شهيد
يقاضي قاتليه!
غدراً واغتيالاً، استُشهِدَ القاضي الرصين.
لاحظ س. حداد
التيار السيادي / نيوزيلندا
18/06/2007
يأبى شهداء الاستقلال الثاني إلاّ الاستأناس بقاضٍ من وطنهم!
ومَن أولى من قاضي بيروت الممتازة، عاصمة وطن الأرز؟
هكذا تمت دعوة القاضي الشهيد وليد عيدو، فانتقلَ إلى مجمع شهداء الأرز
الخالد.
هذا القاضي الرصين، رحمه الله، الذي طالما رأيناه يبهر المنابر بحجّةِ
الاقناع وإسقاط براهين الختل والأحابيل التي برعت بها قوى الشر المتمادية
في اقتناص الرجال الوطنيين والإبقاء على المشعوذين ودعاة الأطروحات
السوريو- ايرانية.
أقتنصته أيدي الغدر وقاتلة الرجال.
قاضينا الآن سيتصدّر محكمة السماء وأما الديّان الأعظم، لن يتوانى عن
إدانة، كل أدوات الشر والاغتيال وحسب بل، الرؤوس المهووسة بقتل الأبرياء
لمتعة في القتل ورؤية الدماء الذكية تهدر إرواءَ غليل الحقد الموروث
فيها.
إنهم ذئاب الأمّة العربية، تجار الدماء البشرية، الذين مذ دخلوا ديارنا،
لم يتركوا زاوية طاهرة لم يدنسوها أو بيتاً يخربوه ولم يتخلوا عن نبض في
شريان ينبض دون قطعه وامتصاص دمائه.
إن اغتيال القاضي الرصيد، وليد عيدو وولده البكر، شهادةٌ مضاعفة ترفع على
جبين وطن الأرز،
إنها شهادة الأب ممهورة بشهادة الأبن.
وَ .. يا لثِقَلِ الدماء على صدور القتلة الأشقياء!
وعلى القاضي أن يقاضي قاتليه وقتلة ابنه وباقي أبناء الوطن!
الجيش الوطني
ما زال شلال الدماء يروي عروق الأرز
ما يقوم به الجيش اللبناني من تعقّب وإبادة لفلول قوى الشر المتمترسة في
دهاليز مخيم نهر البارد في شمال لبنان، ومن ضرب لمحاولات هذه القوى
لزعزعة الأوضاع في مخيمات جنوبه، يقدم البرهان الواضح والصريح على ما
خُطِّطَ لتنفيذِ ما وعدَ بهِ رئيسُ النظام السوري من تهديمٍ وتخريبٍ
وحرقٍ في لبنان.
كما أن ما تكتشفه القوى الأمنية اللبنانية من خبيئات الأسلحة في البقاع
اللبناني وما تعتقله من عناصر لقوى الشر المئتمرة بأوامر مخابرات النظام
السوري والمنتشرة في أماكن متعددة من المدن اللبنانية، تفضحُ استماتة هذا
النظام الإرهابي في نشر الفوضى والخراب والتدمير كيفما وأينما استطاعت
إليه سبيلاً في البلد الشقيق. هكذا تكون
الأُخوَّة!
تحية إكبار وإجلال إلى قوات جيشنا البطلة وانحناءة احترامٍ لشهادة شهدائه
الذين سفكوا دماءهم
وضحوا بأرواحهم فداء وطنهم ووطننا جميعاً لبنان... الرسالة.
إن سقوطَ أغلبية عناصر الجيش اللبناني، من أبناء الطائفة الإسلامية،
وخاصةً السنيّة منهاً، يبيّن للعالم كذب ادعاء هؤلاء السفّاحين بالدفاع
عن السنّة في لبنان أو انتقاماً من النصارى والكفرة فيه. وأدى إلى الوقفة
الوطنية التاريخية، ليس لهذه الطائفة وحدها بل ألّب جميع الطوائف
اللبنانية ضدهم ودعمَ جيشَنا الوطني في القضاء على هؤلاء الهمجيين
الموتورين والمخَدرين سوريّاً وغير سورياً. وبالتالي أقام البرهان الساطع
على رفض كافة أنواع الطائفية التي حاولت هذه الزمرة الآبقة بالدين
والقيَم الإنسانية التي تتحكمُ بمن أرسلهم إلى لبنان.
إن ما قوبِلَ به عمل قواتنا المسلحة من دعم وتأييد كامل من شعب لبنان
بأسره، يشعرنا بالفخار والعنفوان الذي قدمته هذه القوات من مجدٍ وعزة
لهذا الوطن الذي يحب الحياة ويؤكد رسالة لبنان
الحضارية التي لم ولا لن تميّز بين أبنائه.
إن التصرّف الحكيم الذي يقوم به أبناء فلسطين الحقيقيين تجاه قوى الشر
الدخيلة عليهم والتكني باسمهم لهو جدير بالتقدير لوفاءِ هؤلاء نحو وطنٍ
قدّم لهم الكثير الكثير من التضحيات والمعانات في سبيل قضيتهم المقدسة؛
ونحن نشعر لأول مرة بأن الفلسطينيين يأخذون على عاتقهم صيانة هذه القضية
من اختراقات قوى الشر التي يستثمرها، كعادته، النظام السوري الحاقد على
كل ما هو خارج نطاق سيطرته وتلاعبه... عساها تكون اليقظة النهائية لهؤلاء
الفلسطينيين تعويضاً عما عاناه لبنان بسببهم، فيستحقوا استعادة وطنهم
الذي نقدس أرضه: موئل الأديان السماوية.
إن تصرف فئاتٍ تدّعي اللبنانيةٍ، لم تأتهم الحكمة، فبدوا حلفاء لقوى
الشر.
هؤلاء، عوض أن يدعموا الجيش اللبناني الذي، منذُ ظهروا في الأرض، قدم لهم
ما لم يقدمه لهم أسيادهم وأولياؤ أمورهم إذ أنهم لولا تقديمات وتسهيلات
هذا الجيش ما كانت وصلت إليهم قط تقديمات أسيادهم وأوليائهم.
إلى هؤلاء نسأل: أما كان الأولى بكم أن
تبادروا، وفوراً، في تقديم العون العسكري الذي تفتخرون باقتنائه إلى
الجيش الوطني الذي ضحى، دفاعاً عنكم وعن عسكركم، ما ضحى وتلقى من الضربات
غير المحدودة في حربكم الأخيرة ضد إسرائيل؟ ونستطرد:
أهكذا، يا أهل الوفاء للمقاومة، يكون الوفاء
للجيش الذي تدعون أنكم، معه، تشكّلون فريقاً واحداً للدفاع عن الوطن؟
ونضيف: أية استراتيجية تريدون، بعد، أن
تبحثوها من أجل الدفاع عن الوطن؟ لا بل أي وطن؟
ها قد اتضحت معالم استراتيجيتكم مع المشعوذين وشذاذ الأفاق (خطوط
حمراء وصفراء)
تمنع سحقهم دفاعاً عن الوطن! هذا الوطن الذي، ألغى كافة الخطوط الحمراء
واندفع بكامل مقوماته للدفاع عنكم في حربٍ استدراجكم إسرائيل فكافأتموه
بالتخوين والعمالة إلى آخر ما حملت جعابكم من سهام الحقد والكراهية لكل
ما هو لبناني!
دعونا نطرحها ناصعة:
بعد هذه التجربة الدموية والمريرة لوطنيتكم، أنتم لستم أهل ثقة ولا يجوز
التعامل معكم كفئاتٍ لبنانيةٍ بل كحلفاء لقوى الشر التي تضرب الوطن تحت
سمعكم وبصركم دون أن يرفَّ لكم جفن بل الأكثر من ذلك، تحتجبون تحت شعارات
سخيفة لا تمتَّ إلى الوطنية بصلة،
وتدّعون بل تطالبون بالمشاركة،
من يشارك في الدفاع عن الوطن يستحق أن يكون شريكاً فيه وأنتم تخليم
وتتخلون عن الوطن في أكبر محنةٍ يمرُّ فيها. من هنا تثبتون للعالم كله
أنكم لا تمثلون من تدعون أنكم تطالبون بالمشاركة باسمهم فلهؤلاء من تحدّث
ويتحدّث ويستحق المشاركة الوطنية باسمهم. لذلك ننصحكم وللمرة الأخيرة أن
تتخلوا عن عنجهيتكم البائسة إذ لم تعد من بعدُ مقبولة وقد اتضحت نواياكم
المبطنة نحو الوطن، وطننا. وكنتيجة حتمية أنتم ليس لكم الحق بالمشاركة بل
جديرون بالنبذ والترحيل...
إن
من يستحق أن يشارك في حمل مسئولية الدفاع عن الوطن هم وحدهم مَن اعتديتم
على قياداتهم وحجّمتُم وجودهم واحتكرتم تمثيلهم بقوة السلاح بحماية نظام
الاحتلال السوري البغيض والمكروه حتى من شعبه.
أما
أنتم فأهداف مشاركتكم اتضحت أخيراً ونهائياً بتخليكم عن جيش الوطن
والقبول بتدميره وتشتيته، فيصبح الوطن وأرضه دون حماية فيتسنى لكم
الاستيلاء عليه بما اختزنتم من أسلحة وعتاد تتباهون باقتنائه لمحاربة
أعداء لبنان.
وهنا يستساغ السؤال، الذي ما فتئ يردده أكثر من قائد روحي في طائفتنا
الشيعية الكريمة عن سبب رفضكم وأسيادكم ذهاب الجيش اللبناني إلى الجنوب
المغلوب على أمره ؛ الأمر الذي يدعو إلى الشك الكبير في مدى تحالفكم مع
العدو الاسرائيلي لترك الجنوب عرضةً لكل تأزيم وتوتير ومن ثم التدّخل في
الشأن اللبناني، ولكل منكم، أنتم وإسرائيل، أهدافه .. لكن،
خاب فألكم وضاق حبل الصبر حول أعناقكم ولن
ينفعكم بعد اليوم توترات أسيادكم وديماغوجية أوليائكم.
ألا.. يا هؤلاء:
لم يعد في لبنان أو في عالم الانتشار اللبناني من لم يكتشف زيف ادعاءاتكم
إن في النصر الإلهي أو في نيرونية تصرفاتكم لتحقيق أهدافكم الهدامة
للبنان والمشوّهة لتاريخه وحضارة أبنائه وبعد،
أتقولون أنكم لبنانيون؟
الأزمة السياسية في لبنان .. مكانك راوح!
إن أية دولة تجابه ما تواجهه دولة لبنان يُصار إلى إقامة
حكومة إنقاذ وطني. لكن الحال في لبنان
يختلف تماماً إذ أن المطالبة بمثل هذه الحكومة لا تأتي من منطلق وطني
إنقاذي يتطلبه الوضع المتفجّر بقدر ما هو منطلق تهديمي للوطن إذ بإصرار
أقطاب المعارضة على إسقاط الحكومة تحقيقاً لرغباتها وأهدافها، عوض أن
تكون تأكيداً لانتصار الوطن إنما هو حقٌ يراد به باطل.
أما الشروط الموضوعة من المعارضة من أجل المشاركة في الحوار الوطني فهي
أشبه بذلك الذي يريد سلخ جلد الدب قبل اصطياده. والدب هنا (عفواً
للتشبيه) هو حكومة لبنان وجلده هو جيش الوطن...
فكيف تراهم يصطادون هذا الدب؟
ونسأل:
-
ذاك القاسم الرافض لكل طرح وطني وذلك القاووق المبشر بالويل والثبور
وعظائم الأمور، من هما ومن أوكل إليهما أو طلب منهما المشاركة في وضع
سياسة الدولة اللبنانية، إن بصفتهما الدينية
العقائدية أو السياسية؟
-
إن انتفاخ الأوداج لا تحيل الباطل حقاً ولا الانبساط في ديوانية الشاي
تجعل المتشايي هتلراً أو صدام حسين رحمه الله، فيدمر برلين او يحرق
بغداد .. إن لبنان يا صاحيين هو غير تلك أو تلك.
-
حزب الله، المتخلي زعيمه عن لبنانيته والفاقد وطنيته، الأجدر بالحكومة
اللبنانية سحب بطاقة هويته اللبنانية منه ومن كل مَن يطيعه والأولى
بهؤلاء أن يتركوا لبنان قبل أن يتركهم. ويرحلوا ويرتحلوا قبل أن
يرحّلوا قسراً أو على طريقة ارتحال أسيادهم وأوليائهم من قبلهم. حرب
تموز أثقلت ظهر البعير اللبناني، أي جيشه الوطني وموقف حزب الله منه،
بتصوّرهم سيقصمه حتماً. والبعير هنا لم يعد بعيراً كما يتصورون بل
أسْدُ غاب إذ ساورت وطنهم الفتن والمحن،،،
وعليهم أن يستذكروا التاريخ جيداً لا سيّما تاريخ ..
تاريخ دولة الحشاش
أنتم أيها الأسياد، أسيادٌ في فئاتكم ولستم أسياد لبنان وبالتالي فأنتم
لا تمثلون سوى أنفسكم فقط ولا تجوز، بعد اليوم، مشاركتكم في الأمور
الوطنية المصيرية. كفاكم سلبطة وتجبّر على الخلق وعموا أمور الطائفة
الشيعية تقودها رجالها الأحق منكم بالولاء والانتماء اللبناني والديني.
أما الأستاذ، وا.. أسفاه على هكذا استاذ، الأولى به الرضوخ إلى الأمر
الواقع والعودة إلى الوطن، لا سيما بعد أن خصص لمجلس جنوبة مليارات
الليرات اللبنانية التي اقتطعت عن أفواه باقي اللبنانيين لترمى في أشداقه
النهمة. ولم تعد اطروحاته العاطفية في
الحفاظ على نواب الأمة وخشيته عليهم من الاقتتال فيما لو فتح ابواب
المجلس النيابي... حبذا لو اقتتلوا (تعاركوا) بدل أن يُقتَل جنود لبنان
في مواجهة، من غضَّ الاستاذُ طرفَه عن تغلغلِهم في المخيمات الفلسطينية
واستدراج مخلفات الحركات الأصولية والارهابية.
ترى هل أن عاطفة الاستاذ ترقى إلى مستوى الحفاظ على الوطن أم هي فقط من
أجل ممارسة سياسة البور والفلاحة؟ أوَليس من الأفضل بهذا الأستاذ أن يبقى
في بور الوطن من أن يتحول إلى فلاحة الأغراب؟
إننا نسأل؟
سبق أن حذّرنا هذا الأستاذ الكبير المدمن على غيبوبة الرفض من أن أوراقه
باتت مكشوفة. وأن استراتيجية اللعب على حبال التناقضات السياسية،
وأحياناً تغذيتها وتأزيمها بين حزب الله وباقي أفرقاء النزاع السياسي،
بهدف إسقاط هذا الحزب في فخّ المواجهة العنفية بغية تدميره وتظهير
عدائيته ضد الجميع فلا يبقى في الساحة إلاّ حديدان .. الاستاذ. لكن يبدو
أن الأستاذ، المحتجب عن موقعه الدستوري، قد فقد قدرته على قراءة
الغيبيات.
إلى الأستاذ سؤال:
هل إن حصار إسرائيل البحري والجوي للبنان يستحق الاعتصام في مجلس نوابك
أمّا حصار النظام السوري واندساس مخابراته وصنائعها في لبنان لتدميره
وقتل أبنائه لا يستحق منك وقفةً وطنية تدّعي تمسكك بها فتفتح مجلس نوابك
والمساهمة في إنقاذ الوطن من براثن شبل سوريا وأسد أيران؟
ألم تتأثر بجميع المناشدات اللبنانية والدولية فتبادر إلى فك الحصار عن
ذاتك وتنتضي سيف الحق الذي تسلمته من مَن ظنَّ بك خيراً للبلاد والعباد،
وفضلت أراجيف، لسنا على يقين من أنك تصدقها، وتقف في وجه قيام دولة الوطن
يا دولة الرئيس؟ أَلا تستغرب أنت ذاتك ما تفعله أنت بنفسك وبقومك؟
حكومة الإنقاذ الوطني أيضاً،
أيَّ إنقاذ تريد جبهة المعارضة؟ أهو إنقاذ ماء وجهها المسفوك في ساحات
الاعتصام ضد الحكومة التي خرجت منها، أو لدرء خطر تملُّك حركات الإرهاب،
المنتدبة من قبل النظام السوري، وهي من سمحت بل وباركت خطوات هذا النظام
ولم تألُ جهداً في الدفاع عنه. وهل يعقل أن تنقذ المعارضة ذاتها من مَن
تدافع عنهم؟
أهو الشبق إلى السلطة وحده الذي يقود حملات المعارضة؟ حبذا لو كان ذلك
صحيحاً لَكنّا طالبنا حكومة لبنان بالتنحي وتسليم سلطتها إلى هذه
المعارضة. لكن أن يأتي الإنقاذ المزعوم لتحقيق مآرب أقوامٍ باعت نفسها
للشيطان فهو لا يجب أن يتحقق قط.
أن ترى هذه المعارضة الآبقة إلى الوطن يتهدم وجيشه يصارع جحافل المتربصين
به من زبانية النظام السوري، وفي آن، ترى دول الأرض كلها مهتمة بأمن
واستقرار شعب لبنان وسلامة أراضيه، وتبقى المعارضة وحدها مصرّة، بالحاح
عجيب، على تهديم الهيكل اللبناني على روؤس الجميع، غير أبهة بما يتعرض له
الشعب من ضيق وخوف ورعب. وكل ذلك من أجل أن تتسلم السلطة وتنتقم من
حكومته المنتخبة شرعياً،،، هذا أمرٌ لا
يصدقه عاقل.
صحافة العالم كلها تتحدث عن مخططات النظام السوري ومنفذيه في لبنان وتسمي
أركان هذه المعارضة بالاسم وعن دعمهم بالسلاح والعتاد والرجال. أصوليون
شتى من أتباعها. منهم من انشق عن قواعده الفلسطينية سابقاً ومنهم من انشق
عن المنشقين. أفواج من الارهابيين المهزومين في افغانستان وفي العراق.
جميع هؤلاء من قطاع الطرق والأعناق الذين ضجَّ العالم كله من أفعالهم
المزرية ضد الإنسانية .. ويدعون الجهاد في
سبيل الله، وأيّ الله؟ لا أحد يعلم !
إلى مثل هؤلاء يتوسل أركان المعارضة الوطنية اللبنانية النصر على حكومة
لبنان وإسقاطها .. ولا يخجلون!
أبمثل هؤلاء يهدد أركان المعارضة اللبنانية الدولة اللبنانية وحكومتها
ويطالبون بحكومة إنقاذ وطنية؟
إلى مثل هؤلاء وأولئك يشحن النظام السوري السلاح الحربي الثقيل، لا
لمقاتلة إسرائيل عدوة لبنان وسوريا بل لإسقاط لبنان وتدميره وتهجير شبابه
وضرب اقتصاده والعودة إليه.
ونتساءل:
أمع هؤلاء يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية أو إنقاذ وطني؟
ونجاوب:
كلاّ أيها السادة. فقبل أن تُشكّل وأياكم حكومة وحدة وطنية أو إنقاذ
وطني، سموها ما شئتم، يجب أن تثبتوا أنكم فعلاً وطنيون. وأنتم إلى اليوم
لا زلتم تتمتعون بقدر كبير من الديماغوجية والشوفانية التي ما همها سوى
الاستيلاء على السلطة ومن بعدها فليكن الطوفان! لكن الطوفان لن يطال سوى
الخونة في حق الوطن. بدأً برأس المعارضة الخائن الأكبر لقسمه العسكري
والدستوري وانحيازه التام إلى فريق دون الآخر.
هذا الرأس للدولة، لا يفتئ يتحفنا كل يوم بأطروحات التهديد والوعيد ولا
يستمع إلاّ إلى صوت سيده الأعنق في دمشق ويأبى الانصياع لنصائع من لولا
مقامه لما كان لهذ الرأس مقام.
هذا الرأس يهدد باستعمال حقه الدستوري. غريب فهمه للدستور وأغرب قراءته
لنصوصه .. حتى لغة من يؤنث المذكر ويذكِّر المؤنث ليست في بلاغته. نعتذر
لمن نلمّح. حق هذا الرأس الدستوري يتمثّل فقط في تعطيل هذا الدستور
لانتخاب رئيس حقيقي للبنان فالمبادرة إلى التجديد لذاته مرة أخرى. كيف؟
الإجابة بسيطة وواضحة:
سيناريو
يقدم هذا الرأس على تشكيل حكومة لن يعترف بها سوى النظام السوري وربما
الايراني، وتكون أولى مهامها إعلان الوحدة مع الدولة الشقيقة سوريا
فيوافق الرئيس على هذا الاعلان ويستدعي الجيش السوري لدعم الوحدة
اللبنانية السورية! أيكفي هذا أم نتابع التفاصيل؟
وأول مهام الحكومة الجديدة ستكون: إرسال طلب مستعجل ومكرر إلى أمين عام
الأمم المتحدة تطلب إليه بإلحاح شديد إلغاء قانون إنشاء المحكمة ذات
الطابع الدولي ومرفقاً طلبه هذا بشك مفتوح ( على بياض ) ممهور بتوقيع
الرئيس الأيراني وذلك كتغطية لكامل المصاريف التي دفعها المجتمع الدولي
في التحقيقات وخلافه ... ويؤكد الطلب على تقديم منحة خاصة إلى الأمم
المتحدة تقد بعشرة مليارات تستعمل من أجل الحفاظ على البقايا البشرية
التي لا تجد من يهتم بها..
والسؤال البديهي:
هل يقبل الجنرال الكبير بمثل هذا السيناريو الذي سيحمل عنوان سحق أمريكا
في لبنان؟ نحن نشك في هذا إذ أننا لا زلنا نمحض هذا الجنرال بعض
اللبنانية سيما وأنه مؤخراً أخذ موقفاً مميّزاً لصالح الجيش الذي منه خرج
وباسمه اشتُهر.
لذلك:
نراهُ مقبلاً إلى الوطن ومدبراً من مَن وثق. أمّا هل سيسترد موقعه الآن،
أم بعد خراب البصرة، وقبلَ أن يرفَضَّ من حوله تكتله الكبير أم يبقى على
نصائح الرأس المفكر رأس الحربة السورية في تكتله؟ ويتمنطق بنسبة التمثيل
المسيحي الذي إذا ما أجرينا استفتاء للمسيحيين لما ناله سوى السراب؟
لعلّه السؤال الصعب لكن الجواب عليه بسيط:
على الجنرال أن يعي خطورة المرحلة ومدى ما يقوده إليه أهل التفاهم من
مهالك، ليس له فحسب بل لجميع المسيحيين الذي يدّعي تمثيلهم.
والجنرال نُذكِّرُ، بأن من تسابق للإدلاء بصوته لك في الانتخابات هو ذاك
الشعب المحبط، لسبب أو آخر، والذي أملَ ،
بعد طويل انتظار، وما عبّئنا قلبه وسمعه من أطروحات الخلاص
والانقاذ، أن يأتيه الانقاذ على يديك وكان استقباله لك عظيماً. لكن ما
أن تنكّر الجنرال إلى الشعب الذي انتخبه وبسرعة، قام في إدخاله "سلّوطة"
[
سلّة مستطيلة من القصب تُحمل علىالظهر- وغالباً ما تستعمل في بساتين
الشمال اللبناني
وربمأ يعض الحمالين في أسواق الخضرة
] حزب الله، وأغلق عليه بما أسماها "ورقة التفاهم". المؤسف أنه لم يترك
لذاته، كسياسي اعتبرناه محنكاً، لم يترك لذات حرية التحرك أو الانسحاب من
هكذا ورقة وإخراج الشعب الذي انتخبه من قمقم القصب- سلّوطة، قبل أن يحطم
هذا القمقم ويخرج متحرراً منه ومن مَن حشره فيه سيما أنه يرى إلى أن كل
ما أملَه من جنراله ذاهب في غير اتجاه الوطن والوطنية والإنقاذ الموعود.
إن ما تتداوله الصحافة العالمية والمحلية والإقليمية عن تجهيزات الحرب
القائمة على قدمٍ وساقين، وربما أكثر، على الحدود مع سوريا وداخل لبنان،
تجهيزات تقوم بها عصابات الفلسطينيين المنشقين المحميين من النظام السوري
والمؤتمرة بأمره؛ كما أن ما نسمعه ويأتي إلى علمنا من تأسيس لمليشيات
وتسليح أخرى لمما يدفعنا إلى الرعب من مستقبل ما يُخطط أركان المعارضة
لهذا الوطن.
وهل بعد كل هذه المظاهر المسلحة والاستعدادات العسكرية التي تجري على أرض
الوطن، لم تقنع الجنرال الكبير بأن بقاء الوطن أهم وأبقى من كافة حكومات
العالم ورئاساته؟ وأن سياسة "ضربة على الحافر وضربة على المسمار" لم تعد
نافعة أو مقنعة لأحد. وبالتالي استمرارية البقاء في الدوران في الدائرة
الطبشورية باتت مُهدِدة بأخطر العواقب التي ستدخل الوطن إلى دائرة النار
المحرقة التي لن تبقي على شيْ، فهل لا زال الجنرال الكبير مصرا على اتباع
سياسة النعامة؟
Stop Press:
آخر الأخبار تفيد أن إطلاق صواريخ كاتيوشا على قرية شمونة الحدودية وعلى
استنفار عسكري في تلال مزارع شبعا إلخ... لا
تعليق ..
أين الحل؟
إمّا أن تخسروا الوطن وتصبحوا عبيداً وإمّا أن تنقذوه وتستعيدوا حريتكم
واستقلال وطنكم.
إن الوطن أيها السادة أهمُّ من دساتير العالم فإن زال الوطن لن يحتاج إلى
دستور.
لم يكنِ الدستور لعبةً يتسلى بها نوابٌ أو وزراء أو حتى رؤساء، إنما وضعَ
من أجل الحفاظ على الوطن وسكانه بقيادة رجالٍ مختارين ليس لمنفعة خاصة
بهم بل لمصلحة الأمة.
إن المبارزات القائمة اليوم بين رجال السياسة، تُفقِدُهم مؤهلاتِ
اختيارهم لقيادة الأمة سيّما وأنهم لم يفلحوا في الالتفاف نحو الوطن في
محنه القاسية، بل هم استغلوها ويستغلونها من أجل تحقيق مآرب شخصية لا
تعني الوطن بقدر ما تعنيهم.
إلى السادة السياسيين،
قفوا للحظة وتذكروا وقفات المجد التي طالما وقفها أسلافكم في قيادة
البلاد. تمثلوا بخلقيتهم وأخلاقهم.
إن للديمقراطية حدوداً إذا اجتُزِأت عَفُنت وإذا ما ظلمت تقهقرت وليس ما
تتغنون به مشاعاً لك دون غيركم.
خذوا ما هو لكم واتركوا ما لغيركم لغيركم وما للوطن للوطن.
إن النبل في التعاطي بين رجال السياسة ( قادة البلاد ) يُفقَد متى تعطل
استعماله.
كيف بالله تقنعون الشعب بقياداتكم وأنت لا تتكلمون مع بعضكم ، وكصبية
الحارات تستنكفون التعاطي!
ألا تذكروا ما أنتم فيه اليوم وما ستؤولون إليه بعد سنتين أو أقل .. إذا
بقيتم في الوطن!
صانك الله لبنان
لاحظ س. حداد
التيار السيادي / نيوزيلندا
18/06/2007
|