لبنان وطنٌ، شعبه يعيش عبأً عليه!
ثلاث وثلاثون سنة انقضت وأجيال أخرى وُلِدَت ونشأت وأخرى كَبُرَت
والوطن لا زال بانتظار نهاية حقيقية للحرب!
أبطال الحروب السابقة، لا زالوا هم هم، لا يتغيَّرون.. والكلُّ في
أحلامهم سادرون!
الكلُّ في تدمير الوطن مستمرون وعن الشعب لا يسألون!
كأنما كتُبَ على لبنان دفع جزيةَ سلامه أتاوةً لـلآخرين.. وهؤلاء
عن غيِّهم لا يتراجعون ولشعب لبنان لا يرحمون..
قادة البلاد، من فوق أسطح السياسة يتناطحون وعن حافاتها بقاماتهم
الفارعة، بعضهم البعض يترامحون،
وكأن الأرض على وسعها لا تتسع لصولاتهم..
أحدهم يعتكف في قلعة فوق رابية خرسانية، وثانيهم يحتجب داخل قصر
عثماني الطراز، وثالثهم في حصن حصين..
رابعهم يقبعُ في دهاليز ملجئٍ فوهروري وخامسهم في عرزال وكرِ نسرٍ
صيفي مستقر!
نواب هذه الأمة المنكوبة باختيارهم، إمّا في أروقة فنادق، لمعت
نجومها مغتبطةً باحتضانهم، يسرحون ويمرحون،
وللوقت في رسم طلاسمَ يستقطعون، هم ذواتهم أحاجيها لا يكنهون!
وإمّا في خيلاء البطش يتهادون!
القادة الروحيون، صلواتهم، لتشتت غاياتهم لا تُستجاب، وتمنياتهم،
لبرارتها، عبدةُ المال والنرجسية يُبْطِلون!
والشعب اللبناني البائس، إلى روماه، لعل وعسى، قادته ينظرون
وبخطواتهم إلى الأرض ينزلقون..
ومن وادِ ظلال الموت لأبنائهم ينقذون والوطن لأهله يسترجعون!
سقياً لأيامَ كان للوطن أحرار من أجل رفعته يستشهدون!
لبنان، وطن الأوطان، وموئل الأديان، امسى في غياهب النسيان!
أَلا تعساً لوطن شعبُه يعيش عبئاً عليه!
صانك الله لبنان |