انتقد بشدة عدم
ضغط إدارته على روسيا لوقف المجازر ضد السوريين
الكونغرس يتهم أوباما بمفاوضة الأسد "تحت الطاولة" ويدعوه إلى حسم موقفه
03/09/2011
لندن - كتب حميد غريافي:
اتهمت جهات
اميركية في الكونغرس ومسؤولون اوروبيون في روما وباريس ولندن والرياض
وعواصم دول مجلس التعاون الخليجي والقاهرة إدارة الرئيس الأميركي باراك
أوباما ب¯ "البطء السلحفاتي" في تعاطيها مع الثورات العربية التي تستقي
مبادئ العالم الحر من ديمقراطية وحرية واستقلال, حتى أن ديبلوماسيا فرنسيا
في الامم المتحدة بنيويورك شبه هذا "البطء" الذي يلهث وراء الثورات
المتنقلة ليلحق بها متأخراً جداً بسلحفاتية نظام البعث في سورية الذي
تجاوزته الثورة بأشواط ومازال قابعاً في كهف الاصلاحات والمفاوضات الكاذبة,
وكلما أطلقت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون احد تصريحاتها الجديدة التي
تدعو الاسد للتنحي, تكون بذلك تحاول لاهثة اللحاق بالثائرين في شوارع المدن
والقرى من المدنيين السوريين الذين تجاوزوا حتى عملية التنحي هذه الى
المطالبة بإعدام الأسد في لافتاتهم بعد اعتقاله ومحاكمته بتهم الابادة
الجماعية وانتهاك حقوق الانسان.
وقالت الجهات البرلمانية الاميركية ان شمول العقوبات الأميركية وزير
الخارجية وليد المعلم والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان والسفير السوري لدى
لبنان علي عبد الكريم علي, بعد أكثر من خمسة أشهر من القتل والتنكيل وهدم
المنازل وتهجير السكان إلى ما وراء الحدود وتدمير الشوارع والاحياء على
رؤوس المتظاهرين المسالمين, تحت مقولة وصول اوباما هؤلاء الثلاثة متأخراً
أفضل من عدم وصولهم إطلاقاً, "فهذه مقولة الضعفاء والعاجزين, والولايات
المتحدة لاهي ضعيفة ولا عاجزة".
واشارت المصادر إلى أن وثائق كشفت الأسبوع الجاري, أن أوباما استمر في
مفاوضة العقيد معمر القذافي حتى الشهرين الأخيرين, "عندما أدرك انه غير
قادر على احياء الموتى".
ونقل احد قادة اللوبي اللبناني في واشنطن عن احد كبار اعضاء لجنة الشؤون
الخارجية والدفاع في الكونغرس قوله ان اوباما يختبئ وراء رفض الروس صدور اي
قرار في مجلس الامن الدولي يدين نظام الاسد ويدعو الى معاملته بطريقة شبيهة
بمعاملة القذافي, وهو (اوباما) على ما يبدو لايفعل الكثير لثني الرئيس
الروسي ديمتري مدفيديف عن رفضه هذا كما فعل من قبل بالنسبة للقرار 1737
الداعي الى حماية المدنيين في ليبيا بتدخل حلف شمال الاطلسي جواً", معرباً
عن أمله "ان يستيقظ من تقاعسه حيال الشعب السوري ويتخذ القرار الصائب
والانساني لإنقاذه من همجية نظامه البعثي الذي لا يرحم".
ولم يستبعد النائب الجمهوري ان يكون أوباما "مازال يفاوض نظام الأسد من خلف
الستار كما فعل مع القذافي, لأننا بتنا نعتقد أن هذا العناد وذاك الصلف
اللذين يمارسهما الرئيس السوري في وجه العالم مجتمعاً, لابد وأن يكون مبنيا
على شيء, ونحن لا نعتقد انه الموقف الروسي المتذبذب فحسب, بل أبعد من ذلك,
بحيث لم نعد نستبعد ان تكون إدارة أوباما فتحت قنوات اتصال مع النظام في
دمشق لعدد من الاسباب من بينها الضغوط الاسرائيلية عليها لمحاولة انقاذ
نظام الأسد الذي أمن لاسرائيل طوال السنوات الاربعين الماضية مخدة مريحة
نامت عليها من دون خوف او مفاجآت, وربما لضرورة الحفاظ على نظام مشاكس
ومارق في المنطقة يبرر باستمرار مخاوف دولها المعتدلة بعد تساقط كل الانظمة
القمعية التي كانت تقوم بتلك المهمة لصالح الاميركيين وبعض الدول الاخرى".
وقال البرلماني الاميركي ان اوباما يقف حجر عثرة في وجه الاندفاع الاوروبي
نحو بلوغ مرحلة حاسمة ضد نظام الاسد, و"هذا ما فهمناه من مسؤولين فرنسيين
وبريطانيين وايطاليين واسبان وألمان زاروا الولايات المتحدة خلال الاسابيع
القليلة الماضية, طالبين من جناحي الكونغرس (مجلسا النواب والشيوخ)ضغطاً
أكبر على الرئيس الاميركي ومعاونيه ونائبه جو بايدن للاسراع في اتخاذ قرار
تنحية بشار الاسد فعلاً لا قولاً عبر مجلس الامن, وحمل موسكو على الموافقة
النهائية لإنقاذ المواطنين السوريين من مجزرة البعث المستمرة, ووضع حد
نهائي لهذه المهزلة الانسانية التي تساهم فيها ادارة اوباما عن قصد او غير
قصد".
|