الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

اقرأ المزيد...

 

كتب حميد غريافي


سمع خلاله كلاماً قاسياً على خلفية تصريحاته بشأن سلاح "حزب الله" ونظام الأسد
اجتماع مجلس المطارنة كان بمثابة محاكمة لمواقف الراعي

02/10/2011

لندن - كتب حميد غريافي:

اكدت أوساط روحية مارونية شاركت الاربعاء الماضي, في اجتماع مجلس المطارنة في بكركي برئاسة البطريرك الجديد بشارة الراعي, "أن هذا الاجتماع كاد يلامس حدود المحاكمة" لتصريحات البطريرك في باريس وبعدها في الجنوب والبقاع, بدليل استضافة النقاش حول مواقف الاخير المفاجئة, والمستغربة التي رفضها معظم اللبنانيين المسيحيين والسنة ومعظم دول المجتمع الدولي, الذين عبروا عن غضبهم من هذه المواقف بوسائل مختلفة كان ابرزها امتناع الرئيس الاميركي باراك اوباما وقيادات ادارته عن لقاء الراعي خلال زيارته الولايات المتحدة التي ستبدأ خلال ساعات.
وذكرت الاوساط التي تزور لندن حالياً, ان خلافاً حاداً انفجر اكثر من مرة داخل اجتماع الاساقفة في بكركي, حيث سمع الراعي كلاماً قاسياً خصوصاً بالنسبة لدعم توجهات "حزب الله" وسلاحه وتقديم "فتوى مسيحية مجانية" الى حسن نصر الله وايران بإمكانية الاحتفاظ بهذا السلاح حتى حل الازمة الفلسطينية التي قد تطول 60 عاماً اخرى, كما سمع نقداً لاذعاً من عدد من المطارنة لتعاطفه مع نظام بشار الاسد الذي ادى احتلال والده لبنان, وهو من بعده, الى قتل واختطاف واعتقال اكثر من 100 الف مسيحي لبناني منذ دخول لبنان العام 1976 والى هجرة اكثر من مليون مسيحي آخر, جلهم من الموارنة, ناهيك عن تدمير البنى التحتية اللبنانية ونهب ثروات لبنان وتحويل اقتصاده الى اسوأ ما في المنطقة العربية.
وأضافت الاوساط ل¯"السياسة", أن الراعي, سئل داخل الاجتماعي عما اذا كان مسيحي واحد او سني واحد غير ميشال عون, ابدى تعاطفا مع تصريحاته في باريس ثم البقاع والجنوب, ولماذا هذا التعاطف المفاجئ ل¯"حزب الله" والسوريين, على رأس بكركي واحاطته بالحرس الخاص من عناصر "حزب الله" وحركة "أمل" وبدعوات الموائد العارمة, سوى انها وسائل حاولوا ايصالها الى البطريرك الكاردينال نصر الله صفير الذي لم يساوم ولم يقبل دعوة ل¯"الأكل" ولم يؤخذ بالمداهنات وكلمات الاطراء التي كان ينقلها اليه الوزراء ونواب "حزب الله" و"أمل" سراً فيما هم يهاجمونه علناً بسبب مواقفه الرافضة لسلاحهم والداعمة لتطبيق القرارات الدولية وفي طليعتها القراران 1559 و1701 المتضمنان دعوتين لنزع سلاح الميليشيات اللبنانية والفلسطينية وبسط سيادة الدولة على كامل اراضيها.
وقالت الاوساط ان اجتماع المطارنة الاخير لم يكن سهلاً على الاطلاق بالنسبة للراعي الذي رغم الدعوة التقليدية الى الالتفاف حوله التي وردت في البيان الختامي, لم يخرج مرتاحاً بل حاصرته الاراء ووجهات النظر المتضاربة للاساقفة, ما ادى الى تعديل المسودة الاولى للبيان الذي جرت تسميته "بالنداء" تيمناً بنداءات البطريرك صفير في شهور سبتمبر منذ نداء 2000 الذي خلف الوجود السوري لينهي احتلاله بعد خمس سنوات, رغم انه لا يشبه اي نداء سابق في مواقف الوطنية, بحيث جاء بما يشبه سياسة البطريرك الذي بين الرمادية و"العياد" المزعوم والوسطية التي يدعيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان صديق الراعي ورئيس حكومته نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط.
ونقلت الاوساط عن مسؤولين روحيين وسياسيين موارنة وسنة في لبنان قولهم, إن الراعي امضى الاشهر الاولى من ركوب كرسي البطريركية بشكل مفاجئ, يدور في الفلكين السوري والايراني و"حزب الله" ويستميل جماعة ميشال عون التي تطوقه اليوم بزيارتها التي لا تنقطع, كما يحاصره "حزب الله" ونبيه بري بتصريحاتهما التي تضعه في مصاف الانبياء, وكذلك زيارات أنصار سورية, وفي بكركي, ثم امضى الاشهر التي تلتها يحاول إزالة آثار العاصفة المحملة بالاوبئة السياسية القاتلة, عوضاً عن بدء العمل الفوري لاستعادة لبنان واستقلاله وقراره الحر, والمسيحيين والسنة وقسم كبير صامت من الشيعة كرامتهم ومواطئ اقدامهم التي خسروها بقوة السلاح والسطو المنظم على الدولة بغياب اي مسؤول سياسي كبير او صغير لديه الجرأة على معارضة هذا السلاح.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها