شطرا جزيرة قبرص
اليوناني والتركي يطردان "حزب الله" ويغضان النظر
عن تهريب السلاح إلى سورية
طهران تتوقع سقوط
النظام السوري قبل نهاية مارس وأحمدي نجاد يحاول
"تبني" البشير بديلا من بشار
27/09/2011
باريس - كتب حميد غريافي:
توقع تقييم وضعه مستشارو محمود أحمدي نجاد الرئيس
الايراني, ووافق عليه مرشد الثورة الولي الفقيه
علي أكبر خامنئي, الا يصمد نظام بشار الاسد في
سورية لما بعد نهاية مارس المقبل امام ثلاثة
تطورات دراماتيكية اولها حدوث انقلاب عسكري تعمل
له الولايات المتحدة ودول عربية وبعض دول الاتحاد
الاوروبي, وثانيها اغتيال الأسد وشقيقه واقربائه
وبعض قادته الامنيين والعسكريين في انشقاقات في
الجيش والاستخبارات بدأت بالفعل خلال الاسابيع
الثمانية الماضية تخيف النظام الذي ضاعف عمليات
قمعه بالقوة المفرطة رغم الضغوط الدولية عليه,
وثالثها اندلاع حرب اهلية شاملة باتت الاستعدادات
لها جاهزة عبر تهريب اطنان الاسلحة والاف العناصر
المقاتلة لمواجهة آلة القمع البعثية".
ووصف تقرير اوروبي خرج من طهران السبت الماضي نظرة
جناح نجاد في النظام الايراني الى ارتكابات بشار
الاسد ونظامه "الذي يرفض ان يرى او يسمع او يشعر
بالقلق عليه وعلى سورية لان تتحول الى دولة معادية
لايران والمقاومة وتقف في صف الممانعة والصمود
والتصدي وهي مسميات فارغة من مضامينها ولم تكسب
اصحابها سوى الخراب والدمار والصيت السيئ ومعاداة
الشعوب الحرة", ب¯ "الفيل الهائج في غرفة الفخار
لا يستطيع الخروج منها الا بتحطيم كل ما فيها لكنه
رغم ذلك ليس بمقدوره تحطيم جدرانها للافلات من
الاسر".
ونقل التقرير الذي اطلعت "السياسة" على جانب منه
في باريس امس عن مسؤولين في بطانة الرئيس الايراني
قولهم: ان "محمود احمدي نجاد قد يكون شارف على
اتخاذ موقف مشابه لموقف رئيس الوزراء التركي رجب
طيب اردوغان بالتخلي النهائي من الاسد ونظامه في
دمشق ولكن دون اعلان ذلك, لذا فهو يبحث عن حليف
بديل في المنطقة يؤمن له استمرارية تدخله في الشرق
الاوسط وشمال افريقيا فلم يجد الا الرئيس السوداني
البشير الشخص الوحيد "المؤهل" لهذا العمل لخلافة
البعث السوري في تهريب السلاح الى حزب الله
واستقبال الاف العناصر من الحرس الثوري والباسيج
الايرانيين, ودخول بعض دول افريقيا الصديقة
للسودان ولليبيا التي دعمت طهران - ومازالت -
رئيسها الهارب العقيد معمر القذافي, على حصانيهما
الاعرجين".
البشير مثل بشار!
وقال احد اولئك المسؤولين الايرانيين: "الا ان
خامنئي نصح نجاد بعدم وضع كل بيضه في سلة البشير
لان حكمه هو الاخر مهتز وهش وقابل للسقوط عند هبوب
اولى عواصف الربيع العربي باتجاه السودان خصوصا
اذا تبين انه حل محل الاسد في تحالفه مع ايران
بهدف الاستمرار في محاربة المشروع الاميركي -
الاسرائيلي في المنطقة, وقد تبين ان موافقته على
انفصال الجنوب المسيحي السوداني عنه لم ترحمه من
الغضبة الغربية والعربية ولا من محكمة الجنايات
الدولية التي ستبقى سيفا مصلتا على عنقه طالما بقي
حيا".
وكشف التقرير الاوروبي النقاب عن "تدفق مئات
العناصر من الحرس الثوري "فيلق القدس
والاستخبارات" والباسيج على المناطق المحاذية
لدولة جنوب السودان المستقلة حديثا بعدما اعترفت
بها اسرائيل وبادلتها هي الاعتراف والتمثيل
الديبلوماسي, وهي الذريعة الايرانية - السودانية
الجاهزة الان لمقاومة تدخل الدول الغربية لتحويل
السودان الى قاعدة ايرانية قد تحل محل قاعدتيها في
لبنان والعراق في حال سقوط نظام الاسد الذي يصل
هذا المثلث الايراني في المنطقة بعضه ببعض الا ان
اوساطا امنية ايرانية تخشى ان يؤدي تلاشي نظام
البعث السوري الى منع اي قطعة بحرية ايرانية أو
سودانية او من دولة ثالثة حليفة لهما من التواجد
في مياه المتوسط, بعدما اقفلت تركيا الاسبوع
الماضي ممرها المائي الى سورية, وبعدما قد تتحقق
معلومات المعارضة السورية في الداخل والخارج حول
نقل "ملكية" قاعدة طرطوس البحرية الروسية الى
الايدي الاميركية "الامينة", بعد اختفاء الأسد
وجماعته من حكم البلاد".
قبرص تطرد حزب الله!
وذكرت مصادر أمنية بريطانية ل¯ "السياسة" في هذا
السياق ان جزيرة قبرص - الشطر اليوناني - "رفضت
اغراءات مالية ونفطية ايرانية بمئات ملايين
الدولارات للسماح بتواجدين بحري وجوي ايرانيين في
الجزيرة, او على الاقل الحصول على موطئ قدم في
شطري الجزيرة بعدما منعت اليونان حكومة نيقوسيا من
اي تعامل مع الايرانيين اثر التقارب المهم
والستراتيجي بين اثينا والاسرائيليين على حساب سوء
علاقات حكومة بنيامين نتانياهو مع تركيا وبعدما
كان "حزب الله" اللبناني اقترح على طهران التدخل
لدى قبرص اليونانية للحلول محل سورية كمركز لتهريب
السلاح اليه بعدما حوصر من سورية والعراق والاردن
وتركيا واسرائيل, واصبح معزولا لاول مرة منذ وجوده
في مطلع الثمانينات بهذا الشكل الدراماتيكي الخانق".
واماطت المصادر الامنية البريطانية اللثام عن ان
"شطري قبرص اليوناني والتركي - رغم العداء
المستحكم بينهما - باتا يشكلان البابين الاوسع
لتهريب السلاح والعتاد الى الثوار في سورية ضد
النظام, الاول بطلب من اردوغان الذي اعلن عداءه
لبشار الاسد وحزبه وارتكاباته والثاني بطلب من
اليونان التي باتت داخل ستراتيجية اسرائيل
المباشرة في المنطقة منذ خلافها مع تركيا".
وأكدت المصادر ان شطري الجزيرة, طلبا خلال الشهرين
الماضيين من ممثلين لحزب الله فيهما, اقفال
مكاتبهم السرية وقواعد خلاياهم الامنية والخروج
منها وان عددا من العناصر والقيادات الذين كانوا
يؤمنون خطوط تهريب الاسلحة الى الحزب في لبنان او
عن طريق سورية, قد غادروا شطري الجزيرة وخصوصا
الشطر التركي الواقع تحت قبضة الاستخبارات التركية
العسكرية المباشرة". |