سقوط القذافي
والغضب الغربي كفيلان بتغيير الموقف الروسي
بوادر تدخل عسكري
غربي لإطاحة نظام الأسد وحماية المدنيين
20111025
انعطفت الثورة
السورية إحدى أهم انعطافاتها منذ بدأت في منتصف مارس الماضي باتجاه "نهاية
سعيدة" لكن مكلفة جداً على الشعب ورموز النظام القائم, بعدما قتل معمر
القذافي وسقط نظامه, حيث يستعد المجتمع الدولي مجدداً لـ"مرحلة ما بعد بشار
الاسد ونظام البعث".
ويعتبر قرار جامعة الدول العربية إيفاد لجنة وزارية إلى دمشق غداً الأربعاء
وسحب الولايات المتحدة سفيرها من سورية في محاولات احتجاجية على جرائم
القمع والمجازر ضد المدنيين, "مقدمة واقعية ومتوقعة الحدوث بعد الانتهاء من
الملف الليبي للتحول الى استخدام نفس الوسائل الناجعة التي اطاحت نظام
الظلم والقتل والتجبر في طرابلس مع تطويرها بما يتناسب وإخراج نظام دمشق من
الصور الجديدة للمنطقة التي قد تأخذ شكلها النهائي بعد إقفال الملف اليمني
ايضاً".
ونقل أحد قادة المعارضة السورية في واشنطن, أمس, عن نواب كبار في مجلس
النواب الأميركي, تأكيدهم جدية تلويح عضو مجلس الشيوخ البارز السيناتور جون
ماكين, أول من أمس, بالخيار العسكري لإطاحة نظام الأسد, في ظل تصاعد
الدعوات من قبل المعارضة إلى نوع من التدخل العسكري, معتبرين أن سحب السفير
الأميركي روبرت فورت من دمشق "قد يكون الخطوة الطبيعية الاستباقية لأي عمل
عسكري دولي ضد نظام الأسد".
وقال المعارض السوري لسياسي لبناني ان "خطوة سحب السفير الأميركي ستشجع دول
العالم بما فيها الدول العربية على التمثل بها لسحب البعثات الديبلوماسية
وإقفال السفارات والقنصليات والمصالح السورية حول العالم, وهو أمر من
المتوقع ان يكون مجلس جامعة الدول العربية سباقاً به بعد عودته الخائبة
قريباً من دمشق, مفسحاً في المجال امام دول اوروبا وحلف شمال الاطلسي
لاستنساخ قرار مجلس الامن الدولي 1737 الذي شرع الحرب الجوية الغربية على
القذافي تحت شعار حماية المدنيين, وهذا تماما ما هو مطلوب لحماية المدنيين
السوريين الذين يعانون نفس جنون القذافي على أيدي الاسد وشقيقه
وزباينتهما".
وأعرب نواب الكونغرس عن قناعتهم بأن موسكو "ستغير موقفها من دعم نظام الاسد
بعد سقوط نظام القذافي, وبعد توجيه جامعة الدول العربية انتقاداتها الشديدة
ضد نظام الاسد واستعدادها لاتخاذ أي خطوات على الارض لحماية المدنيين
السوريين, لأن الرئيس ديمتري مدفيديف لا يريد ان ينهي رئاسته بمعاداة
العالم في سبيل نظام يتساقط وينهار, ولا المرشح لخلافته رئيس الوزراء
الحالي فلاديمير بوتين يريد الوصول إلى السلطة على أنقاض علاقات روسيا مع
العالمين الدولي والعربي بسبب رهان خاسر على الحصان السوري الذي شارف على
نهاية سباقاته الدموية الفاشلة".
وكشف النواب أن "ما لم يتطرق إليه السيناتور ماكين هو: متى سيأتي دور ايران
في مرحلة تصفية الحسابات الدولية هذه, خصوصا وان اوباما اعاد فتح الصفحة
الايرانية الارهابية الملطخة بمؤامرة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل
الجبير وسيبقيها مفتوحة من الآن فصاعداً حتى يقفل الملفان السوري واليمني
قريبا, بحيث تكون تلك المؤامرة مدخلاً جديدا الى البرنامج النووي الايراني,
بعدما لم يبق لنظام طهران أي حليف في المنطقة "بعد سقوط الاسد" او حتى في
العالم وبعدما يتحول الى فريسة سهلة ولقمة سائغة تمسح عن المنطقة والعالم
أي آثار للارهاب مع تقدم الحرب على أفغانستان". |