مخاوف من اجتياح جيش الأسد عكار وطرابلس واندلاع اقتتال داخلي
تحذيرات غربية من استعدادات سورية لتفجير الوضع في لبنان
20111020
بيروت - وكالات:
يتأرجح المشهد
السياسي على حبلي التمويل المزمن والخروقات السورية اليومية واستتباعاتها
في الداخل اللبناني من زاويتي غياب الموقف الرسمي وتفاعل ملف خطف المعارضين
السوريين في بيروت, بعد معلومات عن مواجهة جديدة حصلت ظهر امس على الأراضي
اللبنانية في مشاريع القاع بين عناصر من الجيش السوري ومنشقين أدت الى مقتل
المجموعة المنشقة بكاملها وهي مؤلفة من ضابطين وستة عناصر, ما يعني عملياً
اذا ما تأكدت المعلومات التي كشفت عنها مصادر أمنية, سقوط 16 قتيلاً سورياً
في أقل من أربع وعشرين ساعة, بعدما نقلت اول من أمس ثماني جثث لقتلى سقطوا
في المواجهات التي وقعت في القسم السوري من بلدة الدوار القريبة من القاع
إثر مطاردة انتهت عند الحدود اللبنانية.
وفي موقف فرنسي مزدوج من الخروق السورية ووضع المعارضين السوريين, برز كلام
للسفير دوني بييتون بعد لقائه الرئيس امين الجميل ذكر فيه بموقف بلاده
الداعم للسيادة اللبنانية التي يجب أن تُحترم, وشدد على ضرورة حماية
المعارضين السوريين الذين لجأوا الى لبنان في ظل الأحداث الجارية في سورية.
وفي باريس, دانت الخارجية الفرنسية في بيان "التوغلات المتكررة للجيش
السوري في لبنان", مشددة على أنه "يجب أن تحترم سورية تماماً سيادة لبنان
واستقلاله".
وحضت "السلطات اللبنانية على السهر لحماية كل شخص يفر من القمع الدموي التي
تمارسه الحكومة السورية ضد شعبها".
في غضون ذلك, دعت أوساط ديبلوماسية بريطانية وأميركية اللبنانيين لأن
يكونوا مستعدين ومتنبهين لمحاولات سورية بلبلة الأوضاع الأمنية في لبنان مع
انتهاء مهلة الخمسة عشر يوماً التي منحها مجلس جامعة الدول العربية لنظام
بشار الاسد وتنتهي في الثاني من نوفمبر المقبل, لوقف كل أعماله الحربية ضد
الشعب السوري وبدء مؤتمر لحوار وطني شامل في مقر الجامعة العربية بالقاهرة.
وقال ديبلوماسي في لندن ل¯"السياسة" ان التقارير الواردة من بعض البعثات
الديبلوماسية الغربية من بيروت الى رئاسة الاتحاد الاوروبي تشير إلى أن
الخروقات العسكرية السورية البرية المتكررة للحدود اللبنانية خلال الاسابيع
الأربعة الماضية "ما هي إلا مقدمة تمهيدية لفرض "وضع فوضوي" يتخذ طابعاً
دموياً في أماكن مختلفة من المحافظات اللبنانية, في محاولة سورية سافرة
ومعروفة لممارسة ضغط على الدول العربية, وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي
ومصر, من أجل تخليها عن اتجاهها نحو تدويل الأزمة السورية وهو ما تتوقعه
لندن وباريس وواشنطن ومختلف دول حلف شمال الاطلسي والعالم العربي".
ونقل احد قادة اللوبي اللبناني في واشنطن, أمس, عن مسؤولين في وزارة
الخارجية الاميركية ل¯"السياسية" تحذيرهم الحكومة اللبنانية, الموالية
لنظام الأسد, من استعدادات الأخير المتمثلة بحشد نحو 35 ألف جندي على طول
الحدود اللبنانية من شمالها حتى جنوب البقاع بذريعة وقف تهريب السلاح الى
ما يسميه ذلك النظام "العصابات الارهابية" المتمثلة بالمنشقين عن الجيش,
للقيام بخروقات مهمة للحدود اللبنانية ما قد يؤدي, تحت ضغوط عربية ودولية,
الى انفجار الاوضاع بين الجيشين السوري واللبناني".
وقال مسؤولو الخارجية الاميركية ان مهلة الايام الخمسة عشر التي منحها مجلس
جامعة الدول العربية لنظام الاسد لتصويب مساره القمعي ضد شعبه هي من القصر
بحيث يتوجب على الحكومة اللبنانية ان تتخذ منذ الآن اجراءات لحماية حدودها
من اجتياحات سورية واسعة, خصوصاً باتجاه عكار وطرابلس في الشمال, حيث
الكثافة السنية المؤيدة ل¯"تيار المستقبل", ما من شأنه تفجير اقتتال لبناني
داخلي يشارك فيه "حزب الله" الى جانب السوريين وحلفائهم في لبنان.
واعتبر المسؤولون الاميركيون افتعال السلطات السورية أزمة الشاحنات عند
نقطة العبودية- الدبوسية الحدودية الشمالية بحجة تكثيف التفتيش على الاسلحة
المهربة الى سورية, تأتي في سياق الاستعدادات السورية لتفجير الاوضاع داخل
لبنان انطلاقاً من حدوده, اذ سيجد لبنان نفسه خلال اقل من اسبوع مجبرا على
البحث عن وسائل اخرى لشحن بضائعه الى دول الخليج العربي والاردن والعراق
بعدما سدت سورية منافذ تصريفها الى الداخل.
وذكر مسؤول اللوبي اللبناني في واشنطن ل¯"السياسة" ان المسؤولين الاميركيين
اكدوا له انهم تلقوا من مراجع لبنانية رفيعة المستوى اشارات بأن هناك
تململا داخل الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى وداخل فئة كبرى من وزراء
الحكومة اللبنانية, الواقعة تحت رحى "حزب الله" وحلفاء سورية, بسبب التحدي
السافر الذي يمارسه الجيش السوري عبر خروقاته لحدود البلد, وعدم اكتراثه
بحرمة الجيش والشعب وبسيادة لبنان واستقلاله من دون أي مبرر.
وتوقع المسؤولون الاميركيون ان تشكل اشارات تلك المراجع اللبنانية بعد تفجر
المواقف بين الجامعة العربية ودمشق خلال الاسبوعين المقبلين, بداية تحول
لبناني علني في سياسة التعامل مع نظام الاسد رغم ضغوط "حزب الله" وحلفائه,
ما من شأنه ان يدفع طرفي النزاع الى وضع حدة تصرفهما باتجاه صدام مسلح. |