الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 

اقرأ المزيد...

  حسين ديبان

     كاتب فلسطيني

hdiban69@yahoo.com

00971507724499


دفاعا عن فيصل القاسم

080521

تلف مع الدكتور فيصل القاسم مقدم برنامج الاتجاه المعاكس بكل مواقفه من لبنان وفلسطين والعراق وبقية قضايا هذه الأمة المنكوبة التي لا تعد ولا تحصى, فقضايانا لم تبدأ بقضية فلسطين ولا تنتهي بقضايا الخبز واسعاره النارية التي لم يعد المواطن العربي في سوريا ومصر وغيرها من البلدان قادرا على تأمينه لاطفاله الجياع..

كما وأختلف مع الدكتور فيصل القاسم في مواقفه من الدين، وأعني بالدين الاسلام بالدرجة الاولى وهو كما يعلم الجميع درزيٌ جبليٌ لا تربطه بالاسلام سوى تلك العلاقة التي تفرضها مهنة الدكتور فيصل مع رؤسائه من المسلمين...ربما أصبح الدروز هم المذهب الخامس في الاسلام السني كما يردد على أسماعي في كل مرة صديق درزي عزيز في كل مرة أذهب فيها الى مطعمه الصغير في تايلند. أؤكد هنا قبل أن يصطادني أحد بميائه العكرة - مياهنا كلها عكرة للاسف من طنجة حتى جاكرتا - أن لأبناء الطائفة الدرزية وضع خاص وحميمي في قلبي فأنا قد عاشرتهم سواء في جبل سوريا او جبل لبنان وخبرت عن قرب طيبتهم وأصالتهم وكرمهم، ولي بينهم عشرات الاصدقاء المخلصين والأوفياء الذين أعتز وافتخر جدا بصداقتهم..

أيضا أختلف وأندد بشدة بموقف الدكتور القاسم من الليبراليين والعلمانيين العرب وخطابهم التنويري الواقعي، وهو الذي يهاجمهم بغير حجة ليل نهار وصبح مساء وبمناسبة ودون مناسبة، حتى لو كان موضوع حلقته عن قضايا لا علاقة لها اطلاقا باللبرلة والعلمنة تجده أحضر الليبراليين والعلمانيين الى مقصلته، ولا يكتفي بسكينه وحده، وانما غالبا ما يشجع أحد ضيفيه على مشاركته في توجيه أبشع التهم وأرذلها بحق من هم حقا نور هذه الامة التي لن تهتدي الى مستقبل مشرق بدونهم.

كما ويعلم الجميع مثلما أعلم أنا بأن الضيوف من أصحاب الرأي الآخر من المخالفين لرأي القناة والقائمين عليها لا يلقون من الدكتور القاسم إلا الهجوم الذي يشترك به ويساعد عليه مع الشخص الذي يمثل رأي القناة، وغالبا ما يكون الدكتور القاسم مجحفا بحق ضيوفه من أصحاب الرأي الآخر وخاصة في الزمن الذي يعطى لهؤلاء و الذي ربما لا يتجاوز احيانا عشر دقائق في حين تذهب الخمس وأربعون دقيقة المتبقية من زمن البرنامج للضيف الذي يمثل وجهة نظر القناة، وهذه من الأمور التي تحسب دائما على الدكتور القاسم وتعد خرقا فاضحا لبديهيات العمل الاعلامي.

إلا أن الدكتور فيصل القاسم كان يعلم تمام العلم ما الذي ستقوله الدكتورة وفاء سلطان قبل أن يستضيفها، خصوصا وانه يستضيفها للمرة الثالثة وهذه نقطة كبيرة جدا تسجل لصالح القاسم، فاصراره على استضافة الدكتورة وفاء هو اصرار على احضار طرف آخر حقيقي لا يكون نصف علماني ولا نصف اسلامي وهو ما يحدث مع بقية الضيوف من أنصاف العلمانيين والاسلاميين ان جاز التعبير، فلا يستطيع هذا الضيف مجاراة خصمه المسلم لانه مازال واياه في ذات الجهة رغم تعريف نفسه على انه علماني، أما مع وجود وفاء سلطان فقد كان الاتجاه المعاكس معاكسا حقا بحيث استطاعت الرد وبقوة على الصوت النابح من مجاهل القرن السابع الميلادي.

كما واني اكاد اجزم ان الدكتور القاسم كان يدرك تماما حجم ومدى ردود الافعال التي سيواجهها بعد البرنامج ومع ذلك خاض هذه التجربة وللمرة الثالثة وبشجاعة نادرة يُحسد عليها، وبغض النظر عن الاعتذار الذي قدمه في الحلقة اللاحقة وهو بالمناسبة غير ذي قيمة كونه تكرارا لاعتذار القائمين على القناة في اليوم التالي من البرنامج، فان العمل الذي أقدم عليه القاسم باستضافته لوفاء سلطان هو عمل عظيم، لان كل الاعتذارات حينها لن تمحو ولو جزءا بسيطا من النتائج العظيمة التي تمخضت عنها تلك الحلقة من خلال مجموعة من الحقائق الصادمة التي تعرض لها العقل العربي والمسلم لاول مرة وعلى الهواء مباشرة ومن محطة فضائية تعد القلعة الاساسية للذود عن الاسلام والاسلاميين وخطابهم وفكرهم.

على هذا الاساس فانني أدافع اليوم عن الدكتور القاسم بوجه كل من هاجمه ومازال يهاجمه ويحرض عليه، وخاصة ضد المسعور الارهابي يوسف القرضاوي الذي استخدم نفس المنبر للهجوم على الدكتور القاسم والتحريض عليه وعلى الدكتورة وفاء سلطان، وسنظل نختلف مع الدكتور القاسم لكننا سنبقى مدافعين عن حقه في أن يقول ما يشاء وكيفما يشاء ومن خلال ما يشاء وقبل ذلك حقه في الحياة التي لم يمنحه اياها القرضاوي وفئرانه القائمين على المنتديات الاسلامية الارهابية.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها