بيان التكوين لجماعة
"بلدنا"
من نحن
نحن
مجموعة من شابات وشباب مصر، كنا محاصرين بعوامل الإحباط
وفقدان الأمل فى الغد، وظننا أن أفكارنا وطموحاتنا مصيرها
الإهمال، حتى أتت ساعة الإنتفاض من سباتنا، فكنا جزءاً من
ثورة 25 يناير 2011 الخالدة، والتي تقف شامخة بجانب أعظم
الثورات في تاريخ البشرية، وقد رفعت مكانة مصر والمصريين
بصورة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
نحن نسعى الآن للتجمع فى كيان قانوني، يهدف الحفاظ على
ديمومة هذه الثورة، بخلق آليه تحول طموحاتنا لمصرنا
الجديدة إلى حقيقة معاشة، ولتأخذ قوى التحرر والحداثة
مكانتها الطبيعية، لاسيما وأن الساحة السياسية الحالية لا
يملأها سوى محترفي السياسة القدامى، الذين عجزوا عن
التواصل مع الشعب ومع العصر في آن، بالإضافة لهؤلاء الذين
يتلاعبون بعواطف الجماهير وتقواها الدينية، بطرح شعارات
براقة خالية من أي مضمون عملي يؤدي للارتقاء بحياة الناس.
نحن لا ننصب أنفسنا أوصياء على الثورة، ونعلم أننا جميعا
ساهمنا كل قدر جهده في نجاح ثورة المصريين، طلباً للحرية
والعدالة والكرامة الإنسانية، ولا يُنسب ما تحقق من إنجاز
إلى مجموعة واحدة أو تيار بعينه، ولكننا نعمل الآن على
تنظيم أنفسنا، وقد تجمعنا حول ما ارتأيناه أفكاراً وتوجهات
مشتركة، ونعمل على وضعها في إطار سياسي قانوني معترفً به.
. وهذه مجرد بداية، فلسنا متعنتين فى أفكارنا أو نهدف
لفرضها على أحد، بل نقدم طرحاً مبدئياً، يسمح فيه للجميع
بالمشاركة بأفكارهم، لترفد وتثري رؤيتنا المشتركة. .
فالعمل الجماعى المنظم هو منهج العصر لتحقيق المنجزات
واستدامتها. . لهذا نبدأ بتكوين كياننا السياسي من القاعدة
الشعبية صاحبة الثورة، متوجهين بالانفتاح على جميع من
يشاركوننا ذات الرؤى والتوجهات، سعياً لتكوين كيان أكبر
بامتداد كافة أنحاء البلاد، لتأسيس كيان شعبي حقيقي، يفرز
صفوته وقياداته، بعكس التجارب الحزبية السابقة، والتي
حاولت فيها صفوة تجميع الجماهير حول رؤاها الفوقية
المفروضة والمفارقة لتطلعات الجماهير وأمالها، فكان مصيرها
ما رأيناه من فشل وعجز ومن ثم جمود. . لهذا نكتفي ابتداء
بالركائز الأساسية لرؤيتنا المشتركة، والمتمثلة في فهمنا
لقيم الحرية والحداثة، التي تحدد بالتبعية شكل المستقبل
الذي نحلم به:
1. مصر دولة مدنية (لا هي عسكرية ولا دينية) ديموقراطية،
تتأسس على الحرية الفردية وصولاً لتحقيق مجتمع حر، تسوده
قيم العدالة والمساواة التامة بين ملاك الوطن الذين هم
المواطنين، ليحصل كل الأفراد على فرص متساوية لتحقيق
الذات.
2. الاقتصاد الحر هو النموذج السائد حالياً في كل العالم،
وهو الطريق المستقيم الذي ينبغي أن تسلكه مصر للتوافق مع
عصر العولمة الاقتصادية.
3. الانفتاح الثقافي على العالم الحر هو سبيل الحداثة التي
ننشدها، لنأخذ ونعطي واثقين من ذواتنا وقدرة شعبنا على رفد
الحضارة الإنسانية وإثرائها بمساهمات الإنسان المصري.
4. الانتماء لمصر هو الانتماء الأساسي، ومنه يتفرع
الانتماء إلى المحيط الإنساني الرحب، والسلام مع الشعوب
المحيطة والعالم أجمع هو الطريق لتحقيق التقدم والرخاء
للشعب المصري وللإنسانية جمعاء.
5. تتأسس علاقات مصر بسائر الدول والشعوب على مبدأ تحقيق
المصالح المشتركة، وتفعيل وتحقيق المعايير العالمية لحقوق
الإنسان، والتي تحددها المواثيق الدولية، والتي يجب أن
توقع مصر عليها جميعاً دون شروط أو استثناءات.
الليبرالية
الليبرالية هى أسلوب حياة يهدف لتحرير الإنسان، وهي لا
تعني بالتأكيد الفوضى، التي قد تنجم عما يمكن تسميته
بالحرية المطلقة، كما أنها ليست مذهباً مغلقاً يستبعد ما
سواه، فهي عبارة بيئة أو ساحة مفتوحة للجميع، تتحقق فيها
إنسانية الإنسان، وتتيح له تفجير ملكاته الإبداعية،
وتحكمها قواعد أشبه بتلك التي للألعاب الرياضية الجماعية،
التي تتيح للجميع المنافسة الشريفة لتحقيق الذات والنجاح،
مشروطة بتوفير ذات القدر من الفرص للجميع، بالتوافق مع
أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها، إذ تختلف من مجتمع إلى
مجتمع، حيث أنها وإن كانت تدافع عن الحقوق الأساسية
للإنسان، إلا أنها لا تتبنى ما يخالف أساسيات واخلاقيات
المجتمع، وإن كانت تتيح مرونة اجتماعية، تكفل التواكب مع
العصر وقيمه، وتقينا شر الجمود المجتمعي، الذي يترتب عليه
جموداً في سائر مجالات الحياة السياسية والاقتصادية
والثقافية.
وبخصوص العلاقة بين الليبرالية والدين، فإن الليبرالية
تنادي بالمساواة بين كل البشر بغض النظر عن دينهم، فالجميع
سواء أمام القانون، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات،
ليكون الدين علاقة خاصة بين الإنسان وربه، تنعكس إيجابياً
على المجتمع، عبر سلوكيات الأفراد وفقاً للمثل العليا التي
تحض عليها جميع الأديان، كما توفر الليبرالية حرية ممارسة
الشعائر الدينية وحرية اعتناق الأديان، تفعيلاً لمبدأ أن
"الدين لله والوطن للجميع".
الليبرالية هكذا تنفتح بشعبنا على كل الشعوب الحرة، لتأخذ
منها وتعطي، دون حساسيات أو تعصب أو انغلاق، ودون هواجس
تعيقنا عن الالتحاق بمسيرة الحضارة الإنسانية، مادمنا نثق
في أنفسنا، وفي قدرتنا على المحافظة على مصالح شعبنا،
والتي لا يمكن بأي حال أن تتعارض مع مصالح سائر شعوب
العالم الساعية للتقدم والرخاء والحرية.
الطريق للمستقبل
لا يوجد من يملك خطة مفصلة ومسبقة لحل كل مشاكل البلاد،
فلا يوجد الساحر العجيب القادر على حل المشاكل بين ليلة
وضحاها، كما أننا لا نبحث عن قائد ملهم أو طاغية جديد،
نلقي عليه بهمومنا، ليتعهد هو بتوفير احتياجاتنا وآمالنا
ونحن قعود، لنكتشف بعد حين أنه قد نزل بنا إلى حضيض الفقر
والعبودية. . لذا فإننا نكتفي مؤقتاً بالتجمع حول الإطار
العام الذي يرشدنا في مسيرتنا، لننتقل بعد ذلك إلى مرحلة
التحديد العلمي للأهداف، ثم السياسات الكفيلة بتحقيقها على
ضوء الموارد المتاحة، عبر دراسات علمية رصينة، يقوم بها
الخبراء المنتمون إلى كياننا الأكبر الذي نسعى إليه. .
فهكذا يكون سعينا لخدمة الشعب المصري مستنداً لأسس علمية
واقعية موثقة، وليس مجرد مداعبة لمشاعر الجماهير وآمالها،
بأحلام منقطعة الصلة بالواقع، أو بشعارات عمومية براقة، قد
نكتشف ربما بعد فوات الأوان خلوها من أي مضمون حقيقي.
هو إذن العمل الجماعى المنظم، المستند إلى العلم والعلماء،
مؤيداً بالجهد والعرق الذي ينبغي أن نكون جميعاً مستعدين
لبذله، من أجل تغيير واقعنا. . فنحن لم نكد بعد ننتهي من
مرحلة التخلص من النظام الفاشل الذي رزحنا طويلاً في
أغلاله وبؤسه، والطريق أمامنا طويل وشاق، لإعادة بناء
بلادنا وحياتنا في مختلف مناحيها على أسس جديدة تتوافق مع
العصر، وتكفل لشعبنا الالتحاق بركب الحضارة الإنسانية،
تمهيداً لأن تتبوأ بلادنا المكان الذي يليق بها وبشعبها
وتاريخها، كأمة تصنع الحضارة، وليست مجرد مستهلك لها.
فلتكن هذه الخطوط العريضة دعوة، لنبدأ معاً مسيرتنا
الموفقة نحو مستقبل أفضل لأجيالنا وبلادنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السكرتارية المؤقتة لـ "بلدنا".
8 مارس |