توقعات بصدور قرار دولي قريباً يسمح بتدخل عسكري
لإسقاط نظام الأسد
مخاوف فرنسية من
انتقال آلاف البعثيين من سورية للسيطرة على لبنان
06/09/2011
باريس- كتب حميد غريافي:
اتهمت مصادر
في "الجمعية الوطنية" الفرنسية (البرلمان), أمس, "المعارضات" السورية
بـ"عرقلة الخطط الدولية لتدخل أكثر فاعلية وتأثيراً ضد نظام بشار الأسد",
واصفة "الثوار الداخليين المنتفضين بأنهم يحاربون الآن على جبهتين الأولى
لإسقاط نظام الأسد, والثانية تشرذم القيادات المعارضة في الداخل والخارج
وتفرقها عن النظرة الواحدة للخلاص من الحكم البعثي, وذلك بسبب تغليب
المصالح والطموحات على دماء الناس الذين يسقطون يومياً في شوارع المدن
والقرى او يفرون هاربين إلى خارج الحدود, أو يساقون الى المعتقلات بالمئات
او يدفنون في قبور جماعية".
وقال أحد كبار أعضاء لجنة "العلاقات الخارجية والأمن" في مجلس النواب
الفرنسي لمرجع ديني لبناني يزور باريس حالياً ضمن الوفد المرافق للبطريرك
الماروني بشارة الراعي, ان "الاختلافات الحادة في المواقف بين الأحزاب
والتيارات والشخصيات السورية المعارضة في الداخل والخارج بشأن كيفية اقتسام
قالب الحلوى بعد انهيار النظام, وطرحها في عشرات المؤتمرات الجوفاء غير
الفاعلة في تركيا وباريس وجنيف والدوحة ومصر وسواها أسماء مملثين عنها في
النظام المقبل من دون العودة الى اصحاب الحق الحقيقيين في الاختبار وهم
ثوار الشوارع, تقف حجر عثرة في طريق تكاتف دولي قوي ومتراص, كما حصل في
الملف الليبي, لإصدار قرار يسمح بفرض حظر جوي على الأراضي السورية يمهد
لتكرار الغارات المدمرة على القواعد العسكرية الليبية ومصالح النظام
الحيوية والاقتصادية والسياسية والأمنية".
وكشف المرجع الروحي ل¯"السياسة" النقاب عن ان "الاتصالات الجارية بين
الثوار الداخليين في سورية من جهة والعواصم الغربية الفاعلة وهي واشنطن
وباريس ولندن وروما وبرلين من جهة اخرى, بدأت منذ منتصف أغسطس الماضي تتركز
على وجوب حدوث تدخل عسكري دولي لانقاذ الشعب السوري الاعزل من بطش النظام,
أسوة بالتدخل لإنقاذ الثوار الليبيين, خصوصاً أن وحشية نظام الأسد تفوق
ارتكابات القذافي ولا تبدو هناك نهاية قريبة لها رغم تدخلات العالم
وعقوباته".
ونقل المرجع عن النائب الفرنسي تأكيده ان "مجلس الأمن رغم معارضة روسيا
الشديدة لاي تدخل عسكري دولي ضد سورية, قد يتوصل خلال الايام القليلة
المقبلة الى قرار يسمح بالتدخل الدولي لحماية المدنيين ومعاقبة النظام
وآلاته الحربية والأمنية", مشيراً إلى أن "القادة الروس واقعون تحت ضغوط
دولية لا يمكن احتمالها وبالتالي فإنهم قد يتنحون جانباً - كما فعل لبنان
في مجلس الامن - لإفساح المجال لانتقال الامم المتحدة الى مرحلة الحسم قبل
فوات الاوان".
وأضاف المرجع ان بعض المسؤولين الفرنسيين الذين التقيناهم حتى الآن في
باريس "أبدوا تخوفاً كبيراً من ان تنعكس الازمة السورية الخانقة على
الاوضاع اللبنانية الداخلية, خصوصا ان اصابع نظام الاسد وحليفه الايراني,
ممسكة بقوة بخناق الحكم اللبناني ومفاصله العسكرية والسياسية والاقتصادية
والأمنية", لافتاً إلى أن نظام دمشق قادر, عبر حلفائه في لبنان, على تفجير
الأوضاع الداخلية لبسط سيطرة ايرانية - سورية كاملة على الدولة تمهيداً
لتقديم أي دعم مطلوب عما قريب من نظام الأسد وخصوصاً بالنسبة لامكانية لجوء
عشرات آلاف البعثيين السوريين التابعين لهذا النظام, على غرار الهروب
البعثي الواسع والشامل من العراق الى سورية بعد غزو 2003 لاطاحة صدام
حسين".
وأكد البرلماني الفرنسي ان "فكي الكماشة الدولية والعربية العسكري
والاقتصادي يطبقان بسرعة على آل الأسد وآلتهم القمعية الجهنمية", وعلى
المعارضات السورية خصوصاً في الخارج "أن لا تبتعد عن مرمى النيران الثوري
الموجه ضد اركان البعث, كما عليها الحد من تدخلاتها المتضاربة التي تشوش
الادارات الغربية وتجعلها في حيرة من أمرها, وان تقتنع بالوقوف وراء صفوف
الثورة الداخلية لا في مقدمها وطليعتها, لأنها غير قادرة على إقناع احد من
المستعدين لمساندة الثوار بطروحاتها التي تختلف عن بعضها البعض بشكل مضحك
يحير العالم".
|