الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

  حسين ديبان

     كاتب فلسطيني

hdiban69@yahoo.com

00971507724499


التابوهات حين تتحطم!

081129

من الالف الايلافية ابتدأت، والى الياء الايلافية انتهيت، هي البداية ولكنها بالتأكيد بلا نهاية، أو على الأقل هذا أمل كبير يراودني بأن تبقى ايلاف كما هي صاحبة الخبر المقدس وناشرة الرأي الحر الذي لا أحسب ان تابو ما قد وقف أمامها عائقا او مانعا وأقصد ثالوث التابو الذي كان مقدسا في منطقتنا قبل اشراقة شمس ايلاف وهو ثالوث الدين والجنس والسياسة.

الاعتذار الصحفي شجاعة  نادرة سواء كان مؤسساتيا أو شخصيا قلما عرفته صحافتنا العربية، اللهم إلا اذا كان الأمر يتعلق بشخصيات سياسية نافذة ومؤثرة فالاعتذارات في هذا الباب أكثر من الهم على القلب، ولو كان لمثل هذه الاعتذارات "المصلحية" مكانا في ايلاف لكان اعتذر ناشر ايلاف السيد عثمان العمير للسيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان وهو الذي تربطه به علاقة قوية عن ما ينشر في ايلاف بخصوص الأخوة الكورد عموما وما يحدث في الاقليم خصوصا، ولكان اعتذر أيضا من كثير من الشخصيات الحكومية الخليجية والعربية التي اصبحت هدفا لسهام كتاب ايلاف النقدية، أو صيدا لمراسليها البواسل الذين لم تكن تمثل علاقة العمير بشخصية ما أي حصانة ايلافية لتلك الشخصية.

ان غياب هذه النوعية من الاعتذارات عن صفحات ايلاف لهو أكبر دليل على النجاح السياسي الباهر الذي حققته ايلاف، فرغم كل ما نشرته ايلاف بما يتعلق بالشأن السياسي وأبطاله سواء من الناحية الخبرية أو بما يكتبه كتاب ايلاف وهم محسوبون تماما عليها في حالتي الخطأ والصواب، خصوصا بعد أن أصبحت مواد الكتاب ملكا لايلاف ولا يجوز اعادة نشرها الا باذن خاص منها، رغم كل هذا مع مساحة الجرأة الكبيرة جدا التي خاضت بها ايلاف، والتي لم تبلغ نصفها أي وسيلة اعلامية عربية أخرى، لم نلحظ اعتذارا واحدا من نوعية الاعتذارات المشار اليها اعلاه على صفحات ايلاف، وهذا يؤكد ان ايلاف لم تخشى ومنذ لحظة انطلاقها في الحق المهني لومة لائم، ولا عتب صديق استحق نقدا مهنيا على صفحاتها وهو ما يجعلها وبامتياز بدون تابو سياسي.

أما الاعتذار موضوع مقالة السيد مصطفى عبد الرازق فهو لعمري ميزة ايلافية لم يبلغها أحدا غيرها، وهو كان متوقعا من ايلاف التي نعرف، فرغم اختلافي الكلي مع طروحات السيد راشد الغنوشي وكل قادة وكوادر الاسلام السياسي فهذا لا يعني بأي حال من الاحوال أن نلقي الاتهامات جزافا، أو ان يجعل أحدا ما من ايلاف ساحة لتصفية حسابات شخصية. اني أقول ان هذا الاعتذار كان متوقعا، لاني كنت قد تناولت بمقال لي نشر هنا في ايلاف قبل ثلاث سنوات بعنوان "أزمة أشرف عبد القادر مع القراء" مشكلة هذا الشخص بالذات مع السيد الغنوشي، وكيف انه كان يتهم حتى كتابا معروفين لا يعجبهم ما يكتب بانهم راشد الغنوشي، وفي مثال على ذلك فقد اتهم هذا الشخص السيد الغنوشي بانه استخدم اسم نورا دندشي للتعليق على مقال له، في حين ان السيدة نورا دندشي كانت حينها من الكتاب المساهمين في أصداء ايلاف.

 

عدد الاعتذارات التي قدمتها ايلاف لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وهي بأغلبها اعتذارت ذات طابع مهني، منحت ايلاف مصداقية فوق مصداقيتها، ورفعت من أسهمها كثيرا، وهي من نوعية الاعتراف بالحق فضيلة، ولم تكن استجابة لرغبة سياسي، او تحت ضغط مؤسسات دينية واجتماعية، وهي تكون بذلك قد تجاوزت وبنسبة عالية جدا كل التابوهات الدينية والجنسية والسياسية، فألف تحية لايلاف وناشرها عثمان العمير وكل جنودها المعلوم منهم والمجهول فيها والى الأمام.

 
المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها