لاحظ س. حداد

اقرأ المزيد...

لاحظ س. حداد

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا


مذكرة ونداء إلى فخامة رئيس البلاد

حكومة إنقاذ وطنية

20 تشرين2 /2012

فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية

العماد ميشال سليمان الزائد الاحترام

تحية لبنانية

بقلب لبناني واثق بقدرتك على معالجة كافة الأمور والمشاكل ، التي تعترض تحقيق ما أعلنته في خطابك الرئاسي وما توصلت إليه في إعلان بعبدا بأساليب لم تأتِ على ذكرها " صلاحيات الرئيس " في الدستور المعدّل بوثيقة الطائف، إلاّ أن العقبات المتعددة التي تعيق تحقيق طيّب نواياك بسبب ما فَرِضته ظروف استلامك سدة الرئاسة ، وما أكثر الطامحين بها، أرى أن الظرف الحالي الذي يهدد خطاك هو ببساطة التنافس المستعر لتخريب بلادنا إن من قبل زعماء الأمر الواقع (الخوارج ) أو من قبل الطامحين بتغيير كل شيء ولو باستعمال وسائل يندى لها جبين كل لبناني أصيل لاسيمّا أولئك الذين يريدون تدمير النظام الديمقراطي وتخريب مؤسساته ولو باستعمال أو استغلال قوى خارجية ، بغية إعادة بنائه على ما يرغبون ويشتهون.

بات واضحاً لجميع اللبنانيين أن أهم أسباب إعاقة قيام الدولة الحقيقية هو ليس فيما تطرحة حكومة عاجزة عن الحكم بسبب مكوّناتها التي لكلًّ منها مخططاته واستراتيجيته الخاصة دون الالتفات إلى مصالح الشعب اللبناني الذي يعاني نتائج عجزها.

دعني فخامة الرئيس استعرض معك وجهة نظري إلى كل هذه المعوقات ومن ثم أطرح أمام فخامتك اقتراحاً خاصاً لعملية الانقاذ:

  1. حزب الله والتصلّب الواضح في موضوع سلاح المقاومة .

    أثبت هذا الحزب ، مع الأسف ، أنه لم يراعِ قط ظروف الوطن والمواطنيه وهو إلى الآن يرفض أي بحث في موضوع سلاحه وكيفية استعماله أو الاستعانه به بل على العكس من ذلك نراه يطرح ، بين الفينة والأخرى ، مواضيع عفى عليها الزمن أو استدراج الجميع إلى تنفيذ مخططاته بأسلوب ملتوي فارضاً على الجميع الانزلاق إلى بحثها مثل المؤتمر التحرير . هو في ذلك عليمٌ برفض الآخرين لطرحه مستفيداً من مرور الزمن وإختلاق عقبات جديدة تبعده عن الطرح الأساسي فيبقى حيث هو يدفع البلاد إلى مزيد من التشنُّج والاستفزاز المذهبي والطائفي, وفي آن يمتِّن علاقته بالمحور الايراني السوري الذي يدعمه دون هوادة .

    إلى هذا ، نراه يخطط مع البعض الآخر ، تحت ستار الدفاع عن الحدود البحرية ، للإستيلاء أو فرض الاستيلاء على حصة كبرى من كنوز لبنان البحرية ... من هنا رأينا تصرف ذاك البعض والتحرّك باتجاه قبرض لإجراء مباحثات خاصة لا نظنه استأنس حتى برأي باقي مكونات الوطن الذين تعود إليهم جميعاً نتائج حصول لبنان على بعض كنوز شعبه .

    أما فيما يتعلق بمحاربة إسرائيل ومجابهة مخططاتها لا بل انتصاره عليها فلسنا نعلم كيف سيتمكن من مجابهتها وهو الذي ، في حرب " لو كنت أعلم "، قدم لها الخدمة الكبرى بتأمين حدودها على طبق أممي بابتعاده عن الجنوب بأكمله نتيجة تلك الحرب العبثية وما أصاب الوطن بأكمله من أضرار دفع شعب لبنان بأكمله ثمنها ومع أسفنا الأليم للضحايا التي سقطت ... تُرى هل أدرك أو يدرك هذا الحزب أن خدمته هذه فاقت بنتائجها حرب تشرين التي أمنت حدود دولة الممانعة الكبرى ( سوريا ) مع إسرائيل طوال قرابة النصف قرن من الزمن أم لعلّه ، من حيث يدري أو لا يدري ، يساهم في تحقيق حلم إسرائيل في تأكيد ثبات وجودها أولاً إستعداداً لمرحلة لاحقة (تأخذ من الوقت نحو خمسين سنة إضافية) تتابع فيها جولاتٍ احتلال بلدان العرب بعد تفتيتها أو تقسيمها، لا فرع، وإفراغ قوتها الذاتية ...

    إنها سياسة قضم المراحل ثم حرقها وصولاً إلى السيطرة النهائية على الوطن لإلحاقه بالمخطط العام لتطبيق استراتيجية ولاية الفقيه الشهيرة .

  2. التيار الوطني الحر – تكتل التغيير والاصلاح

دولة الرئيس العماد ميشال عون والطاقم السياسي الذي ربط قسمأ كبيراً من اللبنانيين ذواتهم به بات يشكّل عقبة كأداء أمام أي تغيير أو إصلاح حقيقي كونه ، في وهج سلاح حزب الله ، يفرض على الدولة ما يراه خادماً لمصالحه الخاصة التي توصله إلى رئاسة الجمهورية دون الاهتمام بما يتسببه ذلك من أضرار على المجتمع اللبناني بأسره ، وهذا ما رأيناه ولمسناه من خلال تصرّف كيفي للوزراء الممثلين له في الحكومة.

  • لن نكشف سراً بلفت النظر إلى معاناة الناس من سوء تصرف وزير الطاقة والمياه أو وزير الاتصالات. لنرى إلى الكهرباء ومعالجاتها ونتائجها... وهل يقبل أي عقل مهما صَغُر عقله بأن تدفع الدولة إلى مؤسسة أجنبية مبالغ طائلة وتموِّل تأمين تجهيزات توليد كهرباء ( بعد أربعة أشهر – وها هي الشهور الأربع قد انتهت!) قبل أن تباشر تزويد لبنان ببعض الطاقة اللازمة في حين يمكن لهذه الأموال أن تكون دفعة كبيرة لشراء وتركيب مولدات تبقى ملكاً للدولة اللبنانية ، وهذه لن يستغرق تركيبها أكثر من المدة الزمنية المعطاة للمؤسسات الاجنبية ( وها نحن نسمع عنما يدبّر من إعادة نظر في هذا الشأن وبالطبع عما جرى في اليومين الأخيرين عن استجرار الطاقة من ايران أو تلزيم معامل الانتاج في دير عمار الخ... والسؤال البديهي هو: هل يبقى اللبنانيون دون كهرباء حتى قبيل الانتخابات كي يبادر الوزير إلى الانقاذ ويكسب الانتخاب؟ أم انه عالمٌ بانتهاء صلاحيته السياسية فنراه يعمل على كسب المال النظيف فيما تبقّى له من إقامة في رحاب وزارته؟
  • أما وزارة الاتصالات فحدث عن تصرف وزيرها دون حرج وعن والدفاع المستميت لزعيم تكتله عن هذا التصرّف بكل رعونة واستخفاف بعقول الناس وبحياة المعرضين لمؤامرات الاغتيال... فمَن يصدق أو يقبض قوله بوجوب إعطاء داتا الاتصالات بعد وقوع الاغتيال! وقد وقعت الواقعة وتم اغتيال ركن من أهم أركان أمن الدولة، المغفور له اللواء وسام الحسن، فأين هي داتا الاتصالات وما همنا منها الآن وها نحن ، للغرابة، نرى ونسمع السيد عون يتهم اللوء المغدور بتنفيذ عملية اغتياله بنفسه!!! إنه قصاص التقصير بحماية النفس !

بمناسبة الاغتيالات ومن يتعرض لها من رجالات لبنان نجد أن كل شخصية مسيحية مُحتمل وصولها إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية هي معرّضة للإغتيال ... سمير جعجع أو بطرس حرب وربما لاحقاً قائد الجيش الذي ذكِرَ اسمه عرضاً ... لذا نرى إلى المستفيد الوحيد جرّاء اختفاء هؤلاء أو أولئك الذي يتجرّأ على إعلان نيّته ... نحن هنا نسأل هذا الشَبِق إلى كرسي الرئاسة بادعاء التغيير والإصلاح: ماذا بإمكانه أن يحقق من إصلاح ليس بإمكان غير رئيس طالما أن الصلاحيات المُعطاة ليست ولن تكون أكثر أو أقوى إلاّ إذا كانت نيته، بالاتفاق التام مع شريكه الذي يحمل نفس الأهداف، هي تغيير النظام برمته تنفيذاً لإستراتيجية ولاية الفقيه المعروفة وإن بعد إدخال البلاد في حرب أهلية لن تبقي أو تذر!! ونسأل: ماذا تنفع الرئاسة بعد حريق روما؟

  1. جكومة لبنان

إنها حكومة الأمر الواقع التي فرضها وهج السلاح ومحوره الهتلري وحلفاؤه ومياوموه.

رئيسها الوسطي النهج جلّ ما أمكنه فعله هو فقدان قدرته على الحكم والتنفيذ فترك البلاد في مهب الرياح العاتية التي تهب على البلاد من كافة حدودها... هذه الوسطية أوقعت الجميع في إحباطات متتالية ورغم جميع التحذيرات والتنبيهات التي يسوقها إليه فعاليات البلاد فهو لا يني يدعي النأي بالنفس حتى عن الوطن وانفلات حبل الأمن على غاربه. الوسطية تعني، في بعض تفسيراتها، إنتهاج الحيادية بين مطالب طرف أو آخر. والحيادية ليست في قواميس شركائه السياسيين وباعترافهم شخصياً عن طرح فكرة إيجاد حكومة حيادية.

هذا الرئيس للحكومة بزّ جميع من سبقوه في طيبة القلب والنية وما ادعاؤه عن عدم إمكانية إيجاد حكومة بديلة لحكومته هو فقط انصياع لآراء أركان حكومته وهذا بالطبع في مصلحة بقائه في الحكم.

لا إصلاح ولا تغيير تمَّ أو نُفِّذ بل مجموعة من العراقيل التي أدت إلى إضرابات واحتجاجات مجتمعية مطلبية لتجاوز غلاء المعيشة المستفحل عمّت البلاد وتصحيح الأجور وما تتبعها من تفاقم العجز الاجتماعي الذي يطال الناس جميع الناس، دون تحقيق بند واحد من بنود الاتفاقات الإنقاذية التي عقدت مع المضربين وبالتالي بات الناس في حيرة شديدة من أمور حياتهم وكيفية التصرّف حيالها!

نسأل رئيس الحكومة: إذا كنت عاجزاً عن الوصول إلى حلول لمشاكل الناس في دعوى عدم إمكانية الدولة مالياً، لماذا لا تشكل دائرة مدعومة بقوى الأمن تقوم بتحديد أسعار الحاجيات المعيشية وتخفف من المعاناة وتمنع ابتزاز المجتمع تحت نظر الحكومة وعجزها عن تلبية مطالب المضربين؟..

سياسة النأي بالنفس أصبحت أضحوكة العالم إذ لم تتوانى أركان رئيسية في حكومته من دعم النظام السوري الآبق والذي دمر لبنان طوال حوالي نصف قرن وها هو اليوم يحاول إعادة تدميره من جديد وعوض أن يستقيل إحتجاجاً لتصرف أولئك الاركان فلا يتحمل وزر تدخلهم المكشوف في دعم ذلك النظام المارق حتى على شعبه نراه متشبثاً بكرسيه دون أن يبدي نئمةَ تأففٍ من تصرف أعضاء حكومته... وهل يُعقل أن يطلب رئيس الجمهورية من وزير الخارجية توجيه رسالة احتجاج إلى الدولة السورية تحتجّ على عمليات عسكرية داخل الحدود اللبناني وقتل الأبرياء من أبناء القرى الحدودية فيأخذ هذا الوزير وقته وبعد تكرار تلك العمليات قبل أن يبعث برسالة تمّني بل أين رئيس الحكومة اللبنانية الوسَطي من كل هذا ولماذا لم يتدخل؟ فهل تشمل وسطيته أو حياديته هذا الوضع وكأن سوريا باتت طرفاً آخراً في حكومته في مقابل المعارضة ؟

فخامة الرئيس

لقد بات وجود هذه الحكومة وفشلها في كل أمر من الأمور الوطنية السياسية والعسكرية والإجتماعية مدعاة سخرية من الجميع ولم يرف لرئيسها أو أركان حكومته جفن عين بل ان الأكثر ضرراً من وجودها هم أعضاء فيها ومع ذلك لم يُقْدِموا على الاستقالة بدعوى عدم إمكان تشكيل حكومة جديدة. الجميع يفهم أسباب تردد رئيس الحكومة ووقوعه تحت ضغوطات هائلة من أقرب المقربين إليه ومن أركان حكومته بالذات الذين يبتزون كل قطرة حياء أو خوف عند الناس بهدف الابقاء عليها لتحقيق مآربهم الخاصة وهذا بالطبع دون الالتفات ولو جزئياً بمصالح البلاد القومية والوطنية. ولو كان لديهم ذرة ولاء للوطن لما أبهوا بمقاعد وزارية أو نيابية ولَهَبوا هبة رجل واحد لإنقاذ البلاد مما تتعرض له محاولات المحورالسوري/ الايراني لإعادة التقاتل بين أبناء الوطن الواحد الذين أنهكتهم الحروب الطويلة التي ساقها ذات المحور الحالي بالإضافة إلى بعض الأغرار أو المغرر بهم... نأسف لكل هذا القول!

إن الوضع الحالي للكيان اللبناني مهدد للإنهيار في وجود هذه الحكومة العاجزة عن معالجة أبسط الأمور والوقائع تدل على عدم استطاعتها إنقاذ البلاد والعباد سيما وأن معظم أركانها قد ربطوا مصيرهم بمصير النظام السوري ومحوره الايراني والأمل الوحيد يبقى في احتمالين لا ثالث لهما: إما استقالة فورية لنواب المعارضة من الندوة النيابية أو تشكيل حكومة إنقاذ وطنية بإمتياز تقود البلاد إلى بر الأمان...

الإحتمال الأول : استقالة نواب المعارضة سوف لن أتناول معارجها وتداعياتها التي ربما ، مع ازدياد التوتر القائم في المنطقة وتشابك مصالح الكل سوف تؤدي إلى عُنفية غير متوازنة تقلب كافة الموازين السياسية وتقود البلاد إلى حرب شاملة لن تُنئي بلبنان عن تدخل عسكري أجنبي يكون مفتاح للدخول في مجهول التفتيت النهائي للمنطقة بأسرها لن يفلت منه لبنان...

الاحتمال الثاني: نقترح الاجتماع إلى رئيس الحكومة الحالية ورئيس مجلس النواب اللذين لا نشك بقدرتهما على استيعاب خطورة المرحلة الحالية والاتفاق على ما يلي:

  1. إعلان استقالة الحكومة الحالية،
  2. إعلان إجراء أنتخابات مبكرة،
  3. تشكيل حكومة إنقاذ وطنية برئاسة السيدة ليلى الصلح مع ترك حرية اختيارها لمجموعة من الوزراء لا يتجاوز عددهم الأربع عشر وزيراً تقوم بادارة الحكم وتدبير أمور البلاد في الفترة المتبقية للإنتخابات،
  4. الإعلان عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد ستة أشهر،
  5. إعلان حالة طوارئ عامة، عندَ الحاجة، وتسليم الجيش اللبناني أمور الأمن في البلاد وبشكل الحدود الشرقية والشمالية للبلاد.
  6. انتداب لجنة دستورية مختارة من الأكاديميين اللبنانيين لإجراء التعديلات المناسبة على القانون الحالي وخلال شهر واحد فقط يضمن التمثيل الصحيح لجميع الطوائف اللبنانية يوافق عليها الرؤساء الثلاث فقط ،
  7. يُسلَّم القانون الجديد إلى وزارة الداخلية، للقيام بتحضيراتها العملانية لإجراء الانتخابات في وقتها مع طلب انتداب مراقبين دوليين يمثلون دول مجلس الأمن الدولي للإشراف على حسن سير الانتخابات.

في هذا، لن يوجد من يتجرّأ على الاحتجاح على اختيار إبنة رياض الصلح أو يطعن في وطنيتها ومهما أوتى لهذا البعض من قوة الحجة فهو لن يكسب سوى اشمئزاز الشعب وحتى أقرب مناصريه... ولن نتمادى في التفكير بحدوث ، جرّاء ذلك، ثورة لاهبة تقلب كافة الموازين في لبنان !

أجل فخامة الرئيس ، إذا ما التفتنا إلى رسالة السيد حسن نصرالله الأخيرة نرى أن كل العالم يتجه إلى السلام عداه هو شخصياً فإنه لا يدأب في إطلاق صيحات الحرب "الهندية" حاملاً رايات محور النظام السوري الايراني غير مكترث بعواقب الحرب التي يزمع القيام بها ليس دفاعاً عن لبنان كما يدعي بل نصرةً لاستراتيجية محوره ... دون أن يأخذ الأذن من أحد!!! فإذا كان هذا الحال لا يهدد الوطن بكافة أبنائه وموارده ومؤسسات فما هو إذن التهديد الأكبر الذي يستدعي وقف كل هذه الابتزازات ؟ ألا يكفي أن نرى مع باقي العالم مدى التورّط في الأزمة السورية من جميع الأطراف السياسية التي بلغت حدود إنكار حق لبنان على الجميع وكل ذلك من أجل مصالحهم الشخصية!

هذا كله سوف يثبت للعالم كله ماهية الولاء للوطن وخطر الانتماء إلى غيره مهما تعددت الغايات السياسية أو العقيدية عند الجميع... إنها ساعة الحقيقة ونحن نثق أن لكم القدرة والحكمة الكافيتين لوقف مجزرة كل الدلائل تشير إلى قرب وصولها إلى بلادنا...

صانك الله ... لبنان

لاحظ س حداد

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابهولا ا نتحمل مسؤولية مضمونها