مخاوف من استهداف الحريري وجعجع وجنبلاط وسامي الجميل ونواب من "14 آذار"
سباق بين بدء المحاكمات الغيابية وموجة اغتيالات جديدة في لبنان
26/10/2011
حضت أوساط سياسية لبنانية في باريس, أمس, المشرفين على المحكمة الدولية
الخاصة بلبنان في لاهاي على "الاسراع في بدء المحاكمات الغيابية لأربعة
عناصر قيادية ارهابية من حزب الله اكدت لجان التحقيق الدولية الثلاث
المتعاقبة ضلوعهم في التخطيط لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
والمساعدة على تنفيذها, كما ان لهم اصابع دامية في محاولة اغتيال وزير
الدفاع السابق إلياس المر والاتصالات مروان حمادة واغتيال الزعيم الشيوعي
جورج حاوي والصحافي سمير قصير".
ونقلت الاوساط الى هؤلاء المشرفين على المحكمة في كل من هولندا والامم
المتحدة بنيويورك عن "مصادر امنية فرنسية واوروبية ذات صدقية عالية"
تأكيدها, استناداً الى معلومات استخبارية من لبنان وسورية واسرائيل, انه
"ما لم تبدأ المحاكمات الغيابية في وقت قريب, فإن حزب الله والاستخبارات
السورية في بيروت تستعد لمرحلة جديدة من الاغتيالات تطول شخصيات لبنانية
وعربية سابقة ان كانت اسماؤها مدرجة مرات عدة على لوائح اغتيالات جرى تنفيذ
بعضها فيما فشل البعض الآخر, ثم جرى تجميد ما تبقى منها بسبب انشاء المحكمة
الدولية وتركيز العالم انظاره على المتهمين السوريين واللبنانيين".
وكشفت المصادر الامنية الاوروبية, ومن بينها مصادر ألمانية وايطالية
وبريطانية, ان "المجموعة السياسية والعسكرية والامنية والروحية اللبنانية
المطلوب تصفيتها تضم, الى جانب رئيس الحكومة السابق سعد الدين الحريري
اثنين من مستشاريه السياسيين والصحافيين, احدهم من الشخصيات اللبنانية
الثلاثين الصادرة بحقهم مذكرات جلب من المحكمة السورية (دعوى جميل السيد)
وستة نواب حاليين بعضهم شغل مناصب وزارية سابقة من "تيار المستقبل", ونجل
رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل, ورئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير
جعجع ونائب الحزب انطوان زهرا, ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف
ريفي ورئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن وعدد من ضباط قيادة الجيش
الفاعلين ضد تسلط حزب الله والتيار الوطني الحر العوني ومجموعة من ضباط
الاستخبارات وقادة المناطق في الجيش, اضافة الى رجال آخرين سنة بينهم مفتي
جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو".
وقالت الاوساط السياسية اللبنانية ل¯"السياسة" في باريس امس "ان بعض رفاق
زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذين زاروا فرنسا خلال الاسابيع
القليلة الماضية سمعوا من اطراف مسؤولة فرنسية وغير فرنسية نصائح بالتنبه
لحماياتهم الامنية, فيما اعرب نائب في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)
لمسؤول لبناني كبير في 14 آذار, عن مخاوفه من ان يكون جنبلاط نفسه قد عاد
الى دائرتي الخطر السورية والايرانية, وربما يكون تم نصحه هو الآخر خلال
زيارته الاسبوع الماضي الى باريس بالتحفظ الشديد على تنقلاته الداخلية
والخارجية".
واكدت احدى الصحف اللبنانية في بيروت, امس, المعلومات التي كانت "السياسة"
نشرتها يوم الجمعة الماضي بشأن "تحذيرات غربية من استعدادات سورية لتفجير
الوضع في لبنان بواسطة عملاء نظام الاسد وبينهم حزب الله وحركة امل", بعدما
كان وزير الداخلية اللبناني مروان شربل حذر الاحد الماضي من باريس نفسها من
"حصول اغتيالات سياسية جديدة".
وفي لندن, أكد ديبلوماسي بريطاني "ان الاستخبارات السورية بالتعاون مع
اجهزة حزب الله تعمل منذ اسبوعين على اشعال فتيل الفتنة داخل المخيمات
الفلسطينية في جنوب لبنان وعاصمته في محاولة لإشغال الرأي العام اللبناني
ووسائل اعلامه وقادته السياسيين المناوئين لنظام الاسد عما يدور من مجازر
في سورية, حيث بات لبنان منطلق المعلومات الموثقة عن ارتكابات ذلك النظام
والمأوى الاول والطبيعي للمعارضة السورية".
وفي روما, نقل ديبلوماسي لبناني عن احد اجهزة وزارة الداخلية الامنية
الايطالية وجهة نظر حكومة برلوسكوني المشابهة لوجهة النظر الفرنسية بشأن
"ضرورة الاسراع في تفعيل المحكمة الدولية لبدء محاكماتها الغيابية في نفس
الوقت الذي تصدر فيه الجزء التالي من القرار الاتهامي الذي يستكمل اتهام
عناصر اخرى من "حزب الله" بجرائم الاغتيال التي تمت بمشاركة سورية واجهزة
امن لبنانية خلال الاعوام 2004 و2005 و2006, في محاولة لمنع عودة
الاغتيالات الى لبنان التي باتت تضطلع بها مباشرة قيادة حزب الله كداعم
حقيقي وفاعل للنظام السوري المهتز والمتساقط", كما ان وفدا من "المجلس
العالمي لثورة الارز" في واشنطن زار الامم المتحدة في نيويورك السبت الماضي
وطالب بان كي مون بالمساعدة على حض المحكمة على الالتئام الشهر المقبل
تجنباً لاندلاع موجة اغتيالات جديدة, ولمرحلة اخرى من الاعتداءات على
القوات الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان, يستعد حزب الله والفصائل
الفلسطينية المتطرفة التابعة لسورية للقيام بها انطلاقا من مخيمات الجنوب". |