم؛ كان هؤلاء، بتصرّفاتهم قبلة السياسيين في المشرق والمغرب لما تحلّوا به من كياسة دبلوماسية في التعامل مع بعضهم البعض حتى كان اللبنانيّون يتطلعون باشتياق إلى يومٍ تعقد فيه جلسةٌ نيابية كي يتلقفوا العبارات اللغوية الرنانة التي ما زال بعضنا يرددها إلى اليوم.

أما اليوم، فيا عجَب ما نرى ونسمع، وكأننا في ساحةِ حربٍ وسجال لا تراجع فيها عن الانتصار أو ان الساح قد خلت من أمثالهم تماماً. والأعجب أن ما مِن أحدٍ منهم يبالي بنتائج سجاله، أنتصاراً كانت أو انتكاساً. المنتصر يطلق صيحات الظَفََر الظرزانية وكأنه يعيش في غابٍ اغتنى بأنواعَ غير بشرية. أما المنتكس، فلن يألو الجهد كي يحطمَّ انتصار صاحبه وبشتى الوسائل التي تتوفّر لديه صحيّةً أتت أو غير نافذة.
لنرى إلى أمثلة بسيطة يتداولها فريقان سياسيّان في لبنان:
• فريقٌ يناورُ، منذ نحو ستة سنوات، للإستيلاء على السلطة السياسية تحت شعار منع الاستئثار، وفريق آخر يحاول وقف استغلال الفساد للإطاحة بسلطته، وفي آن، يرفض مقولة الاستئثار.
• فريق يحمل سلاح الكلمة وهدفه إعادة بناء الدولة وتنظيفها من أثار عدوان الوصاية السورية التي امتدت نيفاً وثلث قرن وينطلق من ثم إلى تنظيف الادارات والمؤسسات من فسادٍ بات مُزمِناً مذ باشره أزلام الوصاية، وهو لا ينكر مساهمةَ البعض منه فيه.
• فريق آخر، ينسى أو يتناسى أنه ضالعٌ حتى النخاع في الفساد الذي ينخر جسم المجتمع ولا زال حتى اليوم، يصارع من أجل محاكمة الفريق الأول وإلباسه تهم الفساد لعلّ وعسى يمتلك السلطة فيلغي مفاعيل مشاركته في الفساد. إنه دفاعٌ عن النفس أكثر منه شرف التغيير والإصلاح الذي يدّعيه. هذا الفريق، يحمل سلاحاً فاسداً بعد انتهاء مفعوله جنوبياً وتم توظيفه بيد حلفائه لمحاربة أبناء بلدهم داخلياً.
الفريقان، وبكل القحّة، حتى لا نقول "وقاحة"، يتناوبان أدوار التدمير واستشراء الفساد تحت شعارات التغيير والإصلاح، وعندما يتخطى الزمان هذه أو تلك، يمتهنان استخراج بدع والعدالة والاستقرار. لا لسبب سوى الاستمرار في السلطة أو الوصول إليها. أما الوطن وسكانه فإلى جهنّم وبئس القرار..
إنها شوفينية مميزة ما يتصرّف من خلالها فريقٌ، وكيديّة ساطعة يمثلها فريقٌ آخر. وهكذا يملؤ الحقد قلوباً رافضة ويضجُّ الاستفزاز بنصرةِ الغَلَبَة لمن خططَ لها طويلاً وينكفئ الوطن تحت سياط الولاء إلى الوطن والانتماء إلى قوى داعمة سياسياً وعقيديّاً، ويفقد الكيان وهج الاستقلال والسيادة والحرية تحت سنابك الخيول العربية والأعجمية..
السؤال الواحد البسيط: هل ينشطر الوطن بين قوى ظلامية وأخرى نورانية ويبقى الشعب يعاني أم ينتفض الشعب الذكي وينقض على كلا الفريقين ويطرحهما إلى الظلمة البرانية حيث صريف الأسنان؟ ............................ يتبع

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها