الرابطة
اللبنانية المارونية – نيوزيلندا
The Lebanese Maronite
League – New Zealand
65 Tatariki Street - Papakura – Auckland 1703 / New Zealand
Phones: 00.64.9.296 1561- Facsimiles: 00.64.9.296 1562
لبنان – قلب الله
17 ديسمبر
2008
لبنان هو "
لُبْ – أنان " أي قلب الله ، كما فسّر اسمه عملاق لبنان سعيد عقل، وقد
صدق!
لبنان جسدٌ [
كيانٌ ] متكامل الأعضاء وليس عضوٌ في جسدٍ ناقص يكمّله..
لبنان،
قمّتُهُ [ رأسُه ] قمة السؤدد وموقع الابدال، كما يصفه الأب الدكتور
الأهدناني يوسف يمين، وقد صدق!
لبنان جسمه [
جباله ووديانه ] كلٌّ متكامل وما من دونه [ محيطُه ] سوى أقدام وسيقان
وملاعب خيول الدهماء..
لبنان، شعبه
[ شرايينه] مورد غذائه [ دمائه ] إن أصابته العلل كان هواؤه ترياقه.. وقد
يستغني المرؤ عن ساقٍ تُبتَر أو قدم تقطع لكنه لا يعيش إن انتقص جسدُه أو
اجتُثَّ رأسُه.. وهذا تاريخه خير شاهد له..
إذن،
لبنان ليس
خاصرة أحد ولا كلية للتبرّع كما يريده الجنرال عون خدمة لسوريا أو
غيرها..
لبنان أيها
الجنرال لم يكن، في تاريخه، تابعاً لأحد بل طالما كان موقع اشتهاء
الجيران وحسد المبغضين والأقوياء.. وعنفوانه، علّة وجوده، فَـلو تخلى عنه
لما بقي إلى اليوم ليشهدَ تخليكَ وابتزازَ أترابك وشهوات أصدقائك..
... . ...
أيها الجنرال
لبنان، مرتع
قداسة الله وإن تخلى عنهُ بعضُ الجاحدين عُفِّرتْ جباهُهم واسودت
صفحاتُهم فتعثَّرَت خطواتُهم واجتثَّت ألسنتُهم
وألقي بهم في
الظلمة البرانية حيث البكاء والنحيب وصريف الأسنان.. وفي التاريخ
شهادات..
مسيحيو
لبنان، أيها الجنرال، لم يكون يوماً من شيعَ الباطنية فيخنعوا إلى أن
يتمكنوا فيستطيلوا، إنما طويل صبرهم أنهضَ عثراتهم وصلَّبَ عودهم فحافظوا
على وجودهم بقوة الأيمان والحق وما رأيناهم قط على الغير يعتدون وللخير
العميم يكرهون بل للمحبة والاحترام يوزعون..
مسيحيو
لبنان، منذ أن قدسهم الله نساكاً على أرض سوريا [ أيام مارون وابراهيم
وغيرهما ] لم يجدوا في سورياكَ سوى الاعتداء والاضطهاد والعنف والقتل..
تذكر، إن كنت للتاريخ قارئ، الرهبان الثلاثمائة الذي قُتِلوا في طريقهم
إلى لبنان..
لم يُذكر
تاريخ الأمم اسم لبنان إلاّ بصفات الحب والخير والجمال.. ورافق أرزُه
خلودَ الملوك في مستقراتهم وحفظَ أجسادهم بعصير لبان أرزه المقدس ومرّه
وخشبه الذي لا يفنى، فلماذا لم تحفظ سورياكَ أجسادَ ماروننا وقديسينا في
أجداثهم، وتأتي أنتَ اليوم لتسبغ عليها صفات البرارة والأصالة بأبناء
مارون وغيرهم من المسيحيين.. أولم ترى إلى أديرتنا أثاراً مهدمة وكنائسنا
مهملة فما هي حجة سورياكَ قدمتها لكَ لقاء تمجيدكَ وتبجيلك لنظامٍ، منذ
ما قبل احتلاله وطنكَ، قتل كهنتنا ودمر كنائسنا ودنَّس مقدساتنا وخطف
رهباننا واغتال قادتنا وقتل أبناء شعبنا..
هل تحدثتَ
فعلاً إلى عامة الشعب المسيحي، وفي دمشق بالذات، عمن مَن يعتقل حتى أراء
أبنائهم أو أخبروكَ من يمنع زياح الشعانين مثلاً ؟ دعنا لا تفتح جراح
هؤلاء فنجعلهم محط غضب نظامَ أصدقائك..
إن كنتَ تؤمن
بأن شططكَ واستطالتك على مقاماتنا الروحية سيوصلك إلى تحقيق حلم حياتك
فأنت لا شكَ واهمٌ وقد آن الأوان كي تعود إلى ضميركَ، فمن تعرى من ثيابه
يبرد ولن تدفئه عباءات التجار أو الأئمة فلبّادة عتيق لبنان وحدها تنضح
حرارة الأيمان وتحتضنكَ.. عُد إليها وتوِّج رأسك بها فدونها كافة
التيجان..
كفَّ عن
التهجم على رأس كنيستك، إن كانت بعد كنيستك، وتذكر خداع سيمون الساحر
لهامة الرسل بشراء قوَّته.. فقوة الله لا تشرى ولا تباع مهما جهدَت
سورياك ودفعت فارساكَ، فما حكَّ جلدك مثل ظفرك فدع أهلك يتولون كافة أمرك
إن كنت من الصادقين..
أيها
الجنرال،
هل أصابكَ
صممٌ وأغشِيَ على عينيك وامتلأ قلبك قوة الحقد، فلم تعد تسمع غير مدائح
جلاّدي أبناء وطنك ولم تعد ترى أما ناظريك سوى عداوة من ملَكَ من المحبة
والحكمة ما صانَ لبنان ملجأً لكل مضطهَد وموئلاً لكل مؤمنٍ به وطناً
حامياً له ديناً ودنيا، ولم تعد قادراً على سوى الحقد على كل من وقف في
وجهة شهوتك إلى السلطة والتسلّط..
من جرّب
المجرَّب كان عقله مخرَّب كما يقول المثل العامي، لكن يبدو أنكَ فقدتَ
بوصلةَ سياسةٍ أوصلت لبنان إلى مشارف الضياع والهلاك فما عاد يثنيكَ عن
ضلال الطريق إرشادٌ أو نصيحة فقمت بقطع كافة وسائل الانقاذ التي وفرها لك
من تدعي تمثيلهم زوراً وازدت غطرسة وغاليتَ بغرور العظمة حتى تناسيتَ أنك
فردٌ في جماعة ولن يلبث منتخبوكَ وحلفاؤك أن يُضحوا بكَ في سبيل مصلحة
الوطن أو مصلحتهم الخاصة التي إن وصلوا إليها نبذوك وطرحوا عنهم
زيفَ تحالفهم معكَ وهذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في تاريخ هؤلاء
وأولئك والتاريخ، حديثُه وحاضرًه خير شاهدٍ على ما نقول..
الجميع يحبكَ
أيها الجنرال لكن مع الأسف أنتَ لا تحب نفسكَ.. الجميع يحب لبنان لكنكَ
لا تحب إلاّ ذاتك..
لو كنت تحب
نفسك لما أحببناه فيك لما كان هذا حالك، ولو كنت تحب لبنان كما نحبه لما
اختزلت حبَّه لذاتك!
صانك الله
لبنان
لاحظ س. حداد |