لاحظ س. حداد

اقرأ المزيد...

7 اكتوبر 2007


 أَلَـم يجدّ الجَدّ بعد .. لإنقاذ الوطن؟

رسـائل وجدانـيّة

 " بعد أن جدَّ الجدُّ " جملة شهيرة أطلقها المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة، بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب بين العرب وإسرائيل عام 1967؛ أتبعها بإرسال القوات التونسية للمشاركة في الحرب.

 السياسيين اللبنانيين نسأل: تُرى، ألم يجدّ الجدّ بعد عندكم للتحوّل عن المماحكات السياسية، التي تكاد تطيع بالوطن، ومعالجة الأمور بجديّة ومسئولية تنقذه مما أدخلتموه فيه عن سابق إصرارٍ وتصميم؟  

النظام الديمقراطي الذي ارتضيتموه ديمقراطياً توافقياً، لا ديمقراطية تحكُمُهُ ولا التوافق الذي تدعون به في المنال.

الديمقراطية التي تدّعون تفرض ما لا تقبلون به والتوافق الذي تنادون به أصبح يعني التسلط والاستئثار بكل معاني الدكتاتورية.. أما آن لكم أن تنتظموا في الديمقراطية وتلتزموا التوافق؟ 

وطننا أيها السادة، ليس سلعة متاجرةٍ ولا سقط متاع، إنه الوطن الأوحد في منطقة الشرق الأوسط برمتها الذي كانت رسالته في الديمقراطية قبل أن تتكنى بها أممُ الأرض.. أَفَـتأتون، أنتم اليوم، لتعودوا به إلى زمن الجهالة والظلمات.. إنها حقاً لَخيانةٍ عظمى بحقِهِ ترتَكِبون وَ.. إن عاجلاً أم آجلا عليها ستُحاسَبون.

وطننا، بعد أن استُردَت سيادتُه واستُعيدَ استقلالُه، تأتون اليوم، معارضة وموالاة، بخِفةٍ وصلفٍ وتصلّبٍ وتخاذل وادعاء حنكة، إلى حتفه تقودون.. والوطنية تدعون!  

أيها السياسيون النوابغ، في المعارضة كنتم أو إلى المولاة انتسبتم، ضياع الوطن مسئوليتكم.. فهلا اتعظتم وللوطن أنقذتم؟ 

 وإلى كلٍّ منكم إلتفـاتة:

فخامة رئيس الجمهورية،

في موقعك الأرفع، في النظام اللبناني، لم تراعِ قسماً أقسمتَ بالحفاظ على الوطن واحداً موحّداً بل، انحزت إلى فئاتٍ من شعبك دون الآخرين ولم تراعِ مشاعر الغالبية العظمى من شعبك؛ وأدرت ظهركَ إلى نصائح الأقربين والأبعدين خاصةً المرجعية الدينية الكبرى التي لولا انتسابك إليها لما حللت في موقعك.. ومؤخراً، نسمعُكَ تتحدث عن لبنان واللبنانيين وكأنك تتحدث عن بلدٍ غير بلدك وعن شعبٍ غير شعبك.. هل ترائى لك أن هذه من مقومات التوحيد أو الحياد بعدما أبعدت ذاتك عن الشعب فأبعدكَ عنه.. لندع التاريخ ينصفك!    

 دولة رئيس مجلس النواب،

موقعَك الرسمي استغليتَ وبموقعك الحزبي استقويتَ وللديمقراطية المُفْتَرض بكَ صيانتها أقصيت.. ولعبة "رجل في فلاحة النظام وأخرى في بور الغرباء" أبقيتَ، فما من الأولى، رغم كل المداهنات و"مسح الجوخ"، نلتَ المبتغى ولا من الثانية، رغم الدعم المطلق للمعارضة، جاءك المرتجى.

تجاوزت كافة الأصول الدستورية وعن الشورى الفضلى استغنيت وفي غير مؤهَلٍ لذاتك نصّبتَ.. ومن الطائفية أقصى متطرفيها قرّبتَ ولأعدل حكمائها أقصيت.. وعلى قرارِ طائفتك استوليتَ وللوطن بكامله، على شفير الهاوية أبقيتَ.

جميع المبادرات العربية والأممية أفشلت.. وفي الأخير، بمبادرتك المنتظرة بالشر المستطير تنبّيت ولكافة وعودك بالسير بمقضيات نداءات مرجعية بكركي لإنهاء الأزمة تراجعت.. وماذا بعد! الم يحن أوان العودة إلى الوطن أم لا زلتَ بانتظار غيمةً سوداء تقصف أرض الوطن بويلات حرب جديدة تعيدك إلى واجهة أفضل من التي أنت فيها؟     

تُرى! كي نبجّلَ الشخص، هل المطلوب إركاع العالم تحت قدميه؟ وهذه عين التينة بات المقر الأسمى، فهلاّ رضيت ولرفع الغمامة السوداء عن عينيك انثنيت، فترى إلى الوطن بعينين لبنانيتين صافيتين وتبسط يديك فتقبض على أدوات الشر قبل أن يستطير ويطيح بكل ما، في الحرب البائدة، جنيت!          

أخيراً، هل تشارك حليفك زعيم حزب الله أو تقبل طروحاته في تدمير الدستور وأنتَ المولج، في موقعك الرسمي، حمايته..

قطعاً، لا تريدنا أن نصدق أن هذه الطروحات ما أتت إلاّ  للإطاجة بمبادرتك، كمسئول رسمي، وإعادتك إلى أحضانه فاشلاً منهكاً، أقلّه ظاهرياً، كي يستكمل شوطه تحت مظلتك! 

 

إلى السيد حسن نصرالله..

نحن نحترم عقيدتك لكننا لا نؤمن بها.. ولستَ وحدَكَ صاحبُ عقيدة!

في بعض عقيدتك أيمان وفي بعضها انتماء.. ومن كانت عقيدته عالمية كان انتماؤه كذلك!

كان على عقيدتك أن تثبّتَ رسالة وطنك الانسانية في تقارب الأديان وليس العكس!

والوطن، لو ان كل ذي عقيدة أراد تطبيقها عليه قسراً ، لما اتسعت رحابه لعديدها.. فلماذا لا تتيح لعقيدتك أن تتبارى في الخير والسلام مع مثيلاتها وتقيم برهان صلاحها بصدق البيان عوض فرضها بقوة العنفوان.. أنظر إلى الاسلام ينمو وينتشر ويتكاثر في الأرض بحسن السير والسلوك ويتناثر بسبب سلوكية البطش والإرهاب!

وأنتَ يا سيد كمن يأكل التمر ويرجم بالنوى، وحبذا لو إن في لبنان تمور تُزرع.. فهل هذا من شِيَم الكرام؟

 ثق مواطني.. لو أن جهادَك من أجل وطنك لحزت فيه المقام المنشود، وبتخطيك الوطن إلى مجاهل الأوطان سوف لن تجد وطناً يأويك.. إن ولاء المسلم مطلوب وانتماء غير المسلم مرغوب، ومتى وُجِدا انتهى لبنان.. إليهما.

مبادرات ونداءات لا تُحصى وُجِّهت إليك وانت أدرت لها أذنك الصمّاء.. كيف بالله عليك، وأنت تدفع بالوطن إلى أحضان الغرباء، تريدنا أن نصدِّق أن مقاومتك الفريدة ما انفكَّ معاونيك ينصبون أنفسهم قضاةً وحكّاماً وعن رأيكَ في صيرورة الوطن لا يحيدون.. أَهو الوطن، تحت أقدام الغرباء، ما ترغب أم هي الكيدية الشخصية باتت التزاماً لك لا فكاك منه إلاّ في ظل الحراب الموجهة إلى قلب الوطن ما تريد!

النصيحة بمثقال الولاء تُؤخذ وليس برياش الانتماء تُعطى، فهلاّ إلى الوطن اهتديت وللمقاومة، التي أخذت أفضل ما يُؤخذ، وبعد أن أدت دورها للعلى، إلى الوطن الأبدي المقاومةَ أعدت!    

Stop Press: خطابك اليوم أسطع دليل تقدمه للبنانيين عن التهوّر الذي ما زال متملكاً.. إن طروحاتك القديمة الجديدة باتت مملة وغير صالحة للإستهلاك العقلي لدى اللبنانيين!

نردُّ طرحك إلى نحره، فنقول: الدستور اللبناني ليس لعبة أطفال. تغيير كلمة واحدة [ذو وجه عربي إلى عربي] كلّف وطنا مئات ألاف القتلى والدمار طوال عقدٍ ونصف من الزمن، فمن أنتَ حتى تأتي اليوم وتغيره ولمصلحتك ومصلحة حليفك,, ألِكونك تمتلك قدرات التهديد المبطن والعلني أم إنه الإفلاس الكامل بعد أن انهارت احلامك.. إعتدادك بأعدادك هو الذي يجب أن يطرح وفي عشيرتك بالذات، هو الذي يجب أن يطرح للمساءلة الشعبية.. الإستفتاء الذي تتباهى بتقديرك نتائجه، نتمنى أن يتم شريطة أن يشمل جميع اللبنانيين في العالم وليس فقط المحبطين والمهددين في لبنان بل أولئك الذين لديهم حرية القرار، أي الذين بأفعالك وتراكم مخلفات النظام السوري الدكتاتوري لديك ولدى بعض حلفائك.. أيها السيد، الالستفتاء يصح تماماً متى اعطيت الحرية لإبداء الرأي إلى المجبرين والخائفين.. تذكرنا اليوم بالحرية التي فرضتَها يوم انسحاب جيش إسرائيل من الجنوب اللبناني والخيار الذي أعطيته لأولئك الذي أُجبروا على التعامل معها: إمّا أن تسلموا أنفسكم أو نذبحكم في أسرتكم.. باطل ما تدعو إليه في شأن رئيس توافقي، فالشخص الذي تلمّح إليه لا ولم ولن يصلح أن يكون توافقياً.. تاريخه، منذ أن ظهر على المسرح السياسي أثبت أنه من ذات الطينة الفوقية التي جُبِلت أنتَ منها.. نريد رجلاً، وما أكثر الرجال في الوطن، يكون ذا عنفوان غير مجبولٍ بالدماء وحب الانتقام بل يتمتع بمهابة عنفوانٍ وشموخ وطني أصيل.

الجنرال الكبير،

قالت العرب: أدبُ المرؤ خيرٌ من ذَهَبِه؛

أنفٌ في السماء وأسْتٌ في الماء؛

ما كل بارقةٍ تجود بمائها؛

وغثُّك خيرٌ من سمين غيرك؛

إذا حككتَ قرحةً أدميتها؛

الحق أبلجُ والباطل لجلجٌ ..

أنت أيها الجنرال، تتحمل، فيما وصلت إليه حالة البلاد من المسئولية كبراها..

أنتَ للعروة الوثقة في الوطن، من أجل غاياتك فككت..    

انتَ للمسيحيين وحدةَ صفَِّهم المسترجعة، بدعاواك المرتجلة، شرخت..

أنتَ لأبناء مارون، جهادهم في الوطن، أنكرت.. 

أنتَ للمسلمين، أطرافَهم عن بعضها، أبعدت..

أنتَ للسنة، حقهم في الوطن، تحت شعاراتٍ بالية، رفضت..

أنتَ للدروز، عودتهم الشريفة للوطن، أنكرت..

أنتََ للشيعة، أحرارهم وحرية اختيارهم، أبعدت.. وبدعوى تفاهمٍ عقيم عن إخوةٍ لهم سلخت..

عشرات السنين، انتظر المسيحيون استعادة أخوتهم المسلمين ولاءَهم للوطن وتفضيله على الانتماء وها أنتَ، بما تطرح وتنفذ، تحاول استعادة الانفصال المرذول وتمنع الإلتحام الميمون وعرقلة إطلاق رسالة لبنان الحضارية تحت شعارات المشاركة الموهومة.. مشاركة تدعمها "جبهة الرفض" المستحدثة بريادة ملكي اللغة والبيان: وئام وهّاب وناصر قنديل.

 أنتَ تطالب بالدولة القوية وفي آن تمنع دولتك من تقوية قواتها بل وتنشأ لذاتك قوة خاصة لمجابهة قوات الأمن اللبنانية التي أمست بنظرك ميلشيا ينشطَ المُنَوَّمون إلـهياً للتهجّم عليها.. بهذا، تريد أن تتمايز، كما حليفك الرئيسي "حزب الله" وحلفائك الصغار باقتناء السلاح والرجال معاً.. أية دولة تريد أن تحكم؟ أهي دولة لبنان الذي تزمع ترؤسها أم دولة تستقوي بالمليشيات المسلحة.. أم إنه تدارُكٌ للدفاع عن النفس بعد أن فقدتَ ثقتك بقدرات الدولة التي تُهَدِّم أم تمهيدٌ لإقامة توازن قوى فات أوانه ولم نعد بحاجةٍ إليه!

 الإستغلالية صارت شعاراً: أين كنت أيها الجنرال، أيام كانت المليشيات تحكم لبنان؟ ألم يخطر لك أن تستغل قيادة الجيش للانتصار للوطن وسيادته المنتهكة من شتى المليشيات والمنظمات الغريبة كي نسجل في تاريخك بادرة عنفوان حقيقية.. أنتَ فقط جررت الكل لمحاربة سوريا كي تستولي على نتائج جهاد "المليشيات" الوطنية وتُظهر ذاتك منقذاً.. ومع ذلك صدقناك يومذاك واندفع الذين حموكَ وحموا الوطن من مرتزقة الأمم، اندفوا لدعم جيش الوطن بكل ما أوتوا من قوة ما لبثتَ، بعد حين، أن قمت بالاعتداء الفاضح عليهم وعلى إنجازاتهم.. وبادرت إلى إلغائهم!

 أنتَ أيها الجنرال الكبير، لم تبالِ بنداء المرجعية الدينية، التي إليها تنتسب، لرفع الاعتصام من قلب عاصمةٍ تريد أن تحكم، ولم ترى بأساً من الرد المباشر، والمُحبِط لكل بادرة خير، لزميلك في حزب الله لدى رفضه ذلك النداء، وفي عقر دارك .. المؤسف حقاً أن يبلغ بك الأمر أن تسكت عن إهانة رأي أصحاب النداء لم تكتفِ به بل صممت على تأكيد تلك الإهانة.. ومع ذلك تريد أن تحكم تحت مظلة تلك المرجعية.. لا أيها الجنرال، لا المسيحيون يقبلون ولا المسلمون يرضون أن تكون رئيساً لهم.. رئيساً لم يحترم مقاماتٍ، روحية ووطنية، يحترمون ويجلّون.. ولن تنفع فذلكات جهابذة المناظرات التي يتحفنا بها، من حاشيتك، المتشدقون.. فمن لا يحترم الآخرين لا يحترمه الآخرون! وجحا لن يكن قط أكبر من أبيه!  

بعد أن جدّ الجدّ واقتاد الشر المستطير نظام لبنان إلى حافة الهاوية التي أنتَ شخصياً كنت المساهم الأكبر، نراكَ، عوضَ أن تسلتحق نفسك وتقف موقف الوطن، تجهد بكل ما أويتَ من جبروت وعناد، تتمرد على الوطن وتقذف بكافة مقوماته إلى المجهول الذي لم يعد مجهولاً، كي تبرهن عن حقٍّ تدّعي ملكيته كما هي ملكية إسرائيل للحق الإلهي المستكتب بأيديها.. بئس الحق إن كنت بواسطته احتلال الأرض وضرب الرقاب .. رقاب المسيحيين.. إنها الخيانة العظمى ترتكبها أيها الجنرال باسم الحق.. فَلا فُضَّ فوكَ ولا عاشَ من يشنوك.. للجنرال نصيحة: إن الهوى شريكٌ للعمى، فلا تدع شغفَك بالكرسي يُعميك ويُصمّك!

أخيراً نلفتك إلى أن دور بسمارك الدكتاتوري في لبنان غير مجدي إطلاقاً وحبذا لو أعدت درس المسئلة الشرقية من أساسها، لعلك تدرك أن الدور الوحيد الذي يليق بقادة لبنان هو ديمقراطية خَلوقة منفتحة تُصحح مسيرتها في ظل القوانين!

Stop Press: إن إعلانات حليفك، زعيم حزب الله، الانتخابية عن طريق تدمير الدستور اللبناني ليست سوى جرّ رجلك إلى تسليمه ببراءة ابن ليعقوب أخوته إلى أنياب الذئاب المتعددة الجنسية، ليس لبيعه بل لقتله نهائياً.. فهل ترضى هذا الانحلال أم تراك إلى دورك الشريف البنّاء عائداً.. المطلوب منك اليوم إنقلاباً حقيقياً يُنقذ الوطن ومن بعد يُصار إلى إصلاحه!      

 ثالثة الأثافي، سليل العراقة التاريخية في لبنان، وليد جنبلاط.

أنتَ اليوم إحدى الركائز الأساسية في قيام لبنان..

إن اعترافاتك بالتأخير بالعودة إلى الوطن، مفخرةٌ يسجلها تاريخ الوطن لوليد أبٍ، في أقسى ظروف المحن التي ألمّت بالوطن، لم يبع لبنان بل دفع، دماً ذكياً، الثمن الأغلى لغلاةِ ولاة الحقد والنكران في بلاد الشام.. ولا يسلم الشرف الرفيع ما لم يراق على جوابنه الدم.. وشرف الوطن أغلى وأثمن..

امتطاؤك صهوة العنفوان لم يجاريك فيه سوى شركاء الجدود الذين على أكتافهم قام لبنان.. هنيئاً للبنان بكَ وبهم!

مواقفك المتزمتة في مواجهة العنجهية المنهجية لأعداء الوطن تبقى شعلةً يجب أن تضيء طريق من لا زال التردد يردّه!

والطريق لا زالت في بدايةٍ تحتاج تمهيداً، وأنتَ لها..

إن دماء أول الشهداء الأحياء، كانت بشارة الخلاص من الاستبداد التي نثرتها دماء رئيس وزراء لبنان على أرض الوطن تُطهّرهُ وعلى جباه القتلة تصمهم بالعار الأبدي.. الوليد: اشتُهرْتَ بالتلوُّن، وهذا شأن الأريب في السياسة، فلا تتخلى عنه فلكل ظرف لونٌ يباريه ويكشفه، وأنتَ الأبرع! ولبنان في العالم، لك منه كلَّ التقدير لتنبؤاتك الوطنية، عسى كبراها تتحقق!    

 فؤاد السنيورة، الوطني الذي هزَّت دمعته العالم.

ألف تحية وإكبار للمواقف النبيلة، غير المُقدّرة من الصغار الذين لم يتعودوا سوى العنف والإرهاب الفكري والجسدي، التي تتخذها من أجل حماية الوطن. يكفيكَ مجداً أن العديد لم يألف نوعك في السياسة والدبلوماسية، لذا يبدون عاجزين تماماً عن اللحاق بك.. ليت من يعاديك كان له بعض وطنيتك!

لم يوفروا عصىً لم يضعوها بين أضلع عجلات حكومتك ومع ذلك تمكنتَ، بدبلوماسية مدهشة، من استيعاب حقد الحاقدين وتحويل سلبياتهم إلى أيجابيات لصالح الوطن.. شكراً لك!

نأخذ عليك التهاون والكياسة والليونة التي لا تصلُح  مع كل من ادّعى الحق، فحق الوطن على الجميع أبقى.. كإنسان، فاقت قدرة تحملك حدود المنطق المألوف، وكرئيس لحكومة الوطن نجدك تتهاون كثيراً باستعمال السلطة التنفيذية الموكولة إليك..

 أولاً: الدعم العالمي الذي تلقاه لم يُعطى لأي رئيس حكومة سابق في لبنان.. تهاونك باستعماله أجاز للمارقين والمتفذلكين الاستهانة بقدرة الدولة وبالتالي التطاول عليها.. تطاولٌ لو نالَ أية سلطة في العالم لما تقاعست عن التصدي له واجتثاثه من أصوله.. إن أفعال المسايرة والترقيع التي اشتهر بها سياسيو لبنان، لم يعد يصحُّ استعمالها مع معارضة همُّها ضرب الوطن ومنع قيام دولة الاستقلال الثاني.. 

ثانياً: التهاون باستعمال القوات الدولية لردع النظام السوري عن مساندة قوى المعارضة، إن بإقفال الحدود مع سوريا، ولو لمرة واحدة في التاريخ، ومنع تذويدها بالسلاح ودفعها لقلب نظام الحكم في لبنان أو بتوقيف، أقله أذناب المعارضة الذين ما فتئوا يتهجمون على الحكومة وينتقدون أعمالها وبالتالي يعيقوننها، شجَّع الجميع على تفكيك التلاحم الوطني وبذر كافة أنواع الشكوك بين طوائف ومذاهب الشعب.. ظواهر ما نقول: التوَّقُف أمام الاعتصام والتراخي عن رفعه بحق قوة الدولة للدفاع عن مواطنيها وحقوقهم عليها، حدا بالمعتصمين إلى فرض أمرٍ واقع ضرب ويضرب الاقتصاد الوطني ويدفع أبناء الوطن إلى اليأس  وتركه إلى الخارج.. هذا ما جعل من حكومة لبنان مكسر عصى لكل من يخشى تنفيذ قوانينها!

 ثالثاً: مؤخراً، زاد في الرقة ولم ينفلق.. لسنا ندري ما العائق الذي يحول دون الاستفادة من دعم المجتمع الدولي وطلب حمايته للجمهورية..

Stop Press: جميلٌ ردك الدبلوماسي المباشر على زعيم المعارضة.. لعلّه ولكنه لا يريد أن يستفيد من دروس الماضي ويصرّ إصراراً غريباً على ذات منواله الهمايوني.. تهديداته المتجددة اليوم، يجب أن تؤخذ مأخذ الجد كونه، على ما يبدو قد فقد كامل رؤيته ولم يعد لديه ما يقوله سوى ترداد المردد..     

 رابعاً: دولة الرئيس، لا يفلّ الحديد إلاّ الحديد، وإذا تركت الحبل الإرهابي والتهديدي على غاربه سيأتي يومٌ لن تكن لك القدرة  للدفاع عن الوطن.. لذا بات ضرباً لازباً أن تأخذ الأمر بالجدية المطلقة وإلاّ فقدت الكثير من إحترامنا لصبرك وطول أناتك المرهفة.. ولن نزيد!

 سعد الدين الحريري،

من شابهَ أباه فما ظلَم .. كفاءة مميزة بدت في خطواتك ما توقعنا أفضل منها..

لبنان أولاً، طالما سخر الكثيرون من مطلقها إلى أن أتيت لتثبيتها وتأكيدها وقد أفلحت.. إن ملعقة الذهب لم تُنْسِكَ مرارة الغثيان من صلفِ الغباء المتحكّم بالنفوس.. منذ اليوم الأول شهدت لشهادة أبيك وزادتك شهادات العنفوان صلابةَ في الحق وشجاعة في البيان..

أربعين شهيداً علّقهم بنو عثمان في ساحات العاصمة، لم تردع غوغاء غابات الاعتصام من احتلالها وتدنيسها! ومع ذلك لا زلنا نستذكرهم ونكرمهمم.. 

بضع شهداء قادوا ثورة الأرز فسطروا للتاريخ أسطع صفحاته في حين، اللهم لا شماتة، ألاف الشهداء لم يرتقوا بقادتهم إلى مستوى الوطن بل استُغِلّت شهاداتهم أيّما استغلال.. فمتى تُرانا نُجمع ونجتمع لاستذكار وتكريم كل الشهداء! 

لسنا في مقام تسجيل شهادات الوفاء لمن علق الأربعين أو للذين قتلوا الآخرين بل نحن نربأ بأنفسنا أن نضع الشهادة في موقع الوفاء إلاّ لمن سقطوا دفاعاً عن لبنان..

 الآن والآن فقط يشعر اللبنانيون في العالم أن ثورة أرزهم لم تذهب سدىً بل هي أثمرت استثماراً رائعاً في استكمال رسالة لبنان في تعاضد الأديان.. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسله واللبنانيون!

 فخامة الرئيس الشيخ أمين الجميّل

كلام الرئيس رئيس الكلام.. إن دماء شهدائنا الأبرار، منذ سقوط أول كتائبي في سبيل تحرير لبنان إلى استشهاد ألاف الكتائبيين وأحرار لبنان، إلى تتويج هؤلاء باستشهاد رئيس الشهداء، إلى شهداء الاستقلال.. دماء هؤلاء وأولئك لم تكُ يوماً عزيزة وغالية وجديرة بالتكريم والتقدير أكثر مما هي اليوم بحاجة إلى تقديس ذكراها والتراقي إلى، حيث هي، في مستوى الألوهة، استنصاراً لها لإنقاذ الوطن وتثمينها لتثبيت كيانه واستمرار كينونته..

مهما بالغت الأفاعي الغريبة والمستغرِبة، من نثر سمومها في الجسم اللبناني فإنها، بوجودكم "عنيداً " حكيماً في مواجهتها، لن تتمكن قط من أكثر عقر أصغر أطراف أقدام لبنان..

لبنان، فخامة الرئيس، لم يقم ولن ينهض، كما تعلم إلاّ بإرشاد رسولي لبناني متكامل. وأنتَ بتآلفك مع فريق ثورة الأرز، الخالدة خلود الشمس في صدر الأزل، لا ريب أنكم إلى الإنقاذ واصلون.. ومن تخلوا عن هويتهم الوطنية خاسرون.. إن المدعين الانقاذ عن طريق الفوضى أو الاستبداد إلى مزبلة التاريخ ذاهبون..

في قرارة النفس، لا نجد من هو أوفر منكَ خبرة وأسع اضطلاع على الأمور لتولي موقعاً، منذ تخليت عنه، بحكم الدستور، وأليتَ مقاليده إلى غرابٍ حاول تقليد الحجل، فقاد البلاد إلى جحيم الاحتلال ولم يتمكن إلى من العودة إلى حجمه [ غراب شؤم] سيما وأن غرابناً غريبة أمسكت بجناحيه طيراناً لتلقي به بين أترابٍ غرباء لا همَّ لهم سوى القضاء عليه وعلى الحجل اللبناني الصامد بين صوّان الجبال وأرجوان الشاطئ الخالدين.. فهلاَ انهى فكركَ الراجح إلى التصدي لصقور الأمم وامتطيت صهوة فينيق لبنان!

 

الحكيم الحكيم

أنتَ يا من عانيتَ الضوى لإشباع الذات المقاومة اللبنانية، في أشد مراحل الاعتداء على الوطن، وأقمت محجةَ العنفوان في أفئدة شباب لبنان.. 

أنتَ الذي، بسبب قبولك اتفاق الطائف لإيقاف الحرب، نلتَ جزاء النظام السوري المنتقم من مقاومتك البطلة له..

أنتَ الذي استعملتَ كبش جزاء لمن سهّلتَ وصوله إلى القيادة العليا.. فكنتَ الشهيد الحي الذي استمرت شهادته إحدى عشرة سنة وبضعة أشهر..

أنتَ المؤمن بأن سيبة الوطن قد استقامت الآن أرجلها وأمسيت، مع الوليد الشايب والشيخ الشاب، القاعدة الثابتة التي لن تتقوض أبداً.. ثلاثتكم بافتخار استرديتم كامل حقوق القرار الحر للوطن.. فلا مندوحة لكم للتخلي عما وصلتم إليه!    

 قادة ثورة الأرز اللبنانية المقيمة في الوطن

إن عمال ثورة الأرز في العالم يدفعون ويدعمون بقوة وثبات ثباتَكم في مواقفكم الوطنية، فلا تدعوا الغواغية العمياء والرعاع ينسونكم دماء شهداء الأمة اللبنانية فتستسيغوا التوافق على رئيسٍ قـد يتخلى عن بعض مكتسبات الشعب اللبناني.. إن الإفلاس الذي بدا ويبدوا في مواقف المعارضة، غير الوطنية، المتصلبة والمهددة لا يجب أن تثنيكم عن واجب إنقاذ الوطن الأغلى بين الأوطان .. لبـنان.

صانك الله .. لبنان

لاحظ س. حداد

التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها